يعرب الأطباء السويسريين عن شكوكهم إزاء علاج جديد لمرض التصلب العصبي المتعدد يعتمد على علاج قصور مزمن في الأوردة الدماغية الشوكية (CCSVI) وهو تشوه يطرأ على تركيبة الأوعية الدموية بالدماغ. ويتمحور الأخير حول خضوع المريض لعملية جراحية تهدف الى فتح شرايين الدم المسدودة، بالدماغ، تبدأ تكلفتها بحوالي 3.5 ألف يورو وما فوق ويتم اجرائها، عادة، في العيادات والمستشفيات الخاصة.

في الواقع، يؤمن الأطباء السويسريون، في مستشفى جامعة زوريخ، بأن علاج قصور مزمن الوريدية الدماغية الشوكي، جراحياً، غير قادر لا على إبادة مرض التصلب العصبي المتعدد ولا على إبعاد المرضى عن الأدوية الخاصة بعلاجه. اذ ان هذا التشوه، في الأوعية الدموية، لا يصيب هؤلاء المرضى فحسب إنما الأشخاص الأصحاء وأولئك المصابين بأمراض التآكل العصبية.

علاوة على ذلك، واعتماداً على نتائج دراسات محلية، فان قسم من المرضى، الذين خضعوا لقسطرة شرايين الدماغ، بهدف توسيعها(ان كانت متقلصة) أم فتحها(ان كانت مسدودة)، لم يستفد من العملية الجراحية بعد سنوات عدة على إجرائها. لا بل ان أوضاعهم الصحية تعرضت لانتكاسة خطرة.

بالطبع، فان شكوك الأطباء السويسريين مجرد تحذير هدفه فتح أعين المرضى وأسرهم على المعلومات الصحية غير السليمة التي تتداولها الشبكة العنكبوتية ودردشات الجاهلين وبعض وسائل الاعلام المتلفزة. ما يعني أنه واجب على الجراح إعلام مرضى التصلب العصبي المتعدد بشأن مخاطر قراراتهم الطوعية المتعلقة بالخضوع للمبضع الجراحي لفتح شرايين الدم بأدمغتهم.