طلال سلامة من برن: يعتبر الجراحون الاختصاصيون استئصال سرطان الغدة الدرقية، بالكامل، مسألة هامة تلعب دوراً أساسياً في شفاء المرضى. اذ ان القضاء على ذيول الخلايا السرطانية له أولوية علاجية قصوى. بالنسبة للسرطان النخاعي للغدة الدرقية (Medullary Carcinoma) فان استئصال كتلة الورم الخبيثة، قليلة الشراسة مقارنة بأنواع أخرى من سرطانات الغدة الدرقية، وبالتالي تفتيت الغدة الدرقية قبل استخراجها من الجسم، جراحياً، هدف الجراحين الأولي.
في الحقيقة، لا يوجد أعراض معينة للسرطان النخاعي للغدة الدرقية الذي يعتبر نادر ويستأثر بحوالي 10 في المئة من سرطانات الغدة الدرقية. يتطور هذا السرطان ببطء. لدى اكتشافه، يضحي حجمه وكأنه كرة صغيرة مزروعة ببشاعة في الرقبة. بفضل التداخل الجراحي وما يليه من جلسات اليود المشع (radioiodium) ينجح حوالي 95 في المرضى من الشفاء منه، نهائياً. في بعض الأحيان، يقاوم هذا السرطان الجلسات التي تبدأ بعد العملية الجراحية، ان كانت كيميائية أم غير.
الى الآن، يعجز الجراحون عن التأكد ان كانت الغدة الدرقية المسرطنة تم استئصالها بالكامل أم لا. لذلك، يلجأ الجراحون، الأوروبيون والسويسريون، اليوم، الى فحص الكالسيتونين (Calcitoninrlm;)، وهو أحد الهرمونات التي تفرزه الغدة الدرقية ويشتق اسمه من عنصر الكالسيوم وذلك لارتباطه بمستوى الكالسيوم في الدم. يخضع المريض لفحص مستوى هذا الهرمون قبل بداية التدخل الجراحي وبعد الانتهاء منه بنصف ساعة. في حال تراجعت مستويات هذا الهرمون 50 في المئة أم أكثر فان ذلك دليل على نجاح العملية الجراحية. والا، فانه يوجد شكوك جدية حول عدم استئصال الكتلة الورمية بأكملها.
التعليقات