طالت الاصابة بوباء الكوليرا امارات دبي وابوظبي والشارقة، وسجل مستشفى بالامارات حالة وفاة.


دبي: أكد مصدر مطلع بوزارة الصحة الإماراتية في تصريح خاص لـ quot;لإيلافquot; ظهور عدد من الحالات المصابة بمرض quot;الكوليراquot; القاتل في أبوظبي ودبي والشارقة وسجلت مستشفى الكويت التابعة لوزارة الصحة بإمارة الشارقة حالة وفاة واحدة لوافد أسيوى اثر إصابته بالمرض، فيمالم تعلن أي جهة صحية أخرى في دولة الإمارات عن حالات وفاة مماثلة، غير أن حالات الإصابة إمتدت طالت مواطن إماراتي من منطقة دبا الحصن بالإمارات الشمالية، بعدما كانت حالات الإصابة المبلغ عنها مقصورة على الجنسيات الأسيوية وتحديداً الهنود.

ولم تعلن وزارة الصحة حتى الان عن إجمالى عدد المصابين في الإمارات، وبالتالى لم تعلن عن الخطوات الإجرائية والتدابير الوقائية التي يجب إتخاذها في مثل هذه الحالات، سواء داخل الدولة أو بالنسبة للدول المجاورة، خاصة وأن منظمة الصحة العالمية أكدت على ضرورة الإعلان الفوري عن حجم المرض فى حال ظهوره بأى دولة من الدول لإتخاذ الدول المجاورة الإحتياطات اللازمة لذلك الوباء العالمي، حيث أوصت المنظمة البلدان المجاورة للدول المصابة بالمرض، بضرورة تنفيذ عدد من التدابير الوقائية يأتي في مقدمتها، تعزيز التأهب والإستجابة السريعة لأي فاشية في حالة إنتشار الكوليرا عبر الحدود، و كذلك تعزيز الترصّد للوصول إلى تحسين البيانات اللازمة لتقدير مخاطر الفاشيات والكشف المبكر عنها، بما في ذلك إنشاء نظام للترصد الفعّال.

تدابير أخرى

وفي المقابل أوصت المنظمة بتجنب تدابير أخرى نظراً لإرتفاع تكلفتها وعدم فعاليتها، من أهمها، المعالجة الروتينية لأفراد المجتمع بالمضادات الحيوية، أو التطبيق على نطاق واسع لعناصر الوقاية الكيميائية، فهما لا يحدّان من إنتشار الكوليرا، وقد تكون لهما آثار معاكسة من خلال تزايد مقاومة مضادات الميكروبات ومنح شعور كاذب بالأمان، فرض قيود على السفر والإتجار بين شتى مناطق البلد الواحد، إقامة حزام صحي على الحدود، فهو تدبير يؤدي إلى تحويل الموارد، ويعوق روح التعاون المثمر بين المؤسسات والبلدان عوضاً عن توحيد الجهود.

وفى سياق متصل عرفت منظمة الصحة العالمية، الكوليرا بأنها مرض حاد من أمراض الإسهال يمكن أن يفتك بالأرواح في ظرف ساعات من الإصابة به إذا تُرك دون علاج، و تنجم عن إبتلاع بكتريا الكوليرا المنقولة بالمياه أو الأطعمة الملوثة بالبراز، و تنشر بشكل سريع عن طريق المياة الملوثة والغير مأمونة، وقد يتفاقم أثرها في المناطق التي تعاني من ضعف في البنية التحتية ، وتتصف حالات الكوليرا الشديدة بحدوث إسهال مائي حاد ومفاجئ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة نتيجة للجفاف الشديد، وقد لا تظهر أعراض المرض لدى 75% من المصابين بعدوى ذلك المرض الفتاك، غير أن العوامل الممرضة تبقى موجودة في براز هؤلاء الأفراد لفترة تمتد بين 7 أيام و 14 يوماً، حيث تعاود ظهورها في البيئة مع احتمال تسببها في عدوى عدد آخر من الأفراد، وتتسم الكوليرا بكونها مرضاً شديد الفوعة يؤثر في الأطفال والبالغين على السواء.

عدد المصابين

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي لعام 2010 أن عدد المصابين بذلك المرض يتراوح ما بين 3 و5 ملايين حالة وتتسبب الكوليرا في وفاة ما يقرب من مليون ونصف سنوياً على مستوى العالم، غير أنه يمكن علاج 80% من الحالات المصابة بذلك المرض بواسطة أملاح معالجة الجفاف التي تعطى عن طريق الفم .

إلى جانب ذلك أكدت منظمة الصحة العالمية أنها لم توصى مطلقاً بحقن لقاح الكوليرا بسبب قلة فعاليته الوقائية وأرتفاع معدل حدوث تفاعلات ضارة، لآفته إلى أنه يتاح في الأسواق لقاح فموي للكوليرا مجاز دولياً وبمخزونات محدودة، وهو صالح لإستخدام المسافرين، مؤكدة على مأمونية هذا اللقاح وفعاليته للأفراد البالغين سنتين من العمر والأكبر سناً، وأوضحت أن هذا اللقاح يقدم في جرعتين بفترة فاصلة تتراوح بين 10 أيام و 15 يوماً يجري تناولهما مع 150 مل من الماء المأمون، ويستعمل هذا اللقاح في مجال الصحة العمومية في إطار حملات التلقيح الواسعة منذ عهد حديث نسبياً.