يفيدنا الباحثون السويسريون أن سرطان البنكرياس ينمو بفضل مجموعة من الخلايا quot;الخائنةquot; الموجودة في نظام المناعة المكتسبة بالجسم. أي بدلاً من محاربة هذا النوع من السرطانات، يعمل quot;جنودquot; النظام الدفاعي البشري، وهي خلايا المناعة quot;تيquot;، على الاصطفاف الى جانب سرطان البنكرياس. بالطبع، فان هذا التحالف يفتح الأبواب أمام توغل السرطان في عضو هام بالجسم، متصل بالمعدة، هو البنكرياس.

على الصعيد العالمي، يتم تصنيف سرطان البنكرياس ورماً خبيثاً في غاية العدوانية. وهو يعتبر رابع أكبر سبب للموت بالسرطانات! صحيح أن الجراحة الطريقة الأحدث والأفضل لاستئصاله بيد أن 15 الى 20 في المئة من المرضى قابلين للخضوع لهكذا عملية جراحية. وبالنسبة لفترة اطالة حياة المريض فانها تختلف بين حالة وأخرى.

في هذا الصدد، يشدد الأطباء، هنا، على أن تقوية وتطوير باقة العلاجات، المتعلقة بسرطان البنكرياس، تتطلب فهم الآليات الأساسية البيولوجية، بالجسم، التي تجعل سرطان البنكرياس شديد الشراسة. كما ينبغي العثور على عوامل جديدة، للتشخيص، تخول الأطباء التركيز على علاجات quot;موجهةquot; وفعالة، في الوقت ذاته.

اليوم، نجح الأطباء في تعقب حوار معقد، يدور بين الخلايا السرطانية وتلك الموجودة في البيئة الميكروسكوبية لسرطان البنكرياس.، كما الخلايا الجزعية (stromal cells) وتلك التائية الدفاعية التابعة لنظام المناعة المكتسبة بالجسم. في الحقيقة، تقوم الخلايا السرطانية بتجنيد الخلايا الدفاعية. ما يؤدي الى إضعاف البنى الدفاعية الطبيعية، بالجسم. هكذا تتحول الخلايا التائية لتضحي خلايا خائنة تلعب دور quot;المرتزقةquot; الخلوية لصالح كتلة الورم الخبيثة. ما يعني أنه بدلاً من انتاج السيتوكينات، وهي البروتينات المستخدمة في أي هجوم يشنه النظام الدفاعي الطبيعي على كل ما هو غريب، تعمل الخلايا التائية quot;الخائنةquot; على انتاج سيتوكينات تمهد الطريق أمام نمو كتلة السرطان، في البنكرياس!