يعتبر الغذاء الوقائي مكملا لعلاجات كثيرة لمرضى القلب، ومن دونها قد لا تفيد العقارات كثيرا.


حسب شرح الدكتور كارل مكنهايم طبيب التغذية والوقاية الصحية في هايدلبرغ يتم في بداية الامر تقييم الحالة الصحية للشخص الذي يخضع للعلاج مرة كل أسبوع على مدى ثلاثة اسابيع، والغاية من هذه الخطوة الأولية تحديد المقاييس الطبيعة الفنية التي يمكن على ضوئها متابعة مدى استجابة المريض لهذا الغذاء مع مرور الأيام.

ومن أبرز هذه المقاييس العادات الخاصة بالسلوك الغذائي اليومي لكل شخص وفقا لما اعتاد عليه، علاوة على أسلوب ممارساته الاخرى ضمن حياته اليومية، مثل نشاطه الحركي وما اذا كان يعاني من البدانة والادمان على التدخين او السكري وما الى ذلك من عوامل تزيد من حالته الصحية سوءا.

وخلال الاسابيع الثلاثة الاولى لبدء العلاج الغذائي يمارس المريض حياته اليومية بشكل طبيعي وما يتخللها من عادات مأكل ومشرب ونشاط مع تدوين أصناف الطعام والشراب ونوع النشاط العضلي الذي يمارسه والأدوية التي يتناولها بموجب وصفة طبيبه بحسب حالته الصحية مثل أدوية تخفيض الضغط المرتفع او الكولسترول. وهذه المرحلة تتسم بالدقة، اذ يطلب من المريض ان يدون كل يوم أوزان ما استهلكه من خضر وفاكهة ولوزيات وأطعمة أخرى.
ويتولى اختصاصي التغذية مسؤولية ارشاد المريض الذي يستعد للعلاج حول طريقة تدوين هذه المعلومات، ثم يقوم المختص بالتغذية بدراسة المعلومات الخاصة به.

كما تسبق البدء بالدورة العلاجية اجراءات وفحوصات طبية سريرية، مثل تخطيط القلب كهربائيا وما تقتضي حالة المريض من فحوص شعاعية ومخبرية. وبعد استكمال برنامج التقييم الاولى لحالة المريض مع انتهاء فترة الاسابيع الثلاثة يقرر الطبيب المعالج بالتعاون مع اختصاصي التغذية، المباشرة بنظام المعالجة الوقائية العلاجية والقواعد العامل هذا النظام مبينة على ما يلي:

وفقا لتعليمات المختص بالتغذية ينصح المتعالجون باستهلاك ما لا يقل عن نصف كيلوجرام من الفاكهة والخضر واللوزيات كل يوم، وتقسم الحصص لكل صنف على النحو التالي: ربع كلغ ونص من الفاكهة وربع كلغ من الخضروات وما يوازي 50 غراما من اللوزيات، مثل الخوخ والكرز والدرقان واللوز والمشمس.

كما يتضمن برنامج التغذية اليومي استهلاك نصف كلغ من منتجات الحبوب السمراء، اي الحبوب التي يحتفظ بقشرها او ما يعرف بنخالتها، من ضمن الوزن المحدد هذا يدخل الرز والذرة والقمح.

يجب ان لا تزيد نسبة الطاقة السعرية التي يكون مصدرها الدهون عن الـ 30 في المائة من مجموع الطاقة الكلية التي يحتاجها كل مريض يوميا.
تناول زيت حبوب الخردل او فول الصويا بما يوازي اربع حصص في اليوم، وقد تصل الى ما يعادل اربع ملاعق طعام او طبقا لما يراه اخصائي التغذية لكل حالة مرضية على حدة.

هذه العناصر الغذائية، التي سبق ذكرها توفر للمريض مقادير وعناصر وفيرة من ما يعرف بالمركبات الكيماوية النباتية، لا سيما ما يعرف منها بمضادات التأكسد وحامض اللاينولييك Linoleic acid ، وهو العنصر الرئيسي من العناصر المكونة لما يعرف بالحوامض الشحمية N-3fatty acidفي الاصناف الغذائية التي تم الحديث عنها.

يتضمن نظام التغذية الوقائي ايضا جوانب فنية تقنية في اطار مقاييس استهلاك العناصر الدهنية والبروتينية والكاربوهيدراتية تقتضي رأي الطبيب المختص. يشجع الدكتور مكنهايم مرضاه الذي يطلبون علاج التغذية الوقائية العلاجية على ممارسة نشاطات رياضية معتدلة بسبب جدواها ومنافعها، مثل المشي لمسافة ثلاثة كلم على الاقل كل يوم، ولربما يستحسن في البداية تقليل هذا المسافة الى كلم واحد اذا كانت الحالة المرضية لا تسمح ببذل جهد كبير عند بدء العلاج الغذائي. ومن المرضى من تسمح له حالته بممارسة الهرولة الهادئة بشكل متقطع على مدى 10 الى 15 دقيقة كل يوم وفقا لارشادات الطبيب.

وتتضمن فقرات المعالجة الغذائية التزام المريض الذي يعاني من الجلطات القلبية بمواصلة علاجه الدوائي لا سيما الدواء الذي يؤخذ تحت اللسان sublingual nitroglycerine. يبقى ان برنامج التغذية العلاجية هذا ليس من نوع الدورات العلاجية التي يمكن للمريض ان يطبب نفسه ذاتيا بها كما يريد على ضوء الخطوط العريضة التي ذكرت. فالنظام الغذائي هذا ليس بسهولة تناول حبة أسبرين مع كل نوبة صداع أو ألم، انما هو نظام دقيق ينبغي ان تتم الاستفادة منه من خلال الاستشارة الطبية المتخصصة وبالتعاون مع مختص بالتغذية، ويرافق ذلك بالطبع تقييم دوري لتطور الحالة الصحية قبل وخلال وبعد استكمال الدورة العلاجية.
كما يمكن لكل شخص معافى ان يستفيد من أسس التغذية العلاجية العامة هذه، وذلك باستبدال جزئي لما يتناوله من طعام في الوقت الحاضر باصناف من عناصر التغذية.