تشير معطيات رسمية إلى أن 70 في المائة من التسممات الغذائية التي تصيب المغاربة تحدث في المنازل. ويؤرّق شبح التسممات الجميع، لكونه يحصد أرواح مجموعة كبيرة من المواطنين، بينما يضطر آخرون إلى المكوث في غرف الإنعاش داخل المستشفيات أيامًا، قبل أن يتماثل للشفاء.


تقول الطبيبة المغربية الوراق سعيدة منتصر،اختصاصية في الأمراض الباطنية، إن التسممات الغذائية حالة مرضية تصيب الإنسان نتيجة تناول طعام أو ماء ملوث، يحتوي على مايكروبات أو سموم، تفرزها بعض الجراثيم أو مواد كيماوية.

وأكدت منتصر، في حديثها مع quot;إيلافquot;، أن أعراض التسمم quot;تظهر بعد ساعات أو أيام عدة على شكل غثيان، وقيء، ومغص أو إسهال، وقد تظهر هذه الأعراض مجتمعة أو بعض منها، وتختلف شدة الإصابة، حسب المادة والكمية المتناولةquot;.

وأشارت الاختصاصية في الأمراض الباطنية إلى أن أهم أنواع التسممات الغذائية وأكثرها شيوعًا هي quot;البكتيريا الممرضة، وهي كائنات حية دقيقة موجودة في كل مكان، في الهواء والماء والتربة، ويمكن أن تكون في الأغذية، وتتكاثر بسرعة كبيرة عندما تتهيأ الظروف المناسبة لها، كارتفاع درجة الحرارة، وتؤدي إلى حدوث تسممات غذائية، إذا تناول الإنسان طعامًا أو شرابًا ملوثًا بهذه البكتيرياquot;.

وأوضحت منتصر أن الجراثيم quot;تنتقل إلى الأغذية، مباشرة من مصدر العدوى إلى الغذاء، أي الإنسان المريض، أو حامل المرض، أو الحيوان المريض ومنتجاته إلى الغذاء، وبطرق غير مباشر بوساطة الأواني والأدوات الملوثة، أو عن طريق الحشرات والقوارضquot;.

حول طرق الوقاية من هذه التسممات الغذائية، ذكرت أنه أثناء مرحلة إعداد الطعام وحفظه، يجب اتباع أمور النظافة العامة، وعدم السماح للمصابين بجروح، أو خدوش ملتهبة أو دمامل بتحضير الأغذية، وعدم العطس أو السعال فوق الطعام، وغسل الخضر والفواكه جيدًا بالماء النظيف، الذي مصدره شبكة المياه، خاصة التي تؤكل نيئة بدون طبخ، مثل الخس، والخيار، والبقدونس، والنعناع، وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل إعداد الطعام، أو بعد ملامسة أي طعام فاسد، وبعد تنظيف الدجاج، أو اللحوم، أو الخضر، وبعد استعمال المرحاضquot;.

مضيفة أنه يجب طبخ الطعام جيدًا، quot;لقتل الجراثيم الممرضةquot;، مشددة في السياق عينه على ضرورة quot;تقطيع اللحوم إلى قطع صغيرة، وغلي الحليب جيدًا قبل تناوله، وحفظ الأطعمة سريعة الفساد في الثلاجةquot;.

وتؤكد أن اللحوم والدجاج والحليب ومشتقاته quot;يفضل أن تؤكل كلها في وجبة واحدة من دون إبقاء كميات فائضة منها، وإذا تعذر ذلك فيجب حفظها بالثلاجة، وفي حالة إعادة تسخين الطعام المطبوخ يجب تسخينه جيدًا ولمدة كافية، مع ضرورة عدم ترك أي نوع من الطعام مكشوفًا بعد الانتهاء من عملية التحضير، وفي حالة عدم استهلاك الطعام فور طبخه يجب حفظه بالثلاجة، وحماية الأطعمة من الحشرات والقوارضquot;.

وتنصح منتصر أنه أثناء مرحلة تناول واستهلاك الطعام، quot;يجب تجنب شراء الأطعمة والأشربة المختلفة من الباعة المتجولين لعدم توافر الشروط الصحية في ما يتعلق بتحضير هذه الأطعمة، أو عرضها للبيع مكشوفة في درجة حرارة عالية ومعرضة للغبار والذباب، إضافة إلى العادات غير السليمة التي تميز الباعة المتجولين في تعاملهم مع المواد الغذائية، والانتباه إلى مدة صلاحية المواد الغذائية، وعدم شراء أو استهلاك مواد غذائية منتهية الصلاحية، أو إذا كانت المعلبات مثقوبة، أو منفوخة، أو صدئة لأنها فاسدة، وتسبب أضرارًا خطرةquot;.