الفايروس نفسه الذي يصيب الإنسان والخنازير
انفلونزا الخيول أعراضها الوقاية منها وعلاجها


د. مزاحم مبارك مال الله : فايروس كلمة لاتينية تعني السم أو السائل السام، أطلقت على تراكيب متناهية في الصغر تسمى بالرواشح كونها تمر من ورقة الترشيح، لاترى إلاّ بالمجهر الإلكتروني، تصيب وتخترق خلايا أنسجة كل الكائنات الحية، اكتشفها العالم الروسي أيفانوفسكي عام 1892 ولكنها موجودة بكل تأكيد قبل هذا التاريخ. وهناك ثلاثة تعاريف للفايروسات، الأول يعدها أجساما حية دقيقة، والثاني يعدها بلورات تجمع خواص الجماد والأحياء، والثالث فيعدها تراكيب نيوكليوبروتينية.

الفايروسات لاتنمو أو تتكاثر إلاّ داخل الخلايا الحيّة، وتحتاج فترة حضانة لحين ظهور أعراضها المرضية. الفايروس أنواعه كثيرة جداً تبعاً لطبيعة الحمض النووي تصل الى المئات بل الألوف ولهذه الأنواع القدرة والإمكانية على إنتاج السلالات المختلفة، بمعنى إذا ما تعرضت لأي ظروف فبإمكانها أن تغير صفاتها وقدراتها المَرَضية الى سلالة جديدة متميزة. الفايروسات تحتوي على أحد الحمضين النوويين
RNA أو DNA وهما المركبان الأساسيان لأي خلية حية. ومن نوع DNA فايروس مرض الجدري والحزام الناري أما نوع الـ RNA فمثاله فايروس مرض شلل الأطفال والنكاف وإنفلونزا الخيول.

الفايروس يدخل الخلايا فيحلل مكوناتها ويحيل الأنسجة الى حالة تنعكس على صورة أعراض وعلامات مرضية لها القدرة على العدوى من كائن حي الى أخر، بل قوته المَرَضية تزداد. ومن أمثلة الفايروسات تلك التي تصيب الجهاز المناعي فتسبب الأيدز أو تصيب الكبد فتسبب إلتهاب الكبد الفايروسي ، وممكن أن تصيب الجهاز العصبي فتسبب مثلاً شلل الأطفال ، ومنها ما يصيب الجهاز التنفسي فيسبب عدة أمراض ومنها الأنفلونزا.إن الفايروسات التي تسبب الأمراض لاتستجيب لمضاداتها (على الأقل بالوقت الحاضر)، حتى وإن استجابت فبشكل وقتي سرعان ما تنتج سلالة مقاومة جديدة.

إنفلونزا الخيول ( تسمى العثرة
H7N7 وتم عزل H3N3 من دم الحيوان) وهو مرض ليس بالجديد ، معد يسببه الفايروس المسمى أورثوميكزوفايروس ، وهو الفايروس نفسه الذي يصيب الإنسان والخنازير وهنا تكمن خطورة العدوى الى الإنسان. الفايروس يصيب الجهاز التنفسي للخيول عندما تستنشق الهواء الملوث به، فيمر بفترة حضانة تمتد من يوم الى سبعة أيام ، والمعروف عن مناعة الخيول إنها تضعف بسهولة ، لذا من السهولة أيضاً أن تصاب بهذا المرض .

بعد فترة الحضانة تظهر أعراض المرض وهي ارتفاع بحرارة الحيوان المصاب لفترة لاتقل عن ثلاثة أيام حيث يعاني سعالا جافا لعدة أسابيع ، يتحول السعال الجاف الى سعال مخاطي مصحوب بألتهابات أنفية يفرز فيها إفرازات ملوثة ، هذه الإفرازات تكون مائية ثم تتحول الى قيحية ، العيون كذلك تفرز الافرازات وتتضخم الغدد اللمفاوية في منطقة الرأس . تتصلب أطراف الحصان وتصاب حوافره بالالتهابات ، تبدأ مظاهر صعوبة التنفس لدى الحصان مصاحبةً للالتهابات الرئوية،والحصان سيعاني فقدان الشهية والخمول والضعف.المرض أدى الى نفوق عدد من الخيول منذ زمن ليس بالقصير ، إن الفايروس ينتقل الى الانسان، لذا ينصح بعدم مخالطة الخيول المصابة مع استخدام كافة الاجراءات الوقائية ، ولكنه أقل خطورة مقارنةً بأنفلونزا الطيور. أنفلونزا الطيور من سلالة
H1N5 وأنفلونزا الخيول أيضاً تتكون من عنصري الفايروس N وH ولكن مكمن الخطورة في إتحاد هذين العنصرين مكونين أخطر الأنواع وهو H3N3H7N7 ويسمى بفايروس أنفلونزا الخيول القاتل، فأنفلونزا الطيور أكثر وبائيةً وسميّةً من أنفلونزا الخيول ، إضافة الى أن أعداد الطيور أكثر من الخيول وإن تعامل الانسان بشكل عام أكثر مع الطيور ، هذا فضلاً عن كون الطيور تهاجر من بلد الى أخر فتنقل العدوى بينما في حالة الخيول فينتشر المرض عن طريق الاستيراد والمخالطة بين الخيول.المرض موجود في الكثير من بلدان العالم أفريقيا،أستراليا، الولايات المتحدة ، اليابان ، سلوفاكيا ومصر، والعديد من هذه الدول تنتعش لديها رياضة سباقات الخيول والتي بكل تاكيد ستتأثر جراء هذا الوباء الذي بدأت العديد من دول العالم باتخاذ الاجراءات الاحترازية المشددة . بالنسبة إلى البلدان التي لم تسجل فيها أي إصابة فيُنصح بمراقبة الخيول في المزارع والاسطبلات من قبل المختصين ، ومن الضروري أن يعرف الانسان بعض المعلومات عن المرض وطرائق الوقاية ليكن في الجانب الأمين قبل أن يصاب بالمرض ، خصوصاً الملامسين للخيول كالمزارعين ومربي الخيول والبيطريين والعاملين بالحقول والاسطبلات .
لايوجد علاج في الوقت الحاضر غير مخفضات الحرارة ومضادات الرشح والسعال، وشفاء الحصان يعتمد على حالته الجسدية.العلماء ينصحون بمراقبة الخيول بشكل دوري كل ثلاثة أشهر .