بينت دراسة حديثة أن تفاعالات الانسان الاجتماعية تساهم إيجابا في انقاص الوزن.

_________________________________________________________________

بعيداً عما يتم بذله من جهد أو ما يتم تناوله من أدوية وعلاجات بغية إنقاص الوزن، والتخلص من الدهون الزائدة، التي تعد مشكلة مؤرقة لكثيرين، توصلت دراسة حديثة إلى طريقة في غاية البساطة يمكن الارتكاز عليها لتحقيق تلك الغاية المنشودة، وذلك بعدما تبين أن تفاعالات الانسان الاجتماعية تساهم إيجابا في انقاص الوزن.

فمن خلال التجربة التي أجريت على مجموعة من فئران التجارب، خلص الباحثون إلى أن الفئران التي وُضِعت في أجواء يتزايد بها أجواء التواصل الاجتماعي فقدوا كميات دهون أكبر من تلك التي فقدتها الفئران التي وضعوها بمفردها في ظروف مختبرية قياسية. وقال الباحثون إن السر وراء ذلك ربما يكون على علاقة بتلك الدهون التي يطلق عليها الدهون البنية. فعلى عكس الدهون البيضاء غير المرغوب فيها، والتي تتراكم حول منطقة الوسط، تحتوي الخلايا الدهنية البنية على الميتوكوندريا الحارقة للطاقة والتي تتميز بلونها الداكن، وتستهلك السعرات الحرارية بدلاً من تخزينها ndash; وهدف تلك الخلايا الأساسي هو تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق حرق الطاقة من أجل الحصول على حرارة. هذا ويُولَد الانسان بكميات كبيرة من الدهون البنية، التي تعتبر أفضل وسيلة ممكنة للحفاظ على درجة حرارة الجسم خارج الرحم، غير أن كل هذه الكميات تتناقص وتقل مستوياتها كلما تقدم الانسان في العمر.

وسبق أن أظهرت دراسات أجريت من قبل أن الاحتفاظ بمزيد من الدهون البنية يرتبط بقدرة أفضل للتحكم في الوزن. ووجدت أبحاث حديثة أن هناك ثمة أشياء يمكن أن يقوم بها الأفراد البالغون لدعم مستويات الدهون البنية مثل حث الجسم على تدفئة نفسه. ووجدت لي كاو وباحثون آخرون في جامعة ولاية أوهايو طريقة أخرى للاستفادة من الدهون البنية والمساعدة في الاحتفاظ بجسم ممشوق وأكثر نحافة. فعندما وضعوا مجموعة من فئران التجارب في بيئات تشكل تحدياً من الناحية الاجتماعية، وجدوا أن تلك الحيوانات كانت قادرة على تحويل مزيد من الدهون البيضاء لديهم إلى دهون بنية مستهلكة للسعرات الحرارية. كما وجدوا أن تلك الفئران فقدت مزيداً من الدهون في منطقة البطن عن الفئران الأخرى، وتبين للباحثين أيضاً أنه حينما تغذت فئران المجموعة الأولى أطعمة غنية بالدهون، اكتسبوا وزناً أقل.

ونقلت مجلة التايم الأميركية عن أحد الباحثين قوله :quot; تظهر نتائجنا أننا إن تمكنا بقدر ما تنشيط الجهاز العصبي، فسيعمل ذلك على تحويل الدهون البيضاء لكي تصبح أقرب ما تكون إلى الدهون البنيةquot;. كما اتضح أن الاجهاد قد يدفع الجسم أيضاً لحرق مزيد من السعرات الحرارية من خلال مبادلة مزيد من الدهون البيضاء بخلايا دهنية بنية.