اعتدال سلامه من برلين: في المرة الأولى لم يستطع فولفغانغ برتلس البقاء في القمرة الثلاجة التي وصفها بأنها ابرد من القطب الشمالي اكثر من دقيقة ، فدرجة الحرارة فيها تتعدى الستين درجة مئوية تحت الصفر، لكنه أعاد الكرة بعد أسبوع وتمكن من تخطي الدقائق الثلاثة المطلوبة لعلاجه من الروماتيزم الذي أصابه .
وبرتلس واحد من المئات في ألمانيا اللذين يلجأون الان الى مستشفى باد زيبروخ
Bad seebruch في بلدة فلوتو Vlotho الجنوبية للعلاج بهذه الطريقة الغريبة من نوعها التي يطبقها البروفسور رانهارت فريكيه Reinhard Fricke منذ سنوات على مرضي الروماتيزم وتلاقي نجاحا كبيرا.
وكما قال هذا الطبيب في حديث قصير مع ايلاف فان العلاج ليس جديدا بل اعتمده اليابانيون قبل عقود طويلة للشفاء من أمراض كثيرة لكنه طور باضافة قمرة يمكن التحكم بدرجة الحرارة فيها عبر أجهزة رقمية على أساس احتياج جسم المريض ودرجة إصابته بالروماتيزم. فمقاومة الجسم لدرجة حرارة منخفضة بهذا الشكل تقضي في الوقت نفسه على أمراض أخرى.
ومن ينظر الى داخل القمرة الخشبية يجدها لا تتعدى الأربعة أمتار مربعة ذات باب عازل تماما يفتح من الداخل والخارج كي يتمكن المريض من الخروج في اللحظة التي يريد. اما قنوات الاتصال بين المريض في الداخل والخارج فتتم عبر ميكروفون الهدف منه حث المريض عند الضرورة على القيام بحركات دائمة.
وقبل الدخول يلبس المريض سروال سباحة وقفازات ويغطي رأسه بقلنسوة من الصوف تخفي أذنيه تماما مع كمامة للفم والأنف من اجل حماية الغشاء المخاطي بعدها تبدأ الرحلة في القمرة التي تمتلئ رويدا رويدا بالضباب الثلجي .
ويشعر المريض في الدقيقة الأولى بان البرودة تمنعه من التنفس لكن البروفيسور فريكه الذي يراقب كل شئ من طاقة زجاجية صغيرة في الباب يبدأ بالعد العكسي للتخفيف من وطأة الوقت مع تكراره الطلب بالحركة وعدم الجمود. وكما قال مع انقضاء الدقيقة الثانية يعتاد الجسم على هذه النسبة المنخفضة جدا من الحرارة.
ويطبب البروفسور فريكه مرضاه المصابين بالروماتيزم quot; بالصدمات الثلجية quot; حسب وصفه منذ سنوات لأنها برأيه بعيدة عن أي عوارض سلبية وتشفي أمراضا أخرى مثل التهاب المفاصل وألام العضلات والزكام المزمن والربو الصدري وحتى أمراض القلب الخفيفة . والجانب المهم انها تحمي الرياضيين من انشداد وتر العضلات . وهو على قناعة من ان معالجة الجسد بالبرودة دون الصفر تقلل من حدة الآلام وتسرع عملية الشفاء من الروماتيزم وتوفر على المريض ابتلاع الأدوية المختلفة.
ويستدعي العلاج بالبرودة الفائقة الإقامة في المستشفى من أسبوعين الى أربعة أسابيع حيث يدخل المريض القمرة أربع مرات يوميا ويبقى في كل مرة ثلاث دقائق كحد أقصى . ويبدأ مع المرة الثانية بتقبل هذه الحرارة المنخفضة التي تسمح له بالقيام بحركات رياضية كان لا يستطيع القيام بها مثل ثني الركبة . وكلما تمكن من القيام بحركات لا تخف فقط وطأة البرودة بل وتنشط الدورة الدموية التي تتغلب في النهاية على الأوجاع . ويتبع كل مرة تمارين رياضة صحية يشرف عليها اختصاصيون .
وسر العلاج ان الشعور بالألم او الورم يخف بشكل ملحوظ عند تعرض الجسم لحرارة منخفضة ( لذا توضع كمادات ثلج عند الإصابة بالكدمات وتخفف من الورم ) مما يسمح للمريض بأداء حركات رياضية كان يتفاداها تفاديا للأوجاع مثل ثني الركبة او تحريك الساقين. هذه الحركات تنشط الدورة الدموية وحركة المفاصل وتقوي العضلات فيبتعد الألم الذي لا بد ان يزيد بسبب قلة الحركة .
وحسب قول البروفسور فريكه عند الصدمة بالبرودة الفائقة تشد فجأة الأعصاب تحت الجلد المرتبطة مباشرة بأنسجة المفاصل والمفاصل التي بين العضلات كما تمنع اصدار ايعاز الدماغ اوامر للشعور بالألم فتنبسط العضلات وتسترخي وتتحرر كل حركة من الوجع.علاوة عن ذلك تحد البرودة من نشاط الزلال في الأنزيمات المنقسمة التي بإمكانها تحطيم الأنسجة فهذا يلعب دورا حاسما بالإصابة بالروماتيزم .
ويقول البروفسور بان العلاج اثبت فعاليته بعد تجارب كثيرة على كبار السن كما اثبت فعاليته ايضا عند الشباب. وتعد هذه الطريقة حسب قوله افضل من العلاج عن طريق اللفائف الدافئة او العقاقير وكل ما في الامر تعرض المريض لدرجة حرارة برودة عالية .
ومستشفىBad seebruch في بلدة vlothoواحدة من خمسين عيادة في ألمانيا تتبع طريقة معالجة الروماتيزم بالحرارة المنخفضة جدا أسوة بمستشفيات كثيرة في اليابان مع الفارق انها تخطت درجة الحرارة من 60 الى 110 تحت الصفر . ويزور القمرات الثلجية فيها يوميا قرابة 60 مريضا وتم علاج 90 ألف حتى الان لان التكاليف منخفضة نوعا ما ( حوالي 30 دولار لكل جلسة ) ويمكن بواسطتها ايضا معالجة الزكام المزمن والربو الصدري.
- آخر تحديث :
التعليقات