يتم التعريف عن الفتق (Hernia) في البطن بأنه خروج أحشاء من البطن عبر فتحة في جدار البطن. أما حرقة المعدة التي تصعد وصولاً الى الحنجرة فانها بين الأعراض الكلاسيكية لارتجاع حموضة المعدة (gastroesophageal reflux) الذي يحدث عن اندفاع عصارة المعدة، التي تحتوي على حموضة عالية، إلى أسفل المريء. عادة، يشتكي معظم المرضى من آلام وحرقة في المنطقة السفلية من الصدر. في حال الاصابة بحرقة المعدة، بين الفينة والفينة، فان الانعكاسات السلبية على الصحة عابرة. أما في حال كانت وتيرة تكرار هذه الحرقة، عالية، فان خبراء الصحة السويسريين سرعان ما يصنفوا المرض بأنه مرض ارتجاع حموضة المعدة. في الحقيقة، فان أعراض هذا المرض قاسية. أما تداعياته على الصحة، فهي أقسى!
في سياق متصل، يشير الطبيب الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي أليكساندر ماير في حديث الى quot;إيلافquot; الى أن الطعام يمر من الحنجرة نزولاً الى المعدة عن طريق الفتحة العلوية للمعدة، المسماة quot;الفؤادquot; (cardia). بعد دخول الطعام الى المعدة فان هذه الفتحة تنغلق. وفي حال لم تعمل هذه الفتحة جيداً فان جزء من الطعام يعود الى الوراء جارفاً معه المادة الحمضية نحو الحنجرة. وفيما يلي نص اللقاء معه:
-ما هي أسباب حموضة المعدة؟
عادة، تتعلق هذه الأسباب بعطل quot;ميكانيكيquot; يصيب quot;الفؤادquot; أي الفتحة العلوية للمعدة. كما أن الحمية الغنية بالدهون إضافة الى التدخين والافراط في شرب الكحول والقهوة لها دور في ذلك. أذكر، بين هذه الأسباب أيضاً، الاصابة بالفتق الفرجوي (hiatal hernia) حيث تندفع فيها المعدة إلى الأعلى من خلال فتحة الحجاب الحاجز، لتدخل تجويف الصدر.
- كيف نتمكن من التعرف على ارتجاع حموضة المعدة؟
يوجد أعراض معيارية كما حرقان المعدة والشعور بعملية هضم بطيئة. أما الأعراض، غير المألوفة، فهي تتمثل في السعلة ووجع في الصدر. عادة، يكفي الاعتماد على هذه الأعراض لتشخيص ارتجاع حموضة المعدة. وفي حال كانت الاضطرابات الهضمية من الفئة quot;الكلاسيكيةquot; فان تفاعل المريض ايجابياً مع العلاج يؤكد لنا ما كنا نشكك به. هنا، ألفت النظر الى أنه في حال كان عمر المريض قد تجاوز الخمسون عاماً، واذا ما كانت أعراض ارتجاع حموضة المعدة ترافقه منذ سنوات أم أنه مصاب بفقر الدم أم خسارة في الوزن أم عملية مرور صعبة ومؤلمة للطعام عبر الحنجرة، فانه من الأفضل اخضاعه لعملية تنظير للمعدة. فهذه العملية تخولنا تحديد الوضع الصحي لمخاط المريء وبالتالي توضيح مصدر جرس الانذار الصحي. في بعض الأحيان، عندما يكون وضع المريض معقد، فاننا نلجأ الى فحص معروف باسم (pH impedenzometry).
-ماذا يحصل عندما يتجاهل المريض مرضه، أي ارتجاع حموضة المعدة، لسبب من الأسباب؟
عندما يرتفع عدد مرات الاصابة بارتجاع حموضة المعدة، فان الحامض الكلوريدري، الموجود في السائل الذي يصعد الى الحنجرة، قد يسبب بالتهاب مخاط المريء واذن التهاب المرئ (esophagitis) والقرحة. أما التداعيات الجدية، في حال واصل المريض عناده ورفض العلاج، فهي تتمثل في الاصابة بمريء باريت. ما يعني أن مخاط المريء يخضع لتغييرات عدوانية تؤول الى الاصابة بسرطان المريء.
- ما هي العلاجات الممكنة؟
ان تصحيح العادات الغذائية هي الأبرز. دوائياً، نحن نستخدم مثبطات (inhibitors) المضخة البروتونية، وهي المنتج النهائي الذى يؤدى إلى إفراز الحامض من المعدة. تتحكم هذه الأدوية بالأعراض المرضية وتكافح التهاب المريء وتحمي المريض من خطر الاصابة بمريء باريت. في بعض الحالات الاستثنائية، نلجأ الى اعادة وظيفة فتحة المعدة العلوية الى طبيعتها عن طريق تقنية، مضادة لارتجاع المعدة، معروفة باسم (fundoplication laparoscopic).
التعليقات