طلال سلامة من روما: أفاد الباحثون في مركز (International Centre of Insect Physiology and Ecology ) في نيروبي(كينيا) أن سمكة البلطي الملونة، التي تعيش بكثرة في كينيا، قد تشكل سلاحاً بيولوجياً فاعلاً أمام الحد من انتشار مرض الملاريا في القسم الغربي من البلاد. أثناء الدراسة، التي مولتها الحكومة الفنلندية وجمعية (BioVision Foundation) السويسرية وجمعية (Toyota Environment Foundation) البيئية، أدخل الباحثون سمكة البلطي الملونة المعروفة علمياً باسم (Oreochromis niloticus L.) في أحواض السمك المهجورة.
خلال التجربة التي أجريت غرب كينيا التهمت السمكة، خلال 15 أسبوعاً، أكثر من 94 في المئة من يرقات نوعين من البعوض التي تم مراقبتها في هذه الأحواض(البرك)، هما (Anopheles gambiae) و(Anopheles funestus). وتعتبر بعوضة الملاريا الناقلة الرئيسية لحمى الملاريا، التي أضحت مقاومتها للمبيدات الحشرية المعروفة الى اليوم أكثر شراسة. وتجدر الإشارة الى الملاريا تفتك بطفل إفريقي كل ثلاثين ثانية، ويقدر عدد ضحاياها حول العالم بمليون شخص، كل سنة.
منذ أكثر من مائة عام، تستخدم الأسماك بأفريقيا لالتهام يرقات البعوض. وكان أداء سمكة البلطي الملونة في القضاء على يرقات بعوضة الملاريا فاعلاً للغاية. بالطبع، لن يقتصر دور سمكة البلطي الملونة على التهام يرقات بعوضة الملاريا. إذ تعتبر أيضاً المادة الغذائية المفضلة بالنسبة الى سكان الدول المطلة على النيل، بما فيها كينيا. ما يعني أن توطين أعداد كبيرة منها في البرك والمستنقعات هناك لن يؤول إلى تراجع أعداد بعوضة الملاريا فحسب إنما سيوفر غذاء شهياً لسكان النيل.
التعليقات