أعاد الاطباء إهتمامهم بالفضة لما تحتويه على مركبات مقاومة للبكتيريا.

____________________________________________________________
يمكن القول ان التاريخ يعيد نفسه أيضا فيما يتعلق بالمواد التي كان يستخدمها الطب في العصور الماضية ومنها العلاج بالفضة. حيث بدأ هذا المعدن الثمين يشد مجددا اهتمام الباحثين بفضل طاقته المطهرة وقدرتهم المتزايدة لتعديل تركيبته الجزيئية. وكان المصريون القدامى قد استعملوا الفضة كعلاج لمقاومة الالتهابات، وزاد استخدمهم طبيا لها بسبب النتائج الخارقة التي سجلتها يومها من اجل تسريع التآم الجروح لدى الجنود خلال المعارك والحروب من أجل إرسالهم بسرعة الى ساحة الحرب. كما استعملت الفضة في أوروبا خلال القرن الـ18 من أجل شفاء الأطفال الذين يولدون من نساء مصابات بامراض تناسلية مثل الزهري لخفض نسبة الاصابة بالعمى لديهم.

ومع مطلع القرن العشرين زاد الاهتمام بالفضة كعلاج، لكن ظل محصورا ببعض العلاجات ما جعلها قليلة الانتشار مقارنة بعلاجات أخرى الى ان تم حاليا اكتشاف تقنية النانو التي اتاحت الفرصة للعلماء لدمج هذه التقنية بمنتجات ساعدتهم على استغلال طاقة مركبات الفضة الى اقصى حد،وذلك عبر طرق تحرر ايونات الفضة، بعد اكتشافهم انها العنصر الاكثر فعالية للشفاء، ما وفر لهم معرفة أفضل لتحديد نقاط الضعف الموجودة لدى البكتيريا.

ولقد سمح هذا التقدم العلمي الكبير في خفض الاصابات الجرثومية التي تستهدف سنويا ملايين المرضى في العالم، خاصة هؤلاء الذين يعالجون في المستشفيات ببلدان أميركا الجنوبية ويذهب ضحيتها سنويا أكثر من مائة ألف مريض على الاقل، كانوا يعالجون بالطرق التقليدية وهي المضادات الحيوية، وهذا زاد من تكاليف النظم الصحية بشكل كبير بسبب تزايد مقاومة الجراثيم لكافة أنواع الأدوية بشكل ملفت للنظر.

ولقد استفادت احدى الشركات المكسيكية المنتجة للعقاقير من فوائد الفضة وتقينة النانو لصنع دواء لمعالجة الالتهابات أعطى نتائج واعدة ما سيمكن من توسيع استعماله. ببواسطة تقنية النانو ابتكر العاملون فيها طريقة لفصل وتركيب جزيئيات من الفضة يصل سمكها الى حوالي 10 نانومتر، اي اصغر الف مرة من قطر شعرة الرأس، واضافتها على الأدوية. وبسبب النتائج الايجابية تريد الشركة اليوم انتاج قسطرة مغلفة بالفضة تضخ المضادات المقاومة للآلام تزرع الى جانب الجروح الناتجة عن العمليات الجراحية الكبيرة ، إضافة الى عزمها صناعة أنابيب لينة من المطاط تستعمل لإخراج البول من المثانة لدى بعض المرضى، وهي الحالة الاكثر شيوعا لتعرض المريض للاصابات الجرثومية.