قال رئيس أكبر منظمة خيرية لمكافحة السرطان في بريطانيا ان فهم المرض يتقدم بخطى متسارعة مع اقتراب موعد الاختبارات الوراثية على أورام 9000 مريض شُخص لديهم المرض حديثا.
_________________________________________________________________
قال رئيس مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية هربال كومار ان نقلة نوعية حدثت في فهم مرض السرطان ولماذا يحدث ولماذا لا يحدث لدى البعض ولماذا ينتشر في أنحاء الجسم واصفا المرحلة الحالية بأنها quot;عصر ذهبيquot; في كشف أسرار هذه المرض المميت.
وستبدأ الاختبارات المدعومة من وزارة الصحة ومؤسسة أبحاث السرطان في ايلول(سبتمبر) في 7 مستشفيات مختلفة في بريطانيا. ويعتقد علماء ان النتائج يمكن ان تحدث انقلابا في علاج السرطان.
وتهدف الاختبارات الى تحديد العقاقير الموجودة ذات التأثير الملموس في أمراض السرطان. ويمكن ان تمهد الطريق لاكتشاف أدوية جديدة quot;مشخصَنةquot; بمعنى تصنيعها خصيصا للمريض المصاب بالمرض أو تستهدف التكوين الوراثي لسرطان الفرد وبالتالي تكون اشد فاعلية من العقاقير العامة.
ويُفترض ان يؤدي المشروع الذي يستمر عامين الى كشف كامل لاختبار الاورام وراثيا في عموم مؤسسات الخدمة الصحية العامة في بريطانيا. وقدمت الحكومة دعمها لزيادة الاختبارات الوراثية في اطار خطة وطنية عامة ضد السرطان تعتقد مؤسسة ابحاث السرطان انها ستحدث تغييرا جذريا في طرق علاج المرض.
ونقلت صحيفة الغارديان عن رئيس المؤسسة كومار انه لا يحاول ان يرسم صورة وردية quot;تقول اننا نعرف كل شيء ، لأننا لا نعرف كل شيء ولكن معرفتنا تتنامى بمتوالية هندسية ونكتسب كميات ضخمة من المعرفة بمرور الأشهرquot;.
وأضاف كورمار انه ليس من المبالغة القول اننا ننظر اليوم الى مستقبل علاج السرطان ومستقبل الطب. وان هذا لا يصح على السرطان بل على الطب عموما.
والمعروف ان غالبية الأدوية تكون مجدية مع بعض الأشخاص وغير فاعلة مع البعض الآخر. وفي بعض الأمراض مثل السرطان فان مفعولها لا يظهر إلا في نسبة صغيرة من المرضى.
ومثلما ان الحمض النووي يختلف من شخص الى آخر فان الأورام السرطانية ايضا تختلف حسب الشخص.
وستُخضع خلال الفحوص التي تبدأ في أيلول(سبتمبر) عينات من أورام مصابين بأكثر انواع السرطان انتشارا ـ الثدي والأمعاء والرئة والبروستاتة والجلد والمبيض ـ لسلسلة من الاختبارات. وستختبر العملية امكانية اجراء فحوص وراثية لجميع مرضى السرطان بكلفة زهيدة. كما انها يمكن ان تبني قاعدة بيانية للباحثين بمتابعة ما يحدث للمرضى.
ولا يؤثر التكوين الوراثي للسرطان في تحديد نوع العقاقير المجدية فحسب بل وفي مدى فاعلية الجراحة والعلاج الكيمياوي ايضا.
وقال كومار ان من الجائز ان يجد الباحثون ان عقاقير قديمة أو صُرف النظر عن استعمالها ستكون مجدية مع بعض المرضى بعد زمن طويل على وقف استعمالها لأنها في حينها لم تكن ذات تأثير محسوس في جماعات كبيرة. ولم يستعبد كومار ان تكون quot;أدوات عديدة متاحة لنا الآن ولكننا لا نعرف كيف نستخدمها على الوجه المطلوبquot;. وقال ان هناك ادوية ناجعة لعلاج الكثير من المرضى ولكنها لا تجدي مع آخرين.
اعداد عبد الاله مجيد
التعليقات