في ورقة نشرها أخصائي وخبير في أدب القرن السادس عشر الانكليزي يرد أن أعمال شكسبير كنز مدهش من المعلومات الطبية وخاصة في ما يتعلق بالروابط الخفيّة بين العلل الجسدية والنفسية.


وفقا لدراسة غير مألوفة، يتعين على الأطباء الاطلاع على أعمال وليام شكسبير إن كان لهم توسيع مداركهم في ما يتصل بالكيفية التي تؤثر بها حالة العقل على حالة الجسد. ونقلت الصحافة البريطانية عن الدكتور كينيث هيتون الذي يقف وراء البحث قوله إن العديد من الأطباء لا يدركون المدى الذي يصل اليه عدد الأعراض المرَضية الجسدية التي تتسبب فيها علل نفسية بحت ولا شيء غيرها. ويضيف قوله إن أعمال شكسبير تلقي أضواء واضحة على الروابط بين العلل الجسدية والنفسية laquo;بسبب ما كان يتمتع به هذا الكاتب من معرفة بالحواسraquo;.

يذكر أن هيتون، وهو أخصائي سابق في أمراض الجهاز الهضمي وخبير في الوقت نفسه بالأدب الانكليزي في القرن السادس عشر (عصر شكسبير) بحث بتؤدة في laquo;الأمراض المحسوسةraquo; في 42 من أعمال الكاتب والشاعر الشهير الرئيسية. ويقول هيتون إنه وجد عشرات الأمثلة التي تحوي إشارات الى علل نفسية يفوق عرضها وأسبابها وآثارها الجانبية على الجسد معظم ما يوجد في كتابات المتخصصين المعاصرين عن الموضوع نفسه.
ويضرب هيتون مثالا لهذا بشخصية هاملت الشهيرة، ويقول إنه يعاني الإجهاد الناتج عن الحزن فيصرخ مستغيثا: laquo;كم تتبدى لي أشياء هده الدنيا قديمة بالية وبدون عمق أو ثمرraquo;. وفي موضع آخر يستخدم شكسبير البرودة رمزا للصدمة، كما هو الحال في laquo;روميو وجولييتraquo; عندما تقول جولييت: laquo;يتملكني شيء من خوف بارد يتدافع في عروقيraquo;.

ويقول الباحث إن أعمال شكسبير تصور أيضا الضيق العاطفي باعتياره عاملا إما يخدّر الإحساس بالألم الى أدنى درجة أو يرفعه الى أعلاها. ويقول: laquo;ما يذهب اليه شكسبير من أن بوسع الحالة النفسية المهتاجة التأثير مباشرة على مدى مقدرة الجسد على الإحساس بالألم وتوظيفه المعتاد لحاسة اللمس آفاق laquo;طبيّةraquo; لم يطرقها أي من الكتاب الآخرين الذي عاصروهraquo;.

ويتناول شكسبير أيضا الدوخة ودوار الأماكن المرتفعة في كوميديا laquo;ترويض النمرةraquo;، وحالة ضيق التنفس في 11 عملا من ضمنها laquo;السيدان الفيرونيانraquo; على سبيل المثال، بينما يتناول ثقل السمع والطرش المؤقتين أو الفجائيين في أعمال مثل laquo;الملك ليرraquo; وlaquo;رتشارد الثالثraquo; وlaquo;الملك جونraquo;. ويقول هيتون إن من شأن كل هذه الأعراض أن تربك حتى الطبيب المعاصر إذ ليس من أسباب عضوية واضحة لحدوثها.

ويعلق الباحث، في ورقته، التي نشرها على صفحات الجورنال الطبي laquo;ميديكال هيومانيتيزraquo;، بقوله: laquo;العديد من الأطباء يترددون إزاء إرجاع الأعراض الجسدية الى اختلالات نفسية. وهذا بحد ذاته يتسبب في تأخير تشخيص المرض وصرف العلاج الصحيح بالتالي. أوصي هؤلاء بقراءة أعمال شكسبير لأنهم سيكتشفون فيها كنزا مدهشا من المعلومات الطبية وخاصة في ما يتعلق بالروابط الخفيّة بين العلل الجسدية والنفسيةraquo;.