قال فريق من العلماء إن الألم العاطفي الحاد يمكن أن يتسبب في تفعيل المسارات العصبية نفسها التي يفعِّلها الألم الجسدي. وبالتالي فإن هجر الطرف الآخر يسبب ألماً جسدياً، وكأن المرفوض تلقى لكمة في المعدة.


إكتشف العلماء أن الألم العاطفي الناجم من الصدود أو الحزن أو الفجيعة بفقدان عزيز يمكن أن يستهدف الشبكات العصبية نفسها التي تضفي على الوجع لسعته السلبية. هو أمر منطقيمهما كان مصدرالأذى، سواء أكان إهانة من صديق أو انتكاسة في العمل أو حتى فظاظة غريب لا يرتبط بمشاعر إيجابية طيبة.

ولكن الأبحاث لم تذهب قبل الدراسة الجديدة الى حد ربط المشاعر السلبية التي يثيرها رفض الآخر أو هجر الحبيب مثلاً بمسار الألم الجسدي أو الدوائر العصبية التي يقوم بتفعيلها ضرب رأسك بجدار أو سكب قهوة ساخنة على نفسك. وتكون هذه الدوائر مسؤولة عن إرسال إشارات عصبية من موقع التحري في الدماغ الى المراكز الحسية التي تفسر الرسالة على انها.... آخ!!

وتنقل مجلة تايم عن العالم النفسي أدوارد سمث من جامعة كولومبيا الأميركية ان صور الدماغ التي جمعها فريقه من 40 متطوعا فاجأهم أخيرًا رفض حبيب تبين أن المسارات العصبية المرتبطة بالهجر والألم الجسدي قد تتداخل في ما بينها.

وسجل جميع المتطوعين المرفوضين من الحبيب شعورا بالألم، حين رأوا صورة الطرف الذي رفضهم. وأظهرت أدمغتهم ان الألم امتد أبعد من المناطق التي ترتبط عادة بمثل هذه الصواعق العاطفية.

وكانت دراسة توصلت الى أن الأسبرين يمكن أن يخفف الألم الناجم من رفض الآخر، ولكن هذا الألم كان مصنَّعا في المختبر. وقال الدكتور سمث إنه يشك في ان الأسبرين يمكن أن يساعد في تخفيف الألم الذي يسببه رفض حقيقي. وحتى إذا تناول المرفوض حبوب أسبرين ساعدته على تخفيف الألم فإن مجرد التفكير في خبرة الهجر الذي مرّ بها يعيد الألم اليه.

وفي حين يبدو أن الزمن ما زال أفضل دواء لعلاج العاشق المرفوض، فإن نتائج الدراسة الجديدة تشير الى ان الألم العاطفي ليس نفسيًا بالكامل، بل هو ألم جسدي أيضًا.