طلال سلامة من روما: خلايا المنشأ والعلاج الجيني معاً! فدمجهما في علاج موحٌد ينجح في معالجة سرطان الدم الحاد عندما لا يتوافر المتطوع المناسب لإجراء عملية الزرع. ويصيب سرطان الدم الحاد 5 من أصل عشرة آلاف مواطن، بأوروبا. بإيطاليا، ابتكر الباحثون واختبروا علاجاً سيجري تسويقه قريباً جداً، هنا. بأوروبا، ينتظر العلاج مرحلة اختباره، الثالثة والأخيرة. أما في مركز (Anderson Cancer Center) في هيوستن-تكساس، باشرت وزارة الصحة الأميركية، أي منظمة الأغذية والأدوية، اختباراتها عليه قبل الموافقة على تسويقه.

ويدعى العلاج الإيطالي (TK therapy)، وتقوده شركة (MolMed) البيوتكنولوجية، التي انفصلت حديثاً عن مستشفى quot;سان رافايليquot; بمدينة ميلانو، بدعم من منظمة الأدوية الأوروبية quot;ايمياquot; ومنظمة الأدوية الإيطالية quot;أيفاquot;. وسيجري اختبار هذا الدواء على نطاق أوسع، في كل من ايطاليا وبريطانيا واليونان وإسرائيل. كما بدأت شركة (Takara Bio Inc) اليابانية تطوير هذا العلاج قبل تسويقه في الأسواق الآسيوية.

ويكمن الحل الوحيد لمعالجة سرطان الدم الحاد في زرع خلايا منشأ الدم المستخرجة من المتطوعين الأصحاء، لدى المرضى. بيد أن هناك متطوعين مناسبين ل30 الى 40 في المئة فقط من مرضى سرطان الدم الحاد. أما ما تبقى من هؤلاء المرضى، فيمكنهم الحصول على خلايا منشأ الدم، من أقرب الأقرباء، تتناسب معهم بصورة جزئية. وعندما تكون درجة quot;الانسجامquot; غير كاملة، فانه من الضروري خفض دفاعات المريض عن طريق الخلايا اللنفاوية وذلك لتفادي أن تقوم هذه الأخيرة بمهاجمة خلايا المنشأ المزروعة. في حال تم خفض هذه الدفاعات كثيراً، عندئذ قد يحصل العكس. أي أن الخلايا اللنفاوية المسماة quot;تيquot;، الموجودة بين الخلايا المزروعة، تشن هجوماً على دفاعات المريض. وهذا يعني عدم نجاح عملية الزرع.

ويساعد العلاج (TK therapy) على تصفير هذه المشكلة. إذ أدخل الباحثون في الخلايا اللنفاوية quot;تيquot;، لدى المتطوعين، جيناً مستخرجاً من فيروس يدعى (Herpes Simplex). هكذا، تصبح هذه الخلايا اللنفاوية quot;المعدٌلةquot; جينياً ضعيفة أمام الدواء المضاد لهذا الفيروس. في حال هاجمت خلايا المتطوع اللنفاوية جسم المريض حينها يكفي تعاطي هذا الدواء لشل هذا الهجوم.