طلال سلامة من روما: بات ممكناً تحديد مدى عدوانية وشراسة السرطان بواسطة فحص عينة الدم اعتماداً على الخلايا المريضة المتواجدة. بالنسبة لسرطان الثدي وسرطان البروستاتة فان عدد هذه الخلايا يرسو على الرقم 5. بالنسبة لسرطان القولون فان هذا العدد يرسو على 3. على سبيل المثال، في حالة سرطان الثدي، عندما تكون الخلايا السرطانية المتواجدة بالدم بين صفر و4 فان سرطان الثدي غير شرس إنما يضحي شرساً عندما يرسو هذا العدد على خمسة وما فوق. بفضل آلة جديدة quot;تقرأquot; الدم فان قياس مدى شراسة الدم تحول من quot;استاتيquot; الى quot;علميquot;. هذا وباشرت عدة دراسات، حول العالم، تحديد الرقم السحري المنسوب الى شراسة كل سرطان، على حدا. وسيصبح ممكناً مستقبلاً تحديد عدد خلايا المنشأ السرطانية التي لا يوقفها العلاج والقادرة، إذا ما تواجدت، على نقل السرطان من موقعه الأصلي الى مناطق أخرى بالجسم.

في الوقت الحاضر، تعتمد مستشفيات جامعات بادوفا وبراتو ونابولي وبريشا على آلة جديدة يتم وضع عينة الدم داخلها وهي بحاجة ل3.5 ساعة لعرض النتائج. بواسطة مواد تفاعلية موجودة داخل هذه الآلة يتم فرز الخلايا السرطانية التي تخضع لفحص ميكروسكوبي إضافي.

هكذا، ينجح المختص في تحديد عددها وان كانت حية أم ميتة. بالطبع، لا يتم احتساب تلك الميتة. يذكر أن هذه الآلة تم ابتكارها في الولايات المتحدة الأميركية قبل ستة أعوام تقريباً. في العام الماضي، صدقت وكالة الأغذية والأدوية الأميركية على استعمالها. كما تم تصنيفها من مستشفى (Cleveland Clinic) بين الآلات العشر الأكثر إبداعية في العالم، في المجال الطبي-العلمي. اليوم، يوجد عدد قليل من المستشفيات الأميركية التي تعتمد على فحص الدم للتعرف على مدى شراسة السرطان. قريباً، ستصل هذه الطريقة على الأرجح الى ايطاليا وأوروبا. فرصد وجود الخلايا السرطانية بالدم يعرض على الطبيب صورة واقعية لحالة المرض ويخوله إدارة علاج أكثر تركيزاً وفعالية يبتعد عن كل ما هو غير نافع. في المعهد الأوروبي لعلوم الأورام، بمدينة ميلانو، تستخدم تقنية أخذ عينة الدم منذ أربع سنوات حصراً في البروتوكولات المتعلقة بالأبحاث السريرية.