أظهر دواء يستخدم لعلاج مرض الشلل الرعاش (باركنسون) فاعليته في علاج أمراض خطيرة في الدماغ لا علاج لها.


قال علماء أن جرعات يومية من دواء يوصف لمعالجة مرض باركنسون أو الشلل الرعاشي كما يُسمى أيضا ، أثبتت فاعليتها في تحسن حالة أشخاص تعرضوا الى إصابات خطيرة في الدماغ كان يُعتقد أنها بدون علاج. ويعتبر هذا اول دليل حتى الآن على وجود طريقة لمساعدة هؤلاء المرضى.

ولفت العلماء الى ان التحسن كان متواضعا ولا يرقى الى مستوى العلاج أو طريقة سريعة quot;لإيقاظquot; مصاب ظلت أعصابه معطلة فترة طويلة ولكنه تقدم مهم وإذا تكرر يمكن ان يمنح الأطباء أداة لم تكن متاحة لهم من قبل ، أي علاج متعارف عليه لاصابات غير معهودة أو متوقعة من حيث تأثيرها في الدماغ.

ويعيش نحو 50 الى 100 الف أميركي في حالة من شبه غياب الوعي وربما 15 ألفا آخرين في حالة غيبوبة دماغية. وبحسب أرقام وزارة الدفاع فان أكثر من 6000 جندي تعرضوا الى إصابات خطيرة في الدماغ منذ عام 2000 ويمكن أن يكون العلاج الجديد مفيدا لحالتهم.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الدكتور رامون دياز اراستيا مدير الأبحاث السريرية في مركز علم الأعصاب والطب التجديدي في جامعة القوات المسلحة للعلوم الصحية في الولايات المتحدة ان الدراسة الجديدة تضع مضمار الاصابات الدماغية على الدرجة الأولى من السلم المؤدي الى تطوير علاجات علمية. وان هذا العلاج يمكن ان يكون مفيدا لمن يعانون من اصاب أخف مما تناولته الدراسة.

وكان الأطباء جربوا استخدام العقار الذي يوصف لمرض باركسنون وهو الامانتادين هيدروكلوريد ، وعقاقير أخرى لعلاج الاصابات الدماغية الحادة بنتائج متناقضة وغير مؤكدة. وأشارت دراسات سابقة لعقار الامانتادين الى فائدته ولكن لعدد صغير من المصابين في الدماغ ولم يكن الخبراء متأكدين من النتائج.

ولكن نتائج الدراسة الجديدة انهت هذه الشكوك باختبار العقار مقارنة مع دواء وهمي (بالاسبيو) في مجموعتين كبيرتين من المرضى.

وعمل فريق يضم باحثين من 11 مستشفى على 184 مريضا تعرضوا مؤخرا الى اصابات شديدة في الدماغ نتيجة حوادث سير أو ضربات في الرأس. وكان بعض افراد العينة في حالة من شبه غياب الوعي حيث يتنفسون وتكون عيونهم مفتوحة لكنهم لا يستجيبون للتعليمات التي تصدر اليهم اثناء اليقظة ، والبعض الآخر في ما يُعرف بحالة الحد الأدنى من الوعي ، يستطيعون تتبع الأشياء واطاعة التعليمات بين حين وآخر ولكن بردود افعال لا يمكن التنبؤ بها.
وبعد أربعة أسابيع من العلاج درس الباحثون تحسن حالة المرضى مستخدمين مقياسا لقدراتهم من صفر لغياب أي إعاقة دماغية الى 29 لغياب أي استجابة عصبية للتعليمات.

وطرأ تحسن على جميع المرضى تقريبا خلال الأسابيع الأربعة ، كما كان متوقعا لأن إصاباتهم حديثة العهد وفي السنة الأولى من الاصابة الدماغية يسترد غالبية الأشخاص بعض الوظائف حتى وإن كانوا لا يستعيدون وعيهم الكامل لاحقا.

ولكن المجموعة التي عولجت بعقار الامانتادين سجلت تحسنا أكبر ، بواقع درجتين على المقياس دون ظهور آثار جانبية سلبية. وعندما اوقف الأطباء اعطاء العقار للمرضى تباطأت معدلات تحسن حالتهم ولحق بهم افراد المجموعة التي كانت تتلقى الدواء الوهمي.

ويعمل الامانتادين ، من بين تأثيرات أخرى ، على زيادة نشاط الهرمون دوبامين الذي يوجد بتركيز عال في المناطق الأمامية من الدماغ المسؤولة عن الانتباه والتخطيط وتنفيذ افعال واستجابات واعية وتكون معطلة جزئيا أو بصورة تامة في الأشخاص الذين تعرضوا الى إصابات دماغية شديدة.

اعداد عبد الاله مجيد