عواصم: وُجدت علاقة بين البدانة والإصابة بفيروس quot;أتش 1 أن 1quot;وقد ذكر موقع quot;يوروسيرفايلنسquot; أنّ فريقًا من الباحثين في المعهد الفرنسي للصحّة العامّة توصّل إلى هذه النتيجة بعد التحقّقمن أسباب وفيّات 574 شخصًا قضوا في الأيام التي سبقت منتصف شهر يوليو/تمّوز الماضي. وتبيّن أنّ ما لا يقلّ على نصف هؤلاء كانوا من النّساء الحوامل أو المصابين بمرض السكّري ومن البدناء أو الذين يعانون من أمراض أخرى. وأشار الباحثون إلى أنّ النّساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا الموسميّة من غيرهنّ.
وبيّنت دراسة سابقة أنّ 16 امرأة يمثّلن 10في المئةمن عدد النّساء توفّين بسبب الفيروس المسبّب لهذا المرض الذي أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة في وقت سابق من هذا العام أنّه وصل إلى درجة الوباء.
وقد تحفّز هذه الدراسة الاختصاصيّين في علم الأوبئة على إجراء أبحاث أكثر عمقًا حول العلاقة بين البدانة والإصابة بالفيروس القاتل في المستقبل القريب.
ولاحظ الباحثون أنّ quot;المسنّين أقلّ تعرّضًا للفيروس من اليافعين إلى حدٍّ ماquot;، وعزوا السبب في ذلك إلى احتمال اكتسابهم للمناعة ضدّ المرض لأنّهم أصيبوا في السابق بسلالة فيروس قريب من فيروس إنفلونزاquot;أتش 1 أن 1quot;. وتبيّن للباحثين أنّ متوسط عمر الذين ماتوا بسبب إنفلونزا المكسيك كان السابعة والثلاثين من العمر، وأنّ أكثر من نصف الوفيّات كانت ضمن المجموعة العمريّة ما بين 20 و49 سنة، و12 في المئةعند البالغين 60 سنة وما فوق.
منظّمة الصحّة العالميّة: لا ضرورة لتأجيل الدراسة
هذا وقالت منظّمة الصحّة العالميّة إنّها لا ترى ضرورة في تأجيل الدراسة في الكويت بسبب وباء إنفلونزا المكسيك داعية في الوقت نفسه إلى تعزيز الترصّد الوبائي ومستلزمات النظافة والوقاية في المدارس وتعزيز التنسيق بين وزراتي الصحة والتربية.
ودعا المستشار الإقليمي لمنظّمة الصحّة العالمية للأمراض المعدية والمستجدة حسن بشرى إلى زيادة التوعية والاهتمام بوسائل النظافة والتهوئة الجيّدة وتوفير المياه والتعقيم وتوفير كلّ المستلزمات الوقائيّة من مواد تنظيف ومطهّرات في المدارس.
وشدّد بشرى على ضرورة ملاحظة نسب الغياب بين التلاميذ ومعرفة أسباب الغياب، داعيًا إلى عدم السّماح للطلاّب الذين لديهم سجلّ مرضي بالحضور كما ينصح العاملون المرضى بعدم حضورهم في الوقت الحالي احترازيًّا وحفاظًا على سلامتهم.
ودعا إلى الالتزام بالإرشادات الوقائيّة للحدّ من انتشار العدوى بالمرض مشدّدًا على ضرورة غسل الأيدي بانتظام وتغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس والتزام الراحة واستشارة الطبيب عند الشعور بأعراض الإنفلونزا.
وقال إنّ الأوضاع في الكويت مطمئنة ولا تدعو للقلق، وإنّ استعدادات الكويت في مواجهة إنفلونزا المكسيك تتّفق تمامًا مع توصيات المنظّمة، مضيفًا أنّ مكافحة هذا الوباء تتطلّب التعاون وتضافر الجهود من الجميع.
كذلك، أكّدت وزارة الصحّة الكويتيّةاستعدادها الكامل لتوفير متطلّبات المدارس الصحيّة والتوعويّة لمواجهة إنفلونزاالمكسيك. وأكّد وكيل وزارة الصحّة إبراهيم العبد الهادي في تصريح للصحافيين عقب الاجتماع التنسيقي بين وزارتي الصحّة والتربية حول الاستعداد لبدء العام الدراسي الجديد على أهميّة تضافر جهود الجميع للوقاية من المرض من خلال خلق بيئة صحيّة تحارب الفيروس وتنجح في الحدّ منه حتّى يتلاشى.
وقال العبد الهادي إنّ الوزارة وضعت في خطّتها لمكافحة فيروس إنفلونزا المكسيك أسوأ الاحتمالات، مضيفًا أنّ أعداد المصابين بدأت بالتراجع بسبب تحديث خطط وبروتوكلات العلاج والوقاية والتوعية الإعلامية.
يذكر أنّه قد تمّ الاتّفاق مسبقًا بين وزراتي الصحة والتربية على تجهيز 120 عيادة مدرسية لمواجهة أي طارئ، إضافةً إلى توزيع منشورات توعية لشركات النقل التي تقوم بنقل الطلاّب من منازلهم إلى المدارس لتوفير البيئة الصحيّة في الحافلات.
وكانت وزارة التربية الكويتيّة قد أعلنت أخيرًا تأجيل بدء العام الدراسي لمرحلة رياض الأطفال ودور الحضانة ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة فقط حتّى الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر/تشرين الثانيالمقبل وذلك بناء على توصية وزارة الصحة، فيما ظلّ دوام باقي المراحل في موعده.
روماتستبعد تأخير العام الدراسي تحسّبًا لتفشّي الإنفلونزا
أمّا في إيطاليا،فقد استبعدت وزيرة التّعليم اللّجوء إلى تأجيل المدارس عن موعدها المقرّر للحدّ من انتشار إنفلونزا المكسيك على ضوء تزايد القلق بعد دخول أوّل مصاب إيطالي في غيبوبة بينما نفى اتّحاد أطبّاء الأطفال المطالبة بهذا الإجراء.
وقالت الوزيرة ماريا ستيلا جيلميني في تصريح لها اليوم إنّه quot;في الوقت الحالي ليس من المنتظر أيّ تأجيل لافتتاح العام الدراسيquot; الذي يبدأ منتصف سبتمبر/أيلول وذلك تعقيبًا على أنباء حول دعوة أطبّاء الأطفال بإرجاء افتتاح المدارس تجنّبًا لتفشّي العدوى بفيروس إنفلونزا المكسيك.
وأوضحت جيلميني أنّ الأوضاع الراهنة في إيطاليا لا تنضوي على الظروف التي تستدعي الحاجة إلى اتّخاذ إجراء من هذا القبيل، مؤكّدة أنّ المدارس الإيطاليّة ستفتح أبوابها في موعدها المحدّد.
من جانبه، أكّد رئيس اتّحاد أطبّاء الأطفال الإيطاليّين جوزيبي ميليا على أنّ الاتّحاد لم يطالب إطلاقًا باعتماد هذا الإجراء موضحًا أن الاتّحاد ينوي خلال اجتماع اللجنة التقنيّة المقرّر انعقادها غدًا الأربعاء الدعوة إلى quot;تفعيل جميع المبادرات اللازمة للحدّ من انتشار إنفلونزا المكسيك ومن بينها إمكان اللجوء إلى إغلاق المدارسquot; كأحد التدابير التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ القصوى.
وأعلنت وزارة الصحّة أمس عن دخول شاب يبلغ 24 عامًا في غيبوبة تامّة،الأمر الذياستدعى توصيله بأجهزة التنفّس الاصطناعي في مدينة مونزا شمالي إيطاليا، وهي الحالة الأولى في إيطاليا التي تبلغ فيها الإصابة هذه الدرجة من الخطورة مع غموض كيفيّة انتقال العدوى إلى الشاب الذي لم يغادر إيطاليا في الأشهر الأخيرة.
وكانت وزارة الصحّة قد أعلنت عن استعدادها لإطلاق حملة قوميّة شاملة في يوم 15 نوفمبر/تشرين الثانيالمقبل لتطعيم ما لا يقلّ عن 40 في المئة من السكّان في إيطاليا ضد الفيروسالمرتقب انتشاره بشكل وبائي خلال الشتاء المقبل. وتتوقّع الوزارة التي تتطلّع لانحسار الموجة الوبائيّة خلال عام 2010 إلى أن يصيب وباء إنفلونزا اتش 1 ان1 4 ملايين إيطالي بحلول شهر مايو/أيّار المقبل.
عدد الإصابات بالإنفلونزا في المغرب بلغ 136 حالة
وفي المغرب، كشفت وزيرة الصحة المغربيّة ياسمين بادو عن أنّ عدد الإصابات بإنفلونزا (اتش1 ان1) بلغ 136 حالة من بينها 129 حالة تمّ شفاؤها بالكامل وغادرت المستشفى.
وأضافت بادو التي كانت تتحدّث في لقاء إخباري مع جمعيّات مهنيّة وطبيّة أنّ عدد الإصابات بالوباء خلال الأسبوع الماضي انخفض موضحة أنّ سبع حالات ضمن مجموع الإصابات لا تزال تخضع للعلاج وأكّدت على أنّ الوضع في المغرب مقارنة مع باقي الدول الأجنبية والعربية quot;لا يدعو للقلقquot;.
وقالت إنّ المملكة ستعمل على توفير اللقاحات الضروريّة والعلاجات كافّة من أجل مكافحة الفيروس في مرحلته المقبلة خلال موسمي الخريف والشتاء.
وشدّدت على فاعليّة الإجراءات والتدابير الوقائيّة التي اتّخذتها جهات الاختصاص في مختلف نقاط العبور والحدود وبخاصة أثناء عودة المعتمرين المغاربة من السعوديّة فضلاً عن رصد ميزانيّة خاصّة للتصدّي للوباء.
وتمثّلت آخر الحالات التي أعلنت وزارة الصحّة عن رصدها الجمعة الماضية بـ10 حالات مصابة بالوباء تعود لمواطنين مغاربة قادمين من الخارج.
التعليقات