خوف، ربما كان غير مبرر، من تراص الرقم 10 يوم الأحد

يطفح الإنترنت بإشاعات محمومة تتعلق بتمام الساعة العاشرة والدقيقة العاشرة والثانية العاشرة صباح الأحد وهو اليوم العاشر في الشهر العاشر من السنة العاشرة من هذا القرن الجديد.

وتجد هذه الإشاعات سندها الرئيس في تراص الرقم 10 بهذا الشكل - من الثانية حتى السنة - يوم الأحد. وقال البعض إن هذا التراص سيحدو بأجهزة الكمبيوتر للتوقف عن العمل نهائيا مع توقف ساعاتها، بينما ذهب آخرون الى أنه أفضل دعوة لقراصنة الكمبيوتر لـlaquo;الاحتفالraquo; بالمناسبة على طريقتهم الخاصة المدمرة. وبلغ الأمر حد أن الموقع الإلكتروني الاجتماعي laquo;فيس بوكraquo;، على سبيل المثال، أقام صفحة بعنوان laquo;هل سيعمل كمبيوتري بعد الساعة 10 والدقيقة 10 في 10/10/10raquo;؟

وقد يسأل البعض عما إن كان هذا هو توقيت غرينتش أو غيره. والإجابة هي: توقيت ساعة الكمبيوتر نفسه أينما كان وليس بتوقيت غريتنش أو أي دولة معينة. متى ما سجلت ساعة الكمبيوتر نفسه تمام الساعة العاشرة والدقيقة العاشرة والثانية العاشرة صباح الأحد، يكون الكمبيوتر قد بلغ ساعة الصفر. وهذا يعني أنها ستحل في دول الشرق قبل دول الغرب وأن بيروت، مثلا، ستبلغها قبل لندن بساعتين وقبل نيويورك بسبع ساعات.

وقال غراهام كلولي، خبير الأمن الإلكتروني في شركة laquo;سوفوسraquo; البريطانية في تصريحات لصحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo;: laquo;هناك تاريخ طويل من الإشاعات المماثلة التي ترتبط بإطلاق فيروسات مدمرة في تواريخ معينة. وليس مدهشا الآن أن يدور الهمس بين الناس عن فيروس جديد في اليوم العاشر من الشهر العاشر في هذه السنة العاشرةraquo;.

ومضى قائلا: laquo;لكننا يجب أن نتذكر أيضا أن أكثر من 60 ألفا من البرمجيات الخبيثة تُكتشف كل يوم. ولذا يتعين على الناس أن يتنبهوا الى أنهم عرضة لهجوم قاتل على أجهزتهم في كل يوم من أيام السنة وليس في تواريخ معينة وحسبraquo;.

ويذكر أن عقد التسعينات الماضي كثيرا ما شهد تحذيرات الخبراء لأصحاب أجهزة الكمبيوتر الشخصي كي يلزموا جانب الحذر في الأيام السابقة لأي يوم جمعة يقع في الثالث عشر من الشهر - وهو يوم يتطيّر به بعض الغربيين. وكان ذلك التحسب يتعلق بالتهديد الذي يشكله الفيروس السائد وقتها والمعروف باسم Jerusalem virus laquo;فيروس القدسraquo;.

ووقتها طلب الخبراء من أصحاب الكمبيوتر تغيير التوقيت في ساعات أجهزتهم بحيث يقفز الوقت مباشرة من الخميس 12 الى السبت 14 وذلك حتى لا تنفذ تلك الأجهزة أوامر يصدرها اليهم فيروس القدس بالتوقف عن العمل في وقت معين يوم الجمعة متى ما وقع في الثالث عشر من الشهر. لكن laquo;صمّام الأمانraquo; هذا كان يقابل بمخاوف أخرى وهي أن تغيير الساعة قد يعرض الكمبيوتر المراد حمايته لفيروس آخر يسمى Durban virus laquo;ديربانraquo; يصدر أوامره المدمرة في حال قفز الوقت من الخميس الى السبت مباشرة.

ولكن ربما كانت المخاوف الأكبر على الإطلاق في هذا المجال هي تلك التي ارتبطت بفيروس مطلع الألفية الثالثة الذي قيل إنه سيتسبب في إفناء البشرية. وقد أطلق الخبراء تحذيرات جادة وخطرة من أن الساعات الرقمية وسائر الأجهزة الأخرى التي تستخدم نظام الساعات الرقمية ستتوقف عن العمل في منتصف ليلة 31 ديسمبر / كانون الأول 1999 وهو الساعة صفر التي تفصل الألفية الثانية عن الثالة في التقويم الغربي. لكن كل تلك المخاوف، التي لم تخل من بعض المنطق وقتها، انتهت الى لا شيء بالطبع.

وهذا الولع بتواريخ معينة يمسّ شتى مظاهر الحياة الأخرى. فتراص الرقم 10 يوم الأحد يعتبر فألا حسنا في مختلف الثقافات، مثل الصينية، إذ إن معظم العرسان الجدد سيعقدون قرانهم فيه. وخذ مثلا أن laquo;مستشفى المدينةraquo; في دبي سمح بإجراء عمليات قيصرية لعشر نساء أبدين رغباتهن في الولادة في ذلك اليوم. ونقلت laquo;تليغرافraquo; عن الدكتور طارق فتحي العامل في هذا المستشفى، قوله: laquo;كثيرا ما يتخيّر الناس أرقاما خاصة لهواتفهم أو سياراتهم. فلماذا لا يتخيرون يوما معينا لولادة ابنائهمraquo;؟