حوار مع الفنان الكاريكاتير عماد حجاج

حاورته كوليت أبو حسين: يبدو عماد حجاج رسام الكاريكاتير الأردني، صاحب شخصية أبو محجوب الشهيرة، الفنان الأكثر قربا لنبض الشاعر الأردني وحس الناس، ففن لكاريكاتير بطبيعته ليس فنا نخبويا، وأحد ميزاته بل ضروراته أن يكون قادراً على الوصول إلى كافة شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتهم التذوقية أو التعليمية. ولهذا لا يجد حجاج حرجا في استخدام تفاصيل حياة الناس اليومية العادية، بل انه يبدع في ذلك، ابتداء من استعمال لغتهم اليومية العادية الدارجة وانتهاء بتفاصيل الواقع الذي يعيشونه؛ من تفاصيل المشهد من الخرابيش على الجدران أو التفصيلات الدقيقة في تمديدات المياه والأرصفة و حتى ملامس الجدران. كل هذه التفاصيل يعتبرها عماد حجاج جزءاً من شخصية المكان الذي عاش فيه وأحبه ويعيد تقديمه من خلال الكاريكاتير. مع صاحب شخصية quot;أبو محجوبquot; وتجربته مع الناس والجرائد وفصله من جريدة الرأي التي كان رسامها لسنوات، بسبب كاريكاتير، كان هذا الحوار.

* بعد تجربتك مع جريدة الرأي و فصلك منها اثر نشر إحدى رسوماتك، هل أصبحت أكثر حذرا؟ هل أثر هذا على جرأتك في النشر؟!
- هي تجربة صعبة بالنسبة لي... لن أجامل ولن أكذب و لن أدعي العكس وقد اثرت في كثيرا.. فقد اكتشفت بعد هذه التجربة بأن قيمة الفنان ليس في الاردن فقط وانما في معظم الدول العربية ما زالت قيمة هامشية محاطة بصورة نمطيمة سيئة ليس فقط من قبل الناس وانما من قبل المؤسسات ولذلك سيكون الحلقة الاضعف في أي صراع مع أي جهة كانت... أصبحت أكثرا حذرا نعم وهذا شيء مؤسف أقوله.. اسوأ شيء لفن الكاريكاتيرالذي هو في الأصل فن الحرية وفن الخطاب المفتوح للناس هو أن يوارب الانسان فيه أو يخفف من نبرته خوفا من ان يفصل او ان يخضع للخطوط الحمراء ويضطر لأن ينزّل سقفه حذرا..

* ماهي المسؤولية التي يتحملها فنان الكاريكاتير بشكل عام وعماد حجاج تحديداً والكل يدرك قدرتك على التأثير في الرأي العام الأردني..؟؟
- أنا أنطلق من شيء أعتقد انه رسالة سامية وانه باستخدام فن دارج ومحبوب من الناس وهو في الكاريكاتير، أوصل رسائل هادفة تصب كلها في قيم سامية أعتقد أنها الأنسب

من أعماله
نا جميعا.وقيمة هذا الفن انه في عصر السرعة هو الأكثر تناولا في المواد الصحفية لأن الكاريكاتير يعطينا مادة بصريه مركزة تأتينا منها الرسالة دون عناء كبير، تأتي بقالب مقبول ومحبب الا وهو قالب السخرية. السخرية ليست المفرغة من أي مضمون او محتوى، او السخرية لمجرد السخرية بل السخرية الهادفة التي توصيل الرسالة والتي تعمل على تحسين واقع الناس، تغيير صورهم النمطية عن بعض الاشياء والمواقف والسياسات.

* هل الاعتماد على استخدام الكلمات في الرسم الكاريكاتيري يحد من جعل الكاريكاتير عالمياً؟ كيف تتعامل مع الموضوع في ظل وجود اكثر من مدرسة للرسم الكاريكاتيري في العالم؟
- أولا.. لا يوجد تعريف واحد لفن الكاريكاتير، مع الإقرار بأنه يوجد مدارس موجودة فعلا لفن الكاريكاتير.. المفهوم الاكاديمي لفن الكاريكاتير ربما عيبه انه نخبوي احيانا وخاصة عندما نتحدث عن مجتمعات محلية مثل مجتمعاتنا.. في هذا السياق يكون الاسلوب الاخر.. وهو اختلاق شخصية مثل شخصيتي ابو محجوب.. حيث تستخدم الكلمات والامثال الشعبية الدارجة و المحكية.. و بدلا من ان يكون اختزال للفن يكون هناك تكثيف في التفاصيل..
نحن الشعب الاردني، شعب محافظ قليلا.. لكن هذا لا يمنع ابدا من ان توجد شخصية ساخرة لا تتحرج من مناقشة قضايا كثيرة ابتداء من القضايا العائلية وانتهاء بالمشاكل الاقتصادية الاجتماعية.. فتجدين ابو محجوب تارة في غرفة نومه يحادث زوجته و تارة موظفا صغيرا يقوم بعملية فساد او رشوة..و بعدها قد تجدينه ملاكا أو حتى مجرد مواطن فقير الحال ينأى تحت متطلبات الحياة اليومية من مصروفات مادية الى اخره.. وفي اليوم الاخر تجدينه موظفا حكوميا بيروقراطيا متسلطا يخضع الاخرين لشروطه و روتينه..

* ألا ترى أن تحويل أبو محجوب الى فيلم كرتوني قد يفقده شيئا من غواية الصمت؟؟ خاصة أن كثيرين لم يتوقعوا ان يكون له هكذا صوت؟
- انا اعمل على هذا المشروع من حوالي خمس سنوات وكانت فترة طويلة من التجارب.. في النهاية كان يجب ان يتحول ابو محجوب لفيلم كرتوني، ولأنني مقتنع كرسام أن التطور الطبيعي لأي شخصية كرتونية ناجحة هو أن يتحول لرسوم متحركة، شأنها شأن أي شخصية كرتونية عالمية. فكان أن عملنا انتاجنا السابق في رمضان الماضي وطلع ابو محجوب بشكل متحرك، الإنتاج لم يكن كاملا، كان هناك الكثير من الثغرات، أنا اعترف، لكن الشيء الايجابي اننا قدمنا لاول مرة انتاج رسوم متحركة أردنية بالكامل، و وجدنا من حيث المبدأ قبولا عاليا للفكره وهناك الكثير ممن احبوه، لكن كان هناك الكثير من الاعتراض على قضية الصوت، كثير تخيلو صوت ابو محجوب مغاير لما استمعوا اليه..
في بلد كبدلنا المهم يكون هنالك انتاج رسوم كاريكاتير ورسوم متحركة محلية.. الى جانب ذلك الرسوم المتحركة وسيلة مثلها لا تقل خطورة عن اي وسيلة تعبير فني بصري أخرى والدليل على ذلك جائزة عاليمة كجائزة الأوسكارانتجت قبل سنتين فئة خاصة اسمتها جائزة الفلم المتحرك.اذا استمرينا في مشروعنا فربما نجد ابو محجوب شخصية جاهزة لان يكون فعلا موضوعا لفيلم سينمائي او موضوعا لمسلسل رسوم متحركة اسبوعي ينافش ليس فقط القضايا المحلية في الاردن وانما قضايا المنطقة العربية برمتها.

عماد عيد حجاج في سطور:

bull;مواليد رام الله 1967.
bull;تلقى علومه الابتدائية في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات / الأردن.
bull;حصل في عام 1974 على أول شهادة تقدير للرسم عن مسابقة مدرسية حول موضوع إحراق المسجد الاقصى.
bull;في عام 1986 التحق بجامعة اليرموك لدراسة الفيزياء، ثم تحول عام 1988 لدراسة الفنون الجميلة ليحصل في عام 1991 على شهادة البكالوريس في الفنون الجميلة (فن الجرافيك) مع تخصص فرعي في الصحافة والإعلام.
bull;نشرت أولى رسوماته الكاريكاتورية في صفحات مشاركات القراء في صحيفتي (الدستور) و (صوت الشعب) ومنذ عام 1989 عمل كرسام كاريكاتير سياسي في جريدة (آخر خبر) الأسبوعية. وفي الفترة ما بين 1990 و 1998 عمل في عدة صحف محلية وعربية هي: (القدس العربي) اللندنية، (الوطن) القطرية، (الدستور) و (العرب اليوم) الأردنيتين. وفي الأسبوعيات المحلية: (الأهالي)، (الرصيف ((البلاد)، (المستقبل)، (شيحان)( الصحفي)
bull;عام 1993 انتظم كرسام يومي في جريدة (الرأي) وبقي فيها لغاية عام 2000 حيث فصلته ادارة الصحيفة على خلفية رسم إحدى رسوماته، بالرغم من موافقة الجريدة على نشر الرسم.
bull;عمل في جريدة الدستور الاردنية من العام 2000 حتى منتصف العام 2004.
bull;يعمل الآن في جريدة الغد الأردنية، القدس العربي/لندن، وتظهر رسوماته أيضا على الموقع العالمي
www.cartoonweb.com وموقع www.politicalcartoons.com وعلى موقع خاص به يسمى www.Mahjoob.com.


كوليت أبو حسين، كاتبة وصحفية أردنية، وحوارها مع الفنان عماد حجاج هو حوار إذاعي لبرنامج quot;ثلاثمئة وستون درجةquot; ينشر باتفاق خاص مع إيلاف.
quot;ثلاثمئة وستون درجةquot; برنامج ثقافي إقليمي يغطي مشهد الفنون البصرية والسمعية والمكتوبة في المنطقة العربية بالإضافة إلى تركيا وإيران، يرأس تحريره الشاعر نجوان درويش، والبرنامج يبث في عدة إذاعات عربية.