25 حالة وفاة في المكسيك وحالة واحدة في الولايات المتحدة
العالم يحذّر من حدوث موجة ثانية من الانفلونزا المكسيكيّة
إيلاف: أعلنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان أنه إذا ما توجّه معدّل الوفيات الخاص بفيروس الانفلونزا المكسيكيّة (H1N1) نحو الاستقرار، فإنّ موجة ثانية من الفيروس نفسه يمكن لها أن تظهر مجدّدًا وبالطريقة نفسها التي ظهرت فيها منذ أيام. أضف إلى أن حدّة المرض بدأت تخفّ وفق ما أعلنه وزير الصحة في المكسيك، ليصبح عدد الوفيات 26 حالة، حيث 25 منها في المكسيك وحالة واحدة في الولايات المتحدة. ونظرًا إلى حالة القلق التي تجتاح العالم، قامت السجينة الفرنسيّة فلورانس كاسيه بتوجيه رسالة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طالبة منه العودة إلى الوطن، لأن موظفي السجن في المكسيك لا يأخذون الاحتياطات اللازمة لمواجهة الفيروس، حسب ما ورد في صحيفة لوفيغارو. وبعد كل ما يعانيه العالم من أزمة جراء الانفلونزا المكسيكية فما كان من قطاع الخنازير إلا أن يتأثّر بدوره إقتصاديًا.
تحذير من حدوث موجة ثانية
في مقابلة نشرت يوم الاثنين 4 أيار/مايو في صحيفة فاينانشنال تايمز، تحذّر المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان من أن الانفلونزا المكسيكيّة قد تتراجع حدّتها قبل أن تعود وتفوع من جديد في طريقة لم يسبق لها مثيل. وتقول: quot;إذا ما استقرّ معدل الوفيات الخاص بفيروس (H1N1) وثبت في العالم، فإن حدوث موجة ثانية يمكن أن يصل إلى حدّ الانتقام. وإذا ما حدث ذلك، سيكون من أسوأ الاوبئة التي تجتاح العالم في القرن 21، كما أعلنته مارغريت تشان للصحيفة.
وقد وضّح وزير الصحة في المكسيك مساء الاثنين أن حدة وباء الإنفلونزا بدأت تخف وفق ما ورد في صحيفة لوفيغارو الفرنسية. ويكون بذلك عدد الوفيات في المكسيك قد وصل إلى 25 شخصًا، و701 مريض، ومعظم تلك الحالات حصلت في العاصمة مكسيكو وضواحيها. وأمام هذه المعطيات فقد قرّرت بلدية المكسيك تخفيض مستوى التأهب. فالمطاعم والمقاهي المغلقة منذ 28 نيسان/أبريل سوف تعود وتفتح أبوابها في اليومين المقبلين، ولكن عليها أن تحترم مسافة معينة بين الطاولة والاخرى بهدف تجنّب التركيز المفرط على الزبائن، أضف إلى ان المتاحف ستستقبل الزوّار من جديد إنطلاقًا من يوم الخميس، إلا أن السينما والمسارح ستبقي أبوابها مقفلة.
أما في الولايات المتحدة الاميركية فقد حددت السلطات 286 حالة، إلا أنها أظهرت نوعًا من التفاؤل الحذر، محذّرة من موجة ثانية من الفيروس في الخريف بشكل أكثر ضراوة. ويضيف مدير مراكز السيطرة الاتحاديّة والوقاية من الأمراض أن الفيروس المكسيكي لا يبدو الان أكثر حدة من الانفلونزا الموسميّة. ووفقًا للارقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فمعدل الوفيات يبدو مستقرًا حتى الان على 27 حالة وفاة (26 حالة في المكسيك وحالة واحدة في الولايات المتحدة) وقد إنتشر الفيروس المكسيكي في 20 بلدًا عابرًا على ألف مريض تقريبًا. إلا أن الدول الاكثر تضرّرًا من أصل 1085 حالة إصابة مؤكدة في العالم، كانت كلا من المكسيك (701 حالة) والولايات المتحدة (286 حالة)، كندا (101 حالة)، اسبانيا (50 حالة).
معاناة السجينة الفرنسية في المكسيك
كتبت فلورانس كاسيه التي ألقي القبض عليها في كانون الأول/ديسمبر 2005 مع صديقها السابق في المكسيك، رسالة متوجهة فيها إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وتقول صحيفة إكسبرس الفرنسية إن السجينة قد حكم عليها بالسجن تسعين سنة، لكن الاستئناف قد خفّض الحكم إلى 60 حكمًا. توضّح فلورانس كاسيه البالغة من العمر 24 عامًا أنه منذ انتشار وباء الانفلونزا المكسيكيّة، فإن موظفي السجن لا يقدمون لها وللسجناء الاقنعة. وتقول في رسالتها حسب صحيفة إكسبرس الفرنسية إنه شأنها شأن غيرها من السجناء، فقد خضعت لاختبار حول صحتها، لكن حالتها الضعيفة جعلتها عرضة أكثر من سواها للفيروس، وتضيف ان طبيب السجن وبهدف طمأنتها ومن حولها، يقول لهم إن الفيروس غير موجود، وأنه من إختراع السياسة. وتختم رسالتها متوجهة إلى الرئيس نيكولا ساركوزي quot;نحن في السجن، نحاول أن نحمي أنفسنا قليلا، لكن من خلال أسوأ الطرق, كلنا معرّضون من خلال موظفي السجن للعدوى الذين هم على اتصال دائم بالخارج، فأرجوكم أيها الرئيس أعيدوني إلى وطني!quot;.
ففي فرنسا طلب كل من جان لوك روميرو رئيس إحدى المنظمات لمكافحة مرض السيدا، وآلان فوشيه عضو في مجلس الشيوخ، أن تتم على الفور إعادة فلورانس كاسيه إلى بلادها.
قطاع الخنازير ومخاوف غير منطقيّة
في سويسرا، يحتفظ قطاع استهلاك الخنازير بالصفاء، فـ 90% من الاستهلاك يعود إلى السكان الاصليين، بينما في البلدان الاخرى، فقد حظرت 15 دولة هذا القطاع وقامت بتقييد الواردات. وجرّاء كل ما يحصل، تنخفض الاسعار تدريجيا لكن بوضوح ملموس. يقول بالز هوبر مدير المهنية السويسريّة للحوم (upsv) إن بيع لحم الخنزير يسير بصورة مرضية، وذلك يعود إلى الثقة لدى المستهلك، خاصة أن 90% من لحوم الخنازير التي تباع في سويسرا هي من الانتاج المحلي، والبقية تستورد من النمسا وفنلندا. ولكنّ الآن المصدرين يدقون ناقوس الخطر. حتى أن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة ، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية ، تبذل كل ما في جهدها لإفهام المعنيين أنه لا وجود لأي عامل يدفع بالتفكير إلى أن انتشار الفيروس بين الخنازير في المكسيك أو غيره في العالم ، فخمسة عشر بلدًا من جانب واحد حظر أو قيد الاستيراد. أضف إلى أن المزارعين الاميركيين والكنديين والمكسيكيين هم الذين يدفعون ثمن هذه المخاوف غير المنطقية.
بينما في الصين، على سبيل المثال، لا يفهم المستهلكون رسالة للدولة، والتي تقول بأنه لا خوف من تناول اللحوم ولكن في الوقت نفسه، يحظر استيرادها من بعض المناطق. في هذا البلد الذي عرف أعمال شغب العام الماضي عندما لم يتم العثور على لحم الخنزير، فقد إضطر عشرات الآلاف من العاملين في هذا القطاع إلى تخفيض أنشطتهم. إلا أن مصر كانت أكثر تطرفًا، وفق صحيفة quot;الوقتquot; حيث أمرت السلطات بذبح كل الخنازير في البلاد ، 250 ألف رأس ، تحت عنوان quot;النظافةquot;.
والجدير ذكره أن أثر حظر الاستيراد لن تكون نتائجه فورية. في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ، هبطت الصادرات بسرعة عالية، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء رويترز، مؤرخة أنه في 30 نيسان / أبريل ، انخفضت في الولايات المتحدة وكندا الصادرات من 10 إلى 12 ٪ في أسبوع واحد. ويعتبر كل من الولايات المتحدة واتحاد تصدير اللحوم أن الأزمة ستكلف 710 ملايين دولار خلال سنة واحدة. وفي بورصة شيكاغو، فإن مؤشر سعر لحم الخنزير قد انخفض في هذه الأيام الأخيرة.
ترجمة جويل فضّول
التعليقات