في نوفمبر يتباهى آلاف الرجال في عدد من أشهر الدول الغربية بإطالة شواربهم، بهدف زيادة الوعي بالمخاطر التي قد تصيب صحة الرجال، وخصوصًا سرطان البروستاتا، فهم بذلك يجعلون من الشارب شعارًا لمبادرتهم الخيرية لدعم أبحاث سرطان البروستاتا تماما كالشريط الوردي لمكافحة مرض سرطان الثدي لدى النساء.


يقومون المشاركون بنشر الوعي من خلال حديثهم وتحركاتهم وحواراتهم مع الآخرين

الرياض: لم يكن عدد من الرفاق في استراليا يتخيلون بأن تتحول مزحتهم بأنه quot;حان الوقت لإعادة موضة الثمانينيات حيث الشوارب الطويلة والكثيفة، إلى حركة عالمية تحرض الرجال على مناقشة موضوع كثيرًا ما أهملوه وهو موضوع صحتهمquot;، فقد قرر أولئك الرفاق في العام 2003 بأن يجعلوا من مظهرهم الجديد في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، سبيلاً لتمويل أبحاث سرطان البروستاتا.

وتعرف هذه المبادرة الخيرية العالمية باسم quot;موفمبرquot;، وهي كلمة مركبة من شهر نوفمبر وكلمة (مو Mo) وهي كلمة عامية في استراليا تعني شارب الرديفة لكلمة (Mustache)، وتبدأ هذه المبادرة بشهر نوفمبر وعلى من أراد الاشتراك أن يسجل في الموقع الالكتروني الخاص بالمبادرة (www.movember.com) بعد أن يبدأ الشهر بحلاقة شاربه ثم يطيله ولا يحلقه طيلة الشهر، ويسمى المشاركون ب(مو بروز،Mo Bros) ويحاولون طيلة الشهر بجمع التبرعات ويساهمون في نشر الوعي لدى الرجال من جانب الاهتمام بصحتهم وتحديدًا الوعي بمرض سرطان الببروستاتا، ويكسبون دعم أصدقائهم وعائلاتهم.

المجموعة تعتزم إكمال مسيرتها في كافة دول العالم
وللنساء في مبادرة موفمبر دور كما للرجال دور في نشر الوعي بمرض سرطان الثدي، حيث تدعم المشاركات رجالهن، ويساعدن في زيادة الأموال المتبرع بها لصالح المبادرة، وينظمن أحداثها، ويقدن الفريق، وينشرن رسالة المشاركين ويسمون بـ (مو سيستاس، Mo Sistas).

ويقوم المشاركون بنشر الوعي من خلال حديثهم وحركاتهم وحواراتهم مع الآخرين، وفي نهاية الشهر يقام حفلاً في كل دولة من الدول المشاركة لتكريم المشاركين والمشاركات، وتوزع أكثر من 90% من الأرباح على الجمعيات المهتمة بأمراض سرطان البروستاتا والبرامج التوعوية.

ووصل عدد المشاركين إلى 1.1 مليون ووصلت قيمة التبرعات حتى آخر إحصائية إلى 178 مليون دولارا استراليا، وتشارك في مبادرة موفمبر التي تعد أضخم ممول عالمي غير حكومي لأبحاث سرطان البروستاتا 10 دول، وهي استراليا ونيوزيلاندا واسبانيا وجنوب افريقيا وإيرلندا وكندا وأميركا وبريطانيا وهولندا وفنلندا.

وتعتزم المبادرة إكمال مسيرتها حول جميع دول العالم ونشر الوعي بقضايا كثيرا ما أهملها الرجال وستستمر بمحاولة تغيير عادات الرجال وسلوكهم بشأن موضوع صحتهم والمخاطر التي قد يواجهونها، وبالتالي زيادة فرص الكشف المبكر والتشخيص والعلاج الفعال.

النساء تساعد الرجال في مبادرتهم

ويرى المشاركون بأن التغيير من مظهر وجه الرجال يعني إمكانية تغيير السلوك حول موضوع صحتهم، ويشيرون بأن أكثر ما يعيق الرجال هو ممانعتهم من الحديث عما يعانون منه سواء مع عائلاتهم أو أصدقائهم أو الأطباء حتى، ولهذا تهدف مبادرة موفمبر إلى زيادة الوعي لديهم من خلال تثقيفهم فيما يخص صحتهم والمخاطر التي يواجهونها وكذلك تمويل الأبحاث والبرامج الداعمة والثقافية.

في حين ذكر موقع المبادرة الإلكتروني أن هناك الكثير من الأسباب التي تستوجب نشر الوعي بصحة الرجال، ومنها أن متوسط العمر المتوقع لحياة الرجال أقل بخمس سنوات من حياة المرأة (77 عاما مقارنة ب 82عاما)، وفي استراليا يموت قرابة 3,300 رجل بمرض سرطان البروستاتا سنوياً، وهذا العدد مساوٍ لعدد النساء اللاتي يمتن من جراء مرض سرطان الثدي، بالإضافة إلى أن معدل الإنتحار عند الرجال أكثر بأربع مرات من معدل الإنتحار لدى النساء، وأن ثلث الرجال لم يزوروا الطبيب في العام الماضي و10% منهم لم يزوروا الطبيب منذ 5 سنوات، وأكثر من خمسة رجال يموتون كل ساعة من أمراض كان من المحتمل الوقاية منها.