كشف أطباء متخصصون في الأمراض المعدية في دبي أن مرض الدرن يصيب واحد كل 4 ثوان ويتسبب في وفاة آخر كل 10 ثوان و يصاب بعدوى السل 1% من سكان العالم سنويا.

___________________________________________________________________________________

لا يزال السل يقتل ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين شخص سنوياً وهو ما يتجاوز نسبة ضحايا الإيدز والملاريا وأمراض المناطق الحارة مجتمعة، وتتراوح أعمار ما نسبته 80 % من مرضى من 15إلى 49 عاماً، و يتسبب السل في 9% من وفيات النساء اللاتي تتراوح أعمارهن من 15إلى 24 عاماً في حين تتسبب الحروب في 4% من وفياتهن والإيدز في 3 % وأمراض القلب في 3 % ، الى جانب ذلك هناك ما يقرب من 900 مليون امرأة في العالم مصابة بعدوى السل.

وفي إطار ذلك أعلنت وزارة الصحة الإماراتية إطلاقها لبرنامج وطني بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار مرض الدرن quot;السلquot; في إطار دعم الامارات للحد من انتشار الأمراض المعدية بالمنطقة.

من جانبه أكد الدكتور محمود فكري وكيل وزارة الصحة الإماراتية المساعد للشؤون السياسات الصحية أن الإمارات تعتبر من الدول ذات معدل الإصابة المنخفض، حيث يبلغ معدل الإصابة بالدرن للمواطنين 8/ 100 الف من السكان عام 2010م ،لافتاً أن منظمة الصحة العالمية تستهدف تخفيض معدل الانتشار والوفيات في حلول عام 2015 إلى 50%، مقارنة بعام 1990 وتهدف كذلك إلى اكتشاف 70%من الحالات المعدية سنوياً، ورفع معدل الشفاء إلى 85% للحالات التي تم اكتشافها .

و أوضح الدكتور فكري أن الجهاز التنفسي هو مصدر العدوى الأول، لكون المرض ينتشر عن طريق الهواء، مثله مثل نزلة البرد الشائعة، مشيراً إلى أن الجرثومة تنتقل عن طريق السعال والعطاس والكلام والغناء بواسطة (المتفطرات السلية) الصادرة عن الشخص المريض إلى الشخص السليم بالتنفس إلى أعماق الرئة، وهذه المتفطرات تتلف بسرعة في الهواء والشمس خلال نصف الساعة .

جاء ذلك على هامش ختام فعاليات ورشة العمل التي نظمتها وزارة الصحة الاماراتية في دبي بهدف تدريب الكوادر الطبية والفنية على اساليب رصد ومتابعة وتقييم مرض السل ، حيث تعد تلك الورشة الأولى من نوعها التي تقوم بتنظيمها الوزارة بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في الإقليم، والتي حرصت على مناقشة سبل تطوير برنامج مكافحة الدرن على مستوى الإمارات، كخطوة في طريق إعلان التخلص من الدرن بشكل كامل. وتعد الإمارات أول دولة في إقليم شرق المتوسط تقوم بإعداد وتنفيذ هذه الورشة حول الترصد الوبائي الإلكتروني للأمراض المعدية والترصد الوبائي الالكتروني المفصل حول مرض الدرن.

و قال الدكتور محمود فكري أنه بوجه عام فإن فكره الرصد الإلكتروني تستهدف التجميع المنهجي للمعلومات عبر الوقت والمواقع بهدف تتبع انشطة البرنامج المستمرة، مشيرا إلى أن التدريب الجيد على الأساليب الحديثة للرصد سيوفر لمتخذي القرار في القطاع الصحي لتقصى اثر المؤشرات المرتبطة بالصحة.

ولفت إلى أن الورشة اهتمت بشكل خاص بتدريب الكوادر المعنية في البرنامج الوطني لدحر السل على كيفية التغذية بالمعلومات الضرورية اللازمة لتقنين الوضع ومحاصرة الدرن من خلال آليات منظمة الصحة العالمية.

وأوصت الورشة باعتماد برنامج الرصد الإلكتروني لمرض الدرن واعتماد الدلائل الإرشادية لمعالجة حالات الدرن والإبلاغ عنها وكذلك اعتماد الأدوية الجديدة لاستخدامها في برنامج مكافحة الدرن وهي عبارة عن أربعة أدوية في جرعة واحدة.

وأشار الدكتور فكري إلى أن الورشة أوصت باعتماد مختبر مرجعي وطني داخل الإمارات للأمراض المعدية يشمل على قسم للميكروبات الحيوية ومنها ميكروب الدرن ، إلى جانب التوصية باعتماد الفحوصات الجديدة التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية للكشف عن الدرن والتي تحقق كشفا سريعا خاصة في مراكز فحص العمالة ، وكذلك ترقيم خطوط اتصال عبر الانترنت لمراكز الطب الوقائي في الإمارات للتبليغ الإلكتروني المباشر في الجهات والهيئات الصحية المحلية وفي موقع منظمة الصحة العالمية.

كما أوصت الورشة بضرورة توفير يو اس بي مودم لتأمين الاتصال السريع والمباشر بالإنترنت بحيث يكون مسؤول البرنامج الوطني في كل منطقة متمكناً من الاتصال المباشر في حالة تعطل الخطوط الأرضية.

ومن المقرر وفقا لتوصيات الورشة أن يتم التعاون بين قطاع السياسات الصحية وإدارة البرنامج ومنظمة الصحة العالمية لإعداد استراتيجية جديدة للتعامل مع حالات الإصابة بالدرن، وخاصة طرق المسح والتبليغ والرصد والتقييم، من خلال تقرير ربع سنوي للبرنامج كخطوة لتكثيف الجهود من أجل الحد من انتشار المرض وصولا للتخلص نهائيا منه في السنوات المقبلة.

وذكر أن الأسلوب الجديد سيمكن آليات الرصد من تسجيل البيانات quot;أون لاينquot; على موقع منظمة الصحة العالمية وفق نظام الكتروني لا يقبل المعلومات غير الدقيقة او غير الموثقة، بحيث سيرفض النظام اكتمال دخول وتسجيل البيانات اذا كانت خاطئة.