أكد مصدر مطلع بوزارة الصحة الإماراتية في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة طالب وزارة الصحة بإعداد تقرير تفصيلي عن حجم إنتشار مرض الكوليرا بالإمارات، والتأكد من عدم وصول المرض لحد الجائحة، خاصة بعد استقبال بعض المستشفيات الحكومية والخاصة في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان لعدد من المصابين الجدد بذلك المرض القاتل.


دبي: دعا المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة التشديد على الإمارات بضرورة إتخاذها التدابير اللازمة للوقاية من مرض الكوليرا والحد من إنتشاره، خشية إنتقاله لدول أخرى مجاورة، خاصة وأن دولة الإمارات من الدول التي تضم أكبر عدد من الجنسيات على مستوى العالم ومن السهل جداً إنتقال المرض إلى أي دولة وبين أكبر عدد من الأشخاص، خاصة وأن ذلك المرض معروف عنه سرعة الإنتشار.

وبالرغم من خطورة تلك الأزمة أصرت وزارة الصحة الإماراتية على إتباع سياسة quot;النعامةquot; في مواجهة الأزمات، حيث فضل مسؤولو الوزارة الإمتناع عن الإدلاء بأي تصريح يخص ذلك الموضوع، مؤكدين أنه من الموضوعات الحساسة التي تمس أمن البلاد وبالرجوع إلى الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون الممارسات الصحية بوزارة الصحة الإماراتية رفض التعليق دون إبداء أسباب.

وكان مستشفى الكويت التابع لوزارة الصحة بإمارة الشارقة أول المستشفيات في دولة الإمارات الذي أستقبل حالات مصابة بالمرض بين مقيمين عرب وأسيويين ، إلى جانب أنه المستشفى الوحيد الذي سجل حالة وفاة لوافد أسيوى إثر إصابته بالمرض، فيما لم تعلن أي جهة صحية أخرى في دولة الإمارات عن حالات وفاة مماثلة.

أما وزارة الصحة فلازالت تصر على التزام الصمت أمام ذلك الموضوع ولم تعلن حتى الآن عن الخطوات الإجرائية والتدابير الوقائية التي يجب إتباعها من جانب المواطنين والمقيمين في مثل هذه الحالات، بالرغم من إمتداد المرض لمواطنين في منطقة دبا الحصن بإمارة الشارقة وآخرين بإمارة عجمان ، بعدما كانت حالات الإصابة المبلغ عنها تقتصر على الجنسيات الآسيوية.

ومن المتوقع و على ضوء التقرير الذي تقوم بإعداده وزارة الصحة الإماراتية حول المرض أن تطالب منظمة الصحة العالمية، الإمارات بضرورة الإعلان الفوري عن حجم المرض والخطوات الإجرائية التي ستتخذها بهدف الحد من إنتشاره سواء داخل الامارات أو خارجها، حتى تتمكن الدول المجاورة من إتخاذ الإحتياطات اللازمة لذلك الوباء العالمي.
سلالات المرض

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن هناك مجموعتان مصليتان من بكتريا الكوليرا V. cholerae، هما O1 وO139، تسببان حدوث الفاشيات، والمجموعة المصلية O1 تسبب معظم الفاشيات أما المجموعة المصلية O139 التي تم التعرف عليها لأول مرة في بنغلاديش عام 1992 فينحصر وجودها في جنوب شرق آسيا، بينما يمكن لمجموعات مصلية غير المجموعتين المصليتين O1 وO139 من بكتريا الكوليرا V. cholerae أن تتسبب في الإسهال المتوسط الشدة ولكنها لا تتسبب في حدوث الأوبئة.

وتم في الآونة الأخيرة اكتشاف سلالات مختلفة جديدة في عدة أنحاء من آسيا وأفريقيا، ويتبين من عمليات الملاحظة أن هذه السلالات تتسبب في الإصابة بشكل أشد من أشكال الكوليرا يؤدي إلى معدلات وفيات أعلى، ويوصى في هذا الصدد بالرصد الوبائي الدقيق للسلالات الدائرة.

وتعد المستودعات الرئيسية لبكتريا الكوليرا V. cholerae هي البشر ومصادر المياه، مثل الماء الأُجاج والمصبات، والتي ترتبط غالباً بتكاثر الطحالب وتدل الدراسات الحديثة على أن الموجات الحارة التي تسيطر على العديد من الدول بمختلف المناطق في العالم تمثل بيئة مواتية للبكتريا.

تاريخ الكوليرا

انتشرت الكوليرا في جميع أنحاء العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ، خلال القرن التاسع عشر إنطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج في الهند، وأنتشرت بعد ذلك 6 جوائح حصدت أرواح ملايين البشر من جميع قارات العالم ، أما الجائحة الحالية (السابعة) فقد بدأت في جنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 وإلى الأميركيتين في عام 1990، والكوليرا الآن متوطنة في العديد من البلدان.

* حقائق واحصائيات

* الكوليرا مرض حاد من أمراض الإسهال، ويمكن أن يفتك بالأرواح في ظرف ساعات من الإصابة إذا ما ترك دون علاج.
* يقدر عدد حالات الكوليرا بما يتراوح بين 3 و5 ملايين حالة، وعدد الوفيات الناجمة بما يتراوح بين 100 و120 ألف وفاة في كل سنة.
* يمكن علاج 80% من الحالات بنجاح بواسطة laquo;أملاح معالجة الجفافraquo; التي تعطى عن طريق الفم.
* تعتمد تدابير المكافحة الفعالة على الوقاية والتأهب والاستجابة.
* يعد توفير المياه المأمونة وأنظمة التصريف الصحي الصحيحة أمرا حاسما في الحد من تأثير الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه.
* تعتبر لقاحات الكوليرا التي تعطى عن طريق الفم وسيلة إضافية من وسائل مكافحة الكوليرا، ولكن لا ينبغي أن تحل محل تدابير الوقاية التقليدية.