ظاهرة مزعجة للأهل والعائلة
شخير الأطفال... كيف ولماذا يحدث؟

د.مجدي عبد الكريم: الشخير عند الأطفال ظاهرة مزعجة للأهل، وغالبًا ما تُسبب إزعاجًا للجميع. سنستعرض هنا أهم الأسباب التي تؤدي للشخير عند الأطفال وطرق حلها. في حالات الشخير البسيطة، فإن الأعراض غالبًا ما تختفي مع الزمن. في الحالات المتوسطة فإنه يفضل مراقبة الطفل اثناء النوم لملاحظة اذا ما كان يوجد توقف للتفس واختناق أم لا. تكمن الأهمية في هذا الشخير أنه في الحالات المتقدمة يحدث نقص في الاكسجين وهذا النقص يؤدي على المدى البعيد الى ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وهبوط في البطين الأيمن للقلب، يستحسن عدم السكوت على هذه الظاهرة خاصة اذا كانت متقدمة لتجنب المضاعفات المستقبلية.


عند الاطفال توجد عدة اسباب للشخير وهي :
1- انسداد الأنف :
كما توجد عدة اسباب لإنسداد الأنف عند الأطفال وهي :1

أ -اللحميات الخلف أنفية :

تتواجد عند كافة الأطفال لكن عادة تعطي اعراضًا على عمر 3-7 سنوات : رشح وزكام مستمر مع افرازات أنفية , شخير واختناق ليلي , تنفس من الفم, صعوبة تنفس واختناق . في بعض الحالات تظهر اعراض صعوبة التنفس من الاشهر الاولى للولادة
عادة تختفي اللحميات لوحدها بعد عمر التسع سنوات في اغلب الحالات .
عادة ينصح بازالة اللحميات اذا كانت هذه الاعراض مزعجة للطفل والاهل ولتجنب المضاعفات المحتملة عن نقص الاكسجين المزمن خاصة في حالات الاختناق المزمن وتوقف التنفس .
عادة ما يتم ازالة اللحميات اعتبارا من عمر السنتين لكن اذا استدعت الضرورة فيتم ازالتها حاليا اعتبارًا من عمر الستة أشهر .
ب - انحراف الحاجز الأنفي :

لا ينصح باجراء أي تدخل جراحي قبل عمر 13 سنة للاناث و عمر 15 ستة للذكور ( في السابق كان الحد الأدنى 18 سنة ) . والسبب أن نمو الأنف يعتمد على نمو الحاجز الأنفي وهذا يتوقف على الأعمار السابقة ذكرها لكل جنس .

ج - التهاب الجيوب الأنفية :
عادة يكتمل نمو الجيوب في أعمار مختلفة حيث أن أهمها لدى الأطفال هي الجيوب الغربالية التي تتواجد بين العينين وتنمومبكرا على خلال السنوات الأولى من العمر . عادة التهاب هذه الجيوب ينتقل مباشرة الى العين وينصح بالتدخل المبكر قبل حدوث المضاعفات .
الجيوب الوجهية تكون نامية بوضوح اعتبارا من عمر 5 ndash; 12 سنة والتهابها يسبب افرازات أنفية مزمنة.
عادة يعالج الالتهاب الحاد بالطرق التحفظية لكن اذا تكررت التهابات الجيوب فينصح بالعملية .
ظهرت حديثا تقنية عملية الجيوب الأنفية بالمنظار وهي شكلت حلا جذريا لالتهابات الجيوب للاطفال حيث يمكن الوصول الى كافة الجيوب من داخل فتحة الأنف الطبيعية دون الحاجة الى أي شق خارجي.
حاليا يتم اجراء هذه العملية اعتبارا من عمر الستة سنوات والدخول الى الجيوب المصابة وتنظيفها .

2 - تضخم اللوز :

اللوز تحتوي خلايا لمفاوية لها دور في مناعة الطفل أثناء الحمل أول ستة أشهر من العمر . بعد عمر الستة أشهر فلا يوجد لها أي دور في مناعة الطفل على عكس ما يتوهم عليه الناس .

تتضخم اللوز في بعض الأحيان بشكل كبير مع الألتهاب أو بدونه بشكل يسبب الشخير بمختلف مراحله .

أصبحت التهابات اللوز في ازدياد مع الزمن وتصيب خاصة الاعمار من 3 ndash; 6 سنوات .
التهاب اللوز يؤدي الى ارتفاع الحرارة , صعوبة البلع وفقدان الشهية, تضخم غدد العنق وصعوبة التنفس . عادة من يدوم عدة أيام ويستجيب للمضاد الحيوى .
للأسف فانه مع كثرة استعمال المضادات الحيوية أصبحت لدى أغلب الاطفال مقاومة لهذه المضادات والاستجابة ضعيفة لذا فانه في حالة تكرار هذه الالتهابات فينصح بازالة اللوز .
من المضاعفات السيئة لالتهاب اللوز المتكرر :
أ ndash; روماتزم في القلب ومشاكل في صمامات القلب.
ب ndash; روماتزم الكلى واحتمال تلفها الكلى
ج ndash; التهابات الاذن الوسطى .

ينصح بازالة اللوز في الحالات التالية :
تكرار الالتهابات عدة مرات في السنة .
صعوبة التنفس والاختناق أثناء النوم
التهابات الاذن الوسطى المتكررة

الان يتم اجراء استئصال اللوز اعتبارا من عمر السنتين واذا استدعت ضرورة ملحة كحالات الاختناق فيمكن ازالتها على عمر الستة أشهر .
تتنوع حاليا طرق ازالة اللوز وهي :
1 - ا لطريقة العادية
2 - الكاوي
3 - الكوبليشن
4 - الليزر .
باختصار فإن كافة الابحاث العلمية والدراسات أثبتت أنه لا يوجد فرق كبير وجوهري بين كافة الطرق السابقةوالفروقات بسيطة والنتيجة واحدة، وما زالت الطريقة العادية هي الأكثر شيوعًا لدى دول الشرق الأوسط وطريقة الكاوي هي الاكثر شيوعًا في الدول الغربية .

3 ndash; حساسية الأنف :
تظهر كأعراض مترابطة كرشح وزكام وعطاس مستمر مع افرازات أنفية وحكة مستمرة . تسبب أيضًا انسدادًا للأنف وشخيرًا في بعض الحالات الشديدة .
من أهم المضاعفات المحتملة التهاب الجيوب الأنفية المزمن والتهاب الأذن الوسطى .
إن عشرين في المئة من الحالات يصاحبها التحسس الجلدي والازمة الصدرية .
تظهر عادة في مختلف اعمار الطفل . عادة يكون العامل الوراثي واضح جدا به حيث يعاني احد او كلا الوالدين من الحساسية ايضا . يصيب الاولاد اكثر من البنات وخاصة المولود الاول وكذلك يكثر في العائلات التي تربي الكلاب والقطط . حوالى سبعين في المئة من المواد التي يتحسس منها الاطفال هي مواد غذائية .
عادة ما تختفي الاعراض مع الزمن لكن تبقى بعض الحالات كحساسية مزمنة الى الكبر .
العلاج يكون عادة تحفظيا عند الأطفال بتجنب المحسسات المحتملة ويعطى الطفل شراب وبخاخات خاصة مضادة للحساسية ولا ينصح بالتدخل الجراحي .
في بعض الحالات يتم اجراء فحص للحساسية عن طريق الجلد لمعرفة نوعية المحسسات لتجنبها .
هنالك علاج للحساسية عن طريق الأجسام المضاده وتعطى شهريا تحت اللسان بالفم : مكلفة ماديا وفترة العلاج قد تمتد الى ثلاثة سنوات .
العلاج بالأجسام المضاده يمكن اعطاؤه اعتبارًا من عمر الخمسة سنوات لحالات الحساسية والأزمة الصدرية وهنالك العديد من الدراسات التي تظهر فاعليته .


[email protected]