في ظاهرة ايجابية تنم عن وعي صحي تفحص الكثير من دكاكين الغذاء في العراق علب الغذاء المعلبة قبل عرضها على الجمهور. ويقول سليم هاشم وهو مفتش صحي ان المطاعم في بغداد بحسب جولاته التفقدية أصبحت على مستوى عال من النظافة والتنظيم.
يعزل سعد الشريفي صاحب (سوبر ماركت السنابل) في كربلاء (105 كم إلى الجنوب الغربي من بغداد) العشرات من عبوات الأغذية المعلبة غير الصالحة ، بعدما وردته من المنشأ وهي منتهية الصلاحية .لكن الشريفي لا يرى ان المنشأ يفعل ذلك عن قصد ، بل هو خطأ بشري ليس أكثر .
وبسبب الوفرة الغذائية وازدياد القدرة الشرائية للمواطن العراقي ، يشهد السوق العراق أنواعا من الأغذية عالية الجودة سواء تلك المصنعة في الداخل أو المستوردة من دول الجوار مثل تركيا وإيران والأردن وسوريا والسعودية .
يقول سليم هاشم وهو مفتش صحي ان المطاعم في بغداد بحسب جولاته التفقدية ذات مستوى عال من النظافة والتنظيم. وبحسب هاشم فانه على الرغم ان أغلب هذه المطاعم تقدم وجبات غذائية تحتوي كميات كبيرة من الدهون الا انها تمتاز بجودة الأكل الذي تقدمه ونكهته العراقية المتميزة .
وبحسب هاشم فانه قياسا الى دول الجوار فان المطاعم العراقية اليوم لاسيما في مراكز المدن الكبرى ، تتفوق على مثيلاتها في دول الجوار .
ويتابع : تنظم الجهات الرقابية في وزارتي الصحة والتجارة جولات تفقدية لدكاكين بيع الاغذية ومصانع الغذاء والمطاعم .
وكانت سنوات الحصار الاقتصادي على العراق والسنوات التي تلت عام 2003 شهدت انخفاض مستوى جودة الغذاء الذي يتناوله الفرد العراقي.
وطيلة فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي أدى تدهور الــــرواتب والأجــــور الى انخفاض القيمة الغذائـية لوجبات الطعام اليومية للعراقيين .
ولم تفلح البطاقة التموينية في توفير غذاء جيد وصحي في كل الأوقات . ويتذكر علاء مقبول كيف كان يقضم الحصى في فمه مع الرز والخبز في فترة الثمانينات. يتابع مقبول : اليوم يتوفر السوق العراقي على أجود أنواع الرز ومن مختلف الاصناف .
الأخطاء و الجشع
ويرى مقبول ان توفر أغذية فاسدة في السوق العراقي امر مبالغ فيه فلا توجد دولة لا يحتوي سوقها على أغذية فاسدة بسبب الأخطاء البشرية أو الجشع التجاري . وعلى عكس السنوات السابقة فان الدولة العراقية ماضية اليوم في تفعيلاللجان التفتيشية والرقابية في الكمارك للحيلولة دون دخول البضائع الفاسدة الى السوق .
وعدا الفعاليات الحكومية فانه على المستوى الشعبي ، يتلمس المرء ازدياد وعي الفرد بالأمن الغذائي وحرصه على تحسين وتنظيم سلامة غذائه. ويعد العراق من أوئل الدول التي شرعت في الرقابة الصحية منذ الثلاثينيات من القرن الماضي عبر لجان متخصصة في وزارة الصحة .
فحص مستوى التلوث الجرثومي والكيمياوي
ويقول غانم سعدي ، صاحب دكان لبيع الالبان ، ان مصدر بضاعته معامل عراقية تحرص على فحص منتجاتها ، وتقيس مستوى التلوث الجرثومي والكيماوي. ويضيف ... طيلة سنوات لم تحصل حالة تسمم واحدة ، كما ان الإقبال يتزايد على بضاعة اللبن العراقي . ومقارنة بالبضاعة الإيرانية والسعودية من الألبان ، فان المنتج العراقي يقف بموازاته ، لكنه يحتاج الى الدعم .
وكان السوق العراقي شهد غزو البضاعة الفاسدة بعد عام 2003 مباشرة بسبب الانفلات الرقابي لاسيما على البضاعة الداخلة من خارج الحدود.
وفي الوقت الذي تمتلئ فيه الدكاكين والمجمعات التسويقية بالأغذية من مختلف المناشيء فان العراقي يسترد ثقته من جديد بما يتوفر في السوق .
وتقول حليمة حسين ( طبيبة أطفال) انها واثقة من جودة الغذاء المتوفر ، وبعضها يحمل ماركات عالمية ، كما ان المنتجات المستوردة من دول الجوار مثل ايران وتركيا فانها على الرغم من ارتفاع أسعارها الا أنها تناسب الذوق العراقي .
سوق الشورجة
وتروي حليمة ان مستوى جودة البضاعة المعروضة في سوق الشورجة ليس عليها غبار اليوم الا في حالات قليلة ن بعدما كانت في وقت من الأوقات ، مرتعا للأغذية الفاسدة . وفي شارع 14 رمضان في بغداد ، يتلمس المرء حجم ثقة الفرد بالمطعم العراقي حين يرى حشود الناس وهي تتدافع على سلسلة المطاعم الفخمة التي يزدحم بها الشارع . ويتكرر الأمر نفسه في منطقة المنصور و الاعظمية . كما يحرص طلاب الكليات في باب المعظم على ارتياد المطاعم القريبة لجودتها وحرصها على النظافة .ويتردد الطالب الجامعي احمد حسين على مطعم ( فرفور ) لانه نظيف بشكل يبعث على الارتياح .
كما تتردد عوائل عراقية على مطاعم اشتهرت بتقديمها الاكلات الصحية ذات النكهة العراقية مثل شاطيء المرجان بالعرصات ومطعم الريف.
ويقول كامل حسن الذي يصطحب زوجته وطفليه الى احد تلك المطاعم .. العراق بدا يثق في البضاعة سواء في المطعم أو المجمع التسويقي.
كما تحفل مراكز مدن العراق بمراكز تسويق للمواد الغذائية ذات فخامة عالية وحرص على تقديم المنتج الصحي. ويقول قيس حسين صاحب مطعم الزيتون في بابل(100 كلم جنوب بغداد) ان علامات الترف بدأت تظهر في الحياة العراقية ويقابل ذلك حرص على الصحة وسلامة الغذاء .
لكن هناك من العراقيين من يدعو الى رقابة اشد على مطاعم الشوارع الخارجية على أطراف المدن ، فاغلب هذه المطاعم لازالت دون المستوى المطلوب صحيا وبيئيا . وفي اغلب مدن العراق أسست الكثير من المعامل الصغيرة والكبيرة لإنتاج المواد الغذائية لكن أغلب هذه المعامل لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية بسبب انقطاع التيار الكهربائي. ويدعو صناعيون عراقيون الدولة الى دعم معامل التصنيع الغذائي بغية توفير الاكتفاء الذاتي للسوق المحلية والتقليل من استيراد المواد الغذائية التي تكلف البلد مبالغا كبيرة.
التعليقات