الآلاف يموتون سنويا نتيجة التلوث
من المسؤول عن حماية البيئة في سوريا ؟
بهية مارديني من دمشق: يتم الحديث عن البيئة والتنمية المستدامة دون لمس حماية للبيئة على ارض الواقع في سوريا او توجه نحو القضاء على تلوثها، فأعداد السيارات في ازدياد ونسبة الاراضي الخضراء في نقصان وهناك إحصائية تقول إن 4 آلاف نسمة يموتون في سوريا سنوياً نتيجة التلوث والأمر يتجه نحو السوء.
وفي ظل عدم وجود وزارة خاصة للبيئة ودمجها مع الادارة المحلية فحمايتها مسؤولية من؟
سؤال وجهته ايلاف للشارع السوري.
يرى فؤاد (مهندس ميكانيك)انه في بلدنا كل شيء له قيمة إلا حياة الإنسان، فالهواء ملوث والماء ملوث، والطعام يتم فيه الغش وتلويثه والحكومة معظم ما يتم من تجاوزات تكون على معرفة بها لكن القائمين والمراقبين على هذه الأمور هم فاسدون ولا يهمهم سوى الربح، أنظروا إلى الجرائم الإنسانية التي تحصل في بحيرة قطينة (محافظة حمص) كم شخصا مصابا بالسرطان وكم امرأة عاقر وكم رجلا عاجزا، أطفال بعمر الورود مصابون بالسرطان هل هذا العدل وعندما تثار هذه القضية يتم التعتيم عليها وستصدر الأرقام الرسمية مناقضة ومخففة لهذه الكارثة الإنسانية آخر مرة قرأت إحصائية تقول إن المصابين بالسرطان لا يتعدون الzwj;35 شخصاً في حين أن الرقم الحقيقي كما يقول الأهالي والأطباء فيها يتجاوز 110 مصابين بمرض السرطان فما بالكم بالأمراض التنفسية والهضمية والقلبية، ولم تلق هذه المشكلة ورغم مناشدة الأهالي أي أذن صاغية، لماذا هذا الاستهتار بحياة المواطن، صحيح أن مردود معامل الأسمدة الموجودة هناك الاقتصادي مرتفع وتشييدها يكلف الملايين لكن حياة المواطن أهم من الأموال ولو كانت هذه المعامل في أي دولة أخرى لما سكت الشعب ولا سكتت الحكومة عن ذلك. هل يهون على أي أب أن يرى أبنه يموت بين يديه وهو يتنفس السموم ثم أن هذه المعامل شيدت منذ زمن طويل ويجب أن تكون قد غطت وأوفت تكلفتها الاقتصادية ولا بد من نقلها أو هدمها، ثم أن هذه المعامل لا تراعي أي منها المقاييس العالمية الحديثة، إذاً المشكلة اقتصادية والاقتصاد أهم من الأرواح.
وقالت نوال (مدرسة علوم) ان : سلامة البشر تكمن في سلامة البيئة، لكن الواقع البيئي لدينا متدهور وسيئ جداً والناس لم تع حتى الآن خطورة التلوث البيئي وإذا ما مرض أحدهم يستغرب ويذهب إلى الأطباء ويقولون كثرت الأمراض ولا ندري ما السبب، ومعالجة هذا التلوث ليست مسؤولية الدولة فقط بل هي بالدرجة الأولى ومسؤولية البشر وتصرفاتهم وعلاقتهم بالكائنات الحية الأخرى، والتلوث يزداد بازدياد عدد السكان وبالتقدم وبالتكنولوجيا الذي يكون التلوث إحدى نتائجها، أيضاً الصناعة لها الدور الأكبر وخصوصاً المعامل المتمركزة في المناطق الآهلة بالسكان، وللأسف في بلدنا لا دراسات دقيقة ولا أهمية لهذا الموضوع عند بناء أي مصنع أو أي مركز معد شأنه أن يلوث البيئة، لكن المعالجة تبدأ من الفرد نفسه ومدى وعيه ومعرفة دوره بتحمل المسؤولية في حماية البيئة بدءاً من النظافة الشخصية ونظافة المنزل ونظافة الشارع ونظافة الأماكن العامة ونحن نرى العكس مع ذلك دائماً نرى الأوساخ في الشوارع والتلوث على أوجه يكون في الأماكن العامة ذات الملكية للدولة والمشرفون والقائمون على أمور البيئة هم أشخاص ومواطنون عاديون لكنهم غالباً ما يكونون مقصرين وفاسدين ويتركون الأمور تجري كما هي المهم المنصب وما يأتيهم من وراء المنصب من خلال التجاوزات وهذا ما نراه في ضواحي المدن والأرياف، حيث لا نلمح أي دور جيد للمسؤولين عن النظافة وعن الحفريات وهذا ما دفع معظم المواطنين إلى عدم انتخاب مجالس البلديات لأنهم لا يعرفون شخصاً يعمل بجد وشرف إلا ما قل وندر منهم، ولا نراهم إلا حين يأتون لأخذ الضرائب ولهدم المخالفات والقبض من ورائها ولا نعرف من المسؤول عن بيئتنا وعن تلوثها وعن صحتنا ودمارها فلا رقيب ولا حسيب بل الرقيب هو نفسه المسبب للضرر والحكومة في غفلة.
من جانبه نوار (صيدلاني) اشار الى انه عندما كانت هناك وزارة للبيئة لم تكن الأمور على ما يرام، كيف بها الآن دمجت مع وزارة الإدارة المحلية، كنا نتفاخر أن سوريا هي البلد العربي الأول الذي أحدث وزارة للبيئة ومهتم بهذه الناحية المهمة الآن ليس للتلوث الحاصل في سوريا مثيل، عندما تم الدمج بين الوزارتين قالوا إن الإدارة المحلية سيكون لها دور كبير في الرقابة والإشراف على المحافظات والبلديات في القطر لكن وجدنا على العكس تعطيل دور كبير للدور الذي يتحتم على موظفي المجال البيئي الواجب عليهم تأديته وماذا يفعلون لنا الآن زادت المخالفات وزادت النفايات وزاد الوضع البيئي تدهوراً ثم أن الصناعيين لهم يد كبيرة في التلوث البيئي الحاصل في سوريا ولا اعتقد أن الدولة تحاسبهم كونهم يدعمون النشاط الاقتصادي فمن خلال المعامل والمصانع القائمة أما في وسط المدن أو التي ترمي نفاياتها في الأنهار فيكون لهم الدور الكبير في تلوث مدننا وأنهارنا وصحة أطفالنا وللأسف لو طبقت القوانين التي صدرت بما يخص البيئة خلال السنوات الماضية ونفذت ولو كان القائمون على تنفيذها جديين لكانت بلادنا جنة خضراء وليس المصانع وحدها من يلوث البيئة بل هناك عوادم السيارات التي حولت سماء المدن إلى سحابة سوداء والدباغات التي لوثت الأنهار، هناك إحصائية تقول إن 4 آلاف نسمة يموتون في سوريا سنوياً نتيجة التلوث والأمر يتجه نحو السوء وليس نحو الأحسن.
التعليقات