المدخنون المصابون بارتفاع ضغط الدم، ولديهم مستويات كولسترول مرتفعة لديهم أخطار الوفاة المبكرة بمدة تتراوح ما بين 10 إلى 15 عاماً.
ترجح دراسة بريطانية حديثة أجريت خلال الأربعين عاماً الماضية على نمط حياة الرجال ووضعيتهم الصحية أن المصابين منهم بارتفاع في ضغط الدم ويدخنون وترتفع لديهم مستويات الكولسترول، تتزايد لديهم أخطار الوفاة المبكرة بمدة تتراوح ما بين 10 إلى 15 عاماً. وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الباحثين استعانوا في تلك الدراسة التي تُعرف باسم دراسة وايتهول، التي تُجرى على صحة الموظفين الحكوميين في لندن، بأكثر من 19 ألف رجل يعملون في الخدمة المدنية في لندن خلال الفترة ما بين 1967 و 1970، وقت أن كانت تتراوح أعمارهم آنذاك ما بين 40 إلى 69 عاماً.
وقد جاءت تلك الدراسة كأحدث وسيلة تستعين بالسجلات الصحية للأشخاص الذين شملتهم بغية تحديد العمر المتوقع للرجال في منتصف العمر الذين تتواجد لديهم عددا من عوامل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وأشارت الصحيفة إلى أنه ومنذ عقد السبعينات من القرن الماضي، انخفضت معدلات الوفاة نتيجة الإصابة بأمراض القلب بشكل مطرد، وذلك بالتزامن مع امتناع الأشخاص عن التدخين ونجاحهم في تحسين نظامهم الغذائي ونمط حياتهم. وأوضحت الصحيفة أن دكتور روبيرت كلارك حاول من خلال تلك الدراسة التي أجراها بمساعدة مجموعة من زملائه في جامعة أكسفورد أن يكتشف إلى مدى تلعب عوامل الخطر دورا ً في تخفيض متوسط العمر المتوقع.
وأشارت الصحيفة إلى أن جميع من اشترك بالدراسة أتم استبيانات مفصلة حول أنماط حياتهم وتاريخهم الطبي، كما أجريت لهم قياسات واختبارات. هذا وقد أعيد اختبار ما يزيد عن سبعة آلاف شخص لازالوا على قيد الحياة مرة أخرى في عام 1997. وعند بداية الدراسة، كان من بين الرجال نسبة مدخنين قدرها 42 %، و39 % مصابين بارتفاع في ضغط الدم، و 51 % ممن ترتفع لديهم مستويات الكولسترول. وعند إعادة الفحص، تناقصت أعداد هؤلاء الأشخاص المصابين بأي من عوامل الخطر هذه بنسبة الثلثين.
كما أظهرت النتائج أن متوسط العمر المتوقع للرجال الذين تتواجد لديهم عوامل الخطر الثلاثة الرئيسية يقل بمدة تقدر بنحو عشرة أعوام ابتداءً من سن الخمسين ndash; ما يعني انخفاض المستوي العمري من 83 عاماً إلى 73 عاماً. وإذا ما كانت هناك عوامل خطر أخرى، مثل السكري، وزيادة الوزن، فإن متوسط العمر المتوقع لهم ينخفض بمدة قدرها 15 عاما ً، ليصبح 70 عاماً بعد أن كان 85 عاماً. هذا وقد قامت أمس quot;لجنة جودة الرعايةquot; بنشر تقريراً حول رعاية أمراض القلب، حيث أشار على عدم فاعلية بعض من الممارسات التوعية في مساعدة المرضى المعرضين للخطر على تجنب النوبات القلبية والسكتات الدماغية، مثلهم مثل باقي الأشخاص.
وتشير الصحيفة إلى التقديرات التي تقول إن المملكة المتحدة تمتلك واحدا ً من أعلى معدلات الوفاة نتيجة الإصابة بأمراض القلب في أوروبا. وتنقل الصحيفة هنا عن باربارا يانغ، رئيس لجنة جودة الرعاية، قولها :quot; إنها لأخبار سارة بأن تنخفض أعداد الوفيات، لكن الارتكاز على أمجادنا ليس خيارا ً في واقع الأمر. فلا يمكننا تقبل وفاة مزيد من الأشخاص هنا قبل الأوان نتيجة إصابتهم بأمراض القلب بصورة تزيد عما يحدث في باقي البلدان. ولن يرتاح لنا بالا ً طالما أن التفاوت الصحي موجود على النطاق الذي يفعلونه. فالأشخاص الذين يعيشون في المناطق الثرية يمكنهم أن يتوقعوا العيش لمدة تصل إلى 23 سنة أطول من نظرائهم الذين يعيشون في المناطق الفقيرةquot;.
التعليقات