تم التوصل الى نتيجة مفادها ان الرشح يمكن ان يكافح فيروس انفلونزا المكسيك ومتى اصيب الانسان بالرشح فان دفاعات جسمه المضادة للفيروسات تنشط ما يؤدي الى إضعاف إمكان الإصابة بفيروس آخر، لا سيما فيروس أنفلونزا المكسيك.

طلال سلامة من روما: في الوهلة الأولى، تبدو الفكرة لنا غير مألوفة. إذ هل من الممكن للعطس والرشح وقايتنا من فيروس الأنفلونزا أ، أي quot;اتش 1 ان 1quot;؟ مع ذلك، فان نظرية أن يكون الرشح الحليف غير المتوقع المضاد لهذا الفيروس تشق طريقها اليوم في صفوف عمالقة باحثي العلوم الفيروسية، الأميركيين والأوروبيين. كل شيء يتعلق بظاهرة، تدعى التداخل الفيروسي (Viral Interference). ما يعني أنه ان أصيب الشخص بفيروس ما، كما فيروس quot;رينوفيروسquot; (Rhinovirus) التنفسي، فان دفاعات جسمه المضادة للفيروسات تنشط ما يؤدي الى إضعاف إمكان الإصابة بفيروس آخر، لا سيما فيروس أنفلونزا المكسيك!

في هذا الصدد، يفيدنا الباحثون الإيطاليون، في قسم العلوم الفيروسية في جامعة ميلانو، أن دراستهم quot;سلوكquot; وباء أنفلونزا المكسيك تشير الى رزمة من العناصر التي تجعل من الرشح درعًا واقيًا حيال الفيروس. بالفعل، فان شتاء أوروبا quot;الساخنquot; بتفشي فيروس quot;اتش 1 ان 1quot; يواجه صعوبات في محركاته، على عكس التوقعات. في العديد من الدول الأوروبية، فان النشاط الوبائي لهذا الفيروس بدأ بصورة متأخرة أم صامتة. ان التداخل الفيروس ظاهرة معروفة وبإمكانها فعلاً الإمساك بمسار كيفية انتشار الفيروس بأوروبا.

على غرار جميع الفيروسات، فان فيروس الرشح quot;رينوفيروسquot; يسبب بالجسم ردًا دفاعيًا معقدًا تتكون من خلاله أجسام مضادة غير محددة. ما قد يجهز الجسم بدرع وقائي جزئي حيال الفيروسات الأخرى كما أنه يساعد في تأخير العدوى من هذه الفيروسات، كما فيروس quot;اتش 1 ان 1quot;.