حوار مع عامر العظم رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
سمية درويش من غزة: قال عامر العظم رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب في حوار خاص مع quot;إيلافquot;، أن بوابة الجمعية الدولية تعد أفضل بوابة عالمية تعنى بشؤون اللغة والترجمة والأدب والثقافة والفكر، منوها إلى أنها تهدف إلى تعزيز حوار الحضارات عن طريق الترجمة وبث الوعي الاجتماعي والنهوض الفكري والحضاري، وترجمة التراث والفكر الإنساني والعربي إلى مختلف اللغات.
وأكد العظم، بأنه على وشك ترخيص الجامعة الدولية الرقمية المفتوحة في النمسا، والإعلان عن فتح باب الاكتتاب العام، مشيرا إلى أنها مشروع استثماري، كما بين انطلاقة الجمعية الأولى في الفضاء الإلكتروني كان له الفضل في هذا التمازج الرائع والتنوع الفريد، كما ان الجمعية رائدة في عصر التكتلات الإلكترونية وبنت مجتمعا افتراضيا رائعا وفكرا مقاتلا.
وفي ما يلي نص الحوار :-
- بداية لو تحدثنا عن فكرة نشأة وتأسيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب؟
تأسست الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب وانطلقت بوابتها في الأول من كانون ثاني quot; ينايرquot; العام 2004 بعد عام ونصف من الحشد والاتصال بالمترجمين وتتم إدارتها من دولة قطر من خلال موقعها على شبكة الإنترنت http://www.arabswata.org ومنتدياتها www.arabswata.org/forums التي تشكل أكبر مخزون فكري وثقافي وإبداعي ولغوي وترجمي استراتيجي للأمة.
ويجدر بالذكر أن بوابة الجمعية الدولية تعد أفضل بوابة عالمية تعنى بشؤون اللغة والترجمة والأدب والثقافة والفكر. ومن الناحية التنظيمية، تتألف الجمعية من هيئة إدارية ومجلس حكماء وممثلين ومحررين ومشرفين .
- ما الهدف من تأسيس الجمعية، وما هي طبيعة الخدمات التي تقدمها؟
تهدف الجمعية إلى تعزيز حوار الحضارات عن طريق الترجمة وبث الوعي الاجتماعي والنهوض الفكري والحضاري وترجمة التراث والفكر الإنساني والعربي إلى مختلف اللغات. وكما هو معلوم للجميع ، فإن quot;الترجمةquot; كفعل حضاري هي مقدمة أساسية لتفعيل حركة النهضة العربية وتحريك هذا الجمود الذي أقعد الأمة. فالترجمة تمد الجسور الحضارية التي تفتح عقول شبابنا وأبناء أمتنا على أفق الوجود من جهة، وتسمح لنا في الوقت نفسه بالتعامل مع الآخر وفق شروطنا الحضارية ذاتها، بقدر ما تعطينا الفرصة للحديث عن أنفسنا بأنفسنا وتجنب تشويه الحقائق والصور الذي يؤثر في سمعتنا في العالم.
- برأيك هل شبكة الانترنت كافية لتعزيز روح الحوار أم أن هناك أفكارا مستقبلية؟
لقد كانت انطلاقة الجمعية الأولى عبر الإنترنت وفي الفضاء الإلكتروني الفسيح خيارا استراتيجيا أسس للجمعية قاعدة راسخة من التعارف والتواصل مع شرائح واسعة من الأكاديميين والمترجمين واللغويين والأدباء والمبدعين والكتاب من مختلف أصقاع الأرض ومن مشرق الوطن العربي ومغربه، الأمر الذي كان له الفضل في هذا التمازج الرائع والتنوع الفريد في أعضاء الجمعية ومتابعيها ومرتاديها واحتوائها لمدارس عدة في اللغة والترجمة.
تعتبر الجمعية بالفعل تجربة عربية رائدة ومتميزة في استخدام الأفق اللامحدود لشبكة الإنترنت والإفادة من يسر وسرعة التواصل عبرها والتطور التقني والثورة الرقمية في إيصال رسالة الجمعية الحضارية وذلك لم يكن سوى بالمتابعة الحثيثة والجهود المخلصة والعمل الدءوب الذي لا يعرف الكلل من قبل القائمين عليها ونحن لا نألو جهدا في المتابعة الحثيثة لكل شؤون الجمعية وأعضائها وفتحها على آفاق جديدة كل يوم.
- ما سر قوة الجمعية وتأثيرها؟
أولا، الجمعية رائدة في عصر التكتلات الإلكترونية وبنت مجتمعا افتراضيا رائعا وفكرا مقاتلا وتتمتع بمصداقية دولية نادرة وهي جمعية الفعل والإنجاز الحضاري. عمرها الآن يزيد عن أربع سنوات وتمتلك خبرة طويلة في العمل التطوعي وتضم آلاف الخبراء والأساتذة والعلماء والأكاديميين والباحثين والمترجمين واللغويين والمستعربين والمفكرين
والمؤرخين والكتاب والشعراء والأدباء الذين يتقنون جميع لغات الأرض وينتشرون فيها مما يجعلنا قوة فكرية عظمى مؤثرة في العالم.
استضفنا وأجرينا حوارات مع أكثر من 80 عالما وعلما ومبدعا ونشرنا أكثر من 150 بحثنا وكرمنا حوالي 270 علما وعالما ومبدعا على مدار ثلاث سنوات وقد احتفلنا في الأول من يناير من هذا العام بتكريم 120 علما وعالما وأديبا ومبدعا ، ولدينا منتديات هي من أغنى وأثرى المنتديات على الإطلاق.
هذا فضلا على أن لدينا مجموعة إخبارية قوامها 5100 عضو وبريد رسمي يصل إلى 48000 مشترك ، ولذا فنحن قوة فكرية وإعلامية عظمى مؤثرة لديها الفكر والترجمة والرجال والتقنية والإعلام، قادرة على إيصال رسالتها وتحقيق أهدافها.
- ما هي أهم المشاريع التي تقومون بها حاليا؟
نقوم بجملة مشاريع تطوعية حاليا وهي:
- مشروع ترجمة التصنيف الشامل للمعارف، وهو تصنيف علمي لجميع المعارف الإنسانية قامت به جامعة لندن ويسمى Broad System of Ordering (BSO) ، وهو متداول في العالم الغربي واستخدامه غير منتشر بما فيه الكفاية في العالم العربي ونظن أن ذلك يعود إلى عدم وجوده باللغة العربية. يقوم على هذا المشروع عشرة مترجمين برئاسة الأستاذ عبد الودود العمراني.
- مشروع إعداد القاموس الإسلامي الموسوعي يشارك فيه 25 مترجما متطوعا برئاسة الأستاذ وحيد فرج.
- مشروع ترجمة دراسات في الرقمية والأدب، يشارك فيه 16 مترجما متطوعا برئاسة الدكتور محمد أسليم.
- مشروع مجلة واتا للترجمة واللغات وهي على وشك الصدور وتتألف هيئة التحرير من عشرة من الأساتذة برئاسة الدكتور فؤاد بوعلي.
- مشروع الجامعة الدولية الرقمية المفتوحة برئاسة الدكتور إبراهيم الداقوقي ، حيث انتهت اللجنة التحضيرية المؤلفة من مجموعة من الأساتذة والأعضاء من وضع التصور النهائي للجامعة وهو مشروع استثماري مفتوح للأعضاء والمهتمين ونحن على وشك ترخيص الجامعة في النمسا والإعلان عن فتح باب الاكتتاب العام.
- تقومون بحملة للدفاع عن الأستاذ الجامعي العربي حاليا، ما أسباب هذه الحملة وأين وصلتم؟
المترجم العربي هو جزأ لا يتجزأ من أمته ، يعيش همومها وقضاياها وأحلامها. ومن هذا المنطلق فقد بدأنا حملة عالمية قبل أسبوعين للدفاع عن الأستاذ الجامعي العربي الذي يتعرض للقتل والتمييز والإجحاف والاضطهاد والترهيب وهو يعيش حالة حصار حقيقي لا تسمح له بالانتعاق والإبداع والتطور. كيف ستنهض الأمة وعشرات آلاف العقول تعيش في عصر الأمية الإلكترونية والتهديد والتهميش؟!.
تدور رحى هذه الحملة على منتديات الجمعية وقد أرسلنا إلى آلاف المسؤولين وأساتذة الجامعات والأكاديميين لتدعم هذه الحملة وهي معركة كبرى ليست سهلة وهي مستمرة وقد تستمر شهورا ونتوقع أن نخرج بتقرير واجب التنفيذ من قبل الجامعات العربية. الواقع العربي لا يترك خيارا إلا المواجهة!.
وبالمناسبة هذه ليست الحملة الأولى ، فقد قمنا بحملات ضد اتحاد الناشرين العرب وشركة ويبستر استمرت سبعة شهور عندما وضعت تعريفات مشينة للعربي في قاموسها وخضنا معركة عالمية باسلة حققت إنجازات عظيمة. فضلا على أننا كنا السباقين في خوض معركة مع الحكومة الدنمركية عندما أساءت للرسول الكريم.
كما أصدرنا العديد من البيانات بشأن حرب إسرائيل على لبنان والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني من قبل الحكومات العربية ووضع اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، ونحن نحمل قضايا أمتنا وسنظل ندافع عنها عربيا ودوليا.
- بلغنا أنكم كرمتم العلماء والمبدعين والمترجمين ومنحتم شهادات الدكتوراة الفخرية للبعض هذا العام، كيف لكم ذلك؟
نعم كما أسلفت ، فقد كرمت الجمعية ، من خلال لجنة التكريم السنوي الثالث ، 120 علما وعالما وأديبا ومترجما ولغويا ومبدعا ومنحت ثماني شهادات دكتوراه فخرية لشخصيات بارزة في مختلف الميادين. وهذا هو التكريم السنوي الثالث وسنواصل هذا التقليد السنوي في الأول من يناير من كل عام إن شاء الله.
- ماذا عن المشتركين بالجمعية ، وماذا يقدمون ، وبالمقابل ما تقدم الجمعية لهم؟
الجمعية لا تفرض رسوما على الأعضاء والانتساب إليها مجاني. نحن مشروع حضاري تطوعي كما تعلمين ، ونصرف على هذا المشروع من جيوبنا ولا يدعمنا أحد ، ونحن نستضيف الأساتذة والمبدعين ونكرمهم وننشر علومهم وأفكارهم ونعرفهم على بعض ونعرف بهم بكل الوسائل المتاحة ونحثهم على التعاون مع بعض وإنجاز مشاريع في الترجمة والتأليف وكنا نتمنى أن يكون لدينا الأموال لإجراء مسابقات ومنح جوائز مالية في القصة والترجمة والإبداع.
- ماذا عن المساعدات المالية التي تقدم للجمعية؟
لا أحد يساعد الجمعية والحمد لله وهي قائمة بجهود ذاتية منذ أربع سنوات. لا تزال بعض الجيوب الثقافية في أيدي أهل الحل والمال العرب ، وهي التي تحصل على الأضواء والتهليل ، ولهذا لن تتقدم ولم تحقق ما يمكن تحقيقه لأنها موجهة وفاقدة للشرعية الفكرية والثقافية والأخلاقية.
لا أحد يدعم الثقافة والإبداع والمبدعين لوجه الله في الوطن العربي ولهذا فنحن واقعيون برغم أننا مقهورون ، لقد حققنا ما هو أهم من المال وهو حشد وجمع هذه العقول العربية في مدينة العقل العربي الشامخ ، لا تبنى الأوطان بالمال بل بالفكر والرجال.
- كيف ترون مستقبل الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب؟
الجمعية هل المستقبل وهي مجمع للطاقات والعقول ومفاعل فكري وحركة فكرية تاريخية وقوة عالمية متحركة ومتمركزة ومستنفرة. هي مشروع نهضة الأمة ووطن حر لجميع المبدعين والمثقفين الأحرار وأدعو جميع المبدعين الناهضين والشامخين إلى الالتحاق بهذا الصرح الحضاري العربي العظيم.
- هل من كلمة أخيرة توجهها لأهل الحل والعقد والمال؟
أقول لهم quot;كفى ثم كفىquot; لا يليق بأمة أن تتجاهل صرح عربي عظيم لأربع سنوات يضم آلاف العقول وقادر إلى إنجاز الكثير للأمة ، ترجمة وفكرا وبناء! ، نريد دعما عربيا لوجه الله غير مشروط وبقعة صغيرة حرة في مكان ما على الأرض العربية حتى نعمل ونفكر ونبدع.
التعليقات