أظهرت دراسة جديدة كيف يمكن التحكم في صور مرئية باستخدام خلايا قليلة في الدماغ.


قد يكون ممكنا التحكم بهواتف آي فون وكومبيوترات آي بود مستقبلا بواسطة شيء آخر أكثر مثيرا للغرابة من تحريك الشاشة باللمس. إنه العقل البشري. وهذا بعد اكتشاف العلماء أن من الممكن التحكم بصور مرئية معقدة على شاشة الكومبيوتر باستخدام خلايا قليلة في الدماغ.

ونشرت الدراسة في مجلة quot;نيتشرquot; العلمية واستندت إلى سلسلة تجارب جرت على مجموعة من المتطوعين حيث ربطت أدمغتهم إلى كومبيوتر يعرض صورتين مدمَجتين، وكان بإمكانهم إجبار الكومبيوتر لعرض إحدى الصورتين ورمي الأخرى جانبا.

وجاءت الإشارات المبثوثة من عقل كل متطوع إلى الكومبيوتر من خلايا قليلة في كل دماغ. وقال إسحاق فرايد، بروفسور جراحة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس لمراسل صحيفة الديلي ميل اللندنية quot;المتطوعون قادرون على استخدام أفكارهم لإلغاء الصور التي يرونها على الشاشةquot;.

وترأس البروفسور فرايد الفريق الباحث الذي قام بالتجارب التي توجتها الدراسة. ويعد ما أنجز مثيراً جداً للاهتمام في تطور التفاعل المتبادل ما بين الدماغ والكومبيوتر بحيث يكون بالإمكان التحكم بالكومبيوتر أو جهاز مماثل له بواسطة أفكارهم فقط.

ويساعد التفاعل المباشر ما بين الدماغ والكومبيوتر مستقبلا الأفراد الذين يعانون من عدم القدرة على التواصل مع الآخرين كي يكسروا هذا الحاجز أو مساعدة أولئك الذين يستخدمون أطرافاً اصطناعية من خلال السماح لهم بتحريكها بواسطة عقولهم فقط. واوضحت الدراسات التي جرت في الماضي أن التفاعل بين الدماغ والكومبيوتر قادر على القيام بأنشطة بسيطة مثل التحكم بمؤشر الكومبيوتر مع عدد محدود من خلايا الدماغ.

لكن في هذه الدراسة استخدمت تكنولوجيا التفاعل بين الدماغ والكومبيوترquot;بي سي آيquot; لفهم كيف أن الأفكار والقرارات تصاغ من خلال مجموعة من خلايا الدماغ. وقالت دبرا بابكوك مدير برنامج في المعهد القومي للاختلالات العصبية وجلطة الدماغ.

واستخدم في الدراسة 12 شخصا مصابين بالصرع حيث زرعت أسلاك في أدمغتهم لتسجيل النشاطات المتأتية خلال نوبة الصرع وهي طريقة عامة تهدف إلى تحديد مواقع الدماغ التي تعد مسؤولة عن حالات الصرع.

وفي هذه الدراسة تم إقحام الأسلاك في فص الصدغ الوسطي وهي منطقة مهمة في الدماغ للذاكرة والقدرة على إدراك صور معقدة بما فيها الوجوه. وخلال إجراء التسجيلات من أدمغتهم ونقلها إلى الكومبيوتر استطاع المشاركون في التجربة مشاهدة صورتين متصافتين احداهما فوق الأخرى على شاشة الكومبيوتر، وكل صورة تظهر وجها أو مكانا أو حيوانا مألوفة لدى الشخص.

وطلب منهم اختيار صورة منها والتركيز عليها في أفكارهم حتى أصبحت تلك الصورة واضحة تماما في حين اختفت الصور الأخرى تدريجيا. واستمر تجديد الصور على الشاشة كل عُشر من الثانية استنادا إلى ما يأتي من تسجيلات من الدماغ. ومع التكرار المستمر تعلم المشاركون في التجربة تنفيذ المهمة بشكل سريع جدا وغالبا ما كانوا ينجحون في أول تجربة.