إيلاف من الرياض: كشف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بأن العاهل السعودي حذر رئيس الوزراء الإيراني أحمدي نجاد بأن التهديد الأميركي بضرب إيران هو أمر ملموس، وتهديد حقيقي، موضحاً أنه ليس على الإيرانيين الاستعجال في تخصيب اليورانيوم.وأوضح الفيصل بأن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال لنجاد صراحة quot; إنك تتدخل في الشؤون العربيةquot;، وقال الفيصل quot;قلنا لهم إن ذلك لن يفيدهم (أي التدخل في العراق)، وإنما سيعود عليهم بقدر أكبر من الضرر. لكننا لم نضع أنفسنا مطلقاً موضع نزاع مع إيران. أبلغنا الإيرانيين بأن تدخلهم في الشؤون العربية يخلق رد فعل غاضباً في العالمين العربي والإسلاميquot;. وكان نجاد قد زار السعودية في الرابع من مارس الماضي والتقى العاهل السعودي.
جاء ذلك في حوار الأمير سعود الفيصل مع مجلة quot;نيوز ويكquot; الأميركية، نشرت صحيفة quot;الحياةquot; اللندنية ترجمة له، فيما يلي نصها:
إنها كل هذه الأشياء مجتمعة، الشعور بأن أموراً تحدث في العالم العربي وكأنه لا توجد شعوب في المنطقة لديها إرادتها المستقلة الخاصة بها، لا توجد شعوب في المنطقة يمكنها أن تحمي مصالحها، أو حتى أراضيها. إضافة إلى ذلك، كان هناك ذلك القتال الضروس بين الفلسطينيين أنفسهم (في وقت سابق
هذا العام)، الذي أعتقد أنه حقيقة أوجد شعوراً في نفس الملك بأن دماراً سيحدث في العالم العربي، وإذا لم نمسك مصيرنا بأيدينا ونتقدم إلى الأمام لحل مشكلاتنا، فسنكون مجرد شعب كان هناك ولم يعد له وجود.الفيصل ورئيس الوزراء الفلسطيني هنية
- ذلك هو ما حدا به إلى التحرك بوجه عاجل وبشكل عاطفي جداً لإحضار الفلسطينيين إلى مكة. أعتقد أنه أظهر في مكة أنه كان قوة لا تمكن مقاومتها. وأعتقد أن الفلسطينيين شعروا بالعار، ما اضطرهم إلى التوصل إلى اتفاق، وهو اتفاق جيد.
لم يستطع أن يصدق أن البنادق الفلسطينية تصوب نحو الشعب الفلسطيني، وأن دماً يراق، والأشخاص يقتلون والأطفال يُيتّمون بسبب قتالهم، كل منهم ضد الآخر، فيما يواجهون معاملة وحشية من الإسرائيليين. إنه ببساطة لم يستطع تقبل ذلك، وأعتقد أن الكلمة التي ألقاها تعكس تلك العاطفة.
أعتقد على العكس من ذلك أنه ساعدها، لأنه نقل الفلسطينيين نحو التفكير في أنفسهم كشعب وليس كحركات تتصارع من أجل النفوذ. إنهم يفكرون الآن في أنفسهم باعتبارهم حكومة، وبأن لديهم اتجاهاً، وحين يحدث ذلك في أي وقت فهو أفضل للسلام. في الماضي كان الناس يحاولون المناورة والتحايل على الشعوب للتوصل إلى سلام. لا يمكنك أن تفعل ذلك. لا يمكنك أن تحتال على شخص ليوقّع (اتفاقاً). وحتى إذا وقّع على قطعة ورق تقول إنه سيفعل كذا وكذا، فلن يكون هناك أحد يتبعه. لقد تمت محاولة ذلك مع ياسر عرفات. لقد أتوا له باتفاقات كثيرة، اتفاقات ضخمة. وقال: laquo;نعم، نعم، سأفعل هذاraquo;. لكنه لم يستطع أن يطبّقها لأنه لم يكن هناك أي شخص يؤيدها.
الجهات التي يجب عليها أن تساعدنا في الانتقال من هنا إلى هناك هم الإسرائيليون والفلسطينيون، والإسرائيليون والسوريون، والإسرائيليون واللبنانيون. حال توصلهم إلى حل لمشكلاتهم، يمكنك تحقيق سلام بين جميع الدول العربية وإسرائيل، وذلك هو ما يبدو أنه يفوت على فطنة الجميع حين يتحدثون عن المقترح. إن المقترح لا يتعلق بالاعتراف، إنه يتعلق بحل المشكلات. وحال قيامك بحل المشكلات يمكنك عندئذ أن تنتقل إلى قضية الاعتراف، ويمكنك عندئذ أن تحقق السلام وتفتح الحدود وأشياء من ذلك القبيل.
ولكن تلك هي النقطة الحقيقية. أعني أنه لا يمكنك أن تغض الطرف عن الواقع المتمثل في أن إسرائيل تحتل أراضي سورية، وتحتل أراضي لبنانية، وتحتل أراضي فلسطينية. كيف يمكنك أن تغض الطرف عن الحقيقة المتمثلة في أنه يتعين عليك أن تحل هذه المشكلات لكي تتوصل إلى سلام؟ أعني أننا لم نقل قط إن اقتراح السلام شيء سحري يخرج من فانوس سحري ليحقق السلام بمفرده. السلام من أصعب الأشياء التي يُبذل فيها جهد، وما لم تعمل بجد من أجل السلام فلن يكون بمستطاعك إنجازه. إنه يتطلب قرارات صعبة وواثقة، ولكن متى كان السلام أمراً سهلاً الوصول إليه حين يكون هناك نزاع؟
بتاتاً. هو ليس شأننا. إنه أمر كان المصريون يتحدثون عنه مع الفلسطينيين، ولم نشأ أن نتحدث عن الشيء نفسه. هذا الأمر لم يكن مطلقاً جزءاً من المفاوضات.
إن قمة الرياض تعترف بقرار حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية إلزام الفلسطينيين بالاستراتيجية العربية نحو السلام وخطة السلام العربية. هذا هو الالتزام الذي تتعهد به الحكومة الفلسطينية مثل أية حكومة عربية أخرى، وهو الالتزام بالبحث عن السلام باعتباره الخيار الوحيد.
لقد تحدثنا معهم بمعقولية كما أعتقد، وأصغوا. أعتقد laquo;حزب اللهraquo; على وجه الخصوص. قلنا لهم: laquo;ستخسرون شعبيتكم كلها إذا كنتم سبب حرب أهلية جديدة في لبنانraquo;. وأعتقد في خلاصة التحليل أنهم استمعوا إلى صوت العقل، تلك هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني أن أوضح بها المسألة. لقد شاهدوا شفا الكارثة، وأعتقد أنهم جميعاً خافوا وتراجعوا. عليك أن تتذكر أنهم ما زالوا يتذكرون الحرب الأهلية (من 1975 إلى 1990) حتى الآن.
من المؤكد أن ما تقوم به إيران هو التدخل في العراق. قلنا لهم إن ذلك لن يفيدهم، وإنما سيعود عليهم بقدر أكبر من الضرر. لكننا لم نضع أنفسنا مطلقاً موضع نزاع مع إيران. أبلغنا الإيرانيين بأن تدخلهم في الشؤون العربية يخلق رد فعل غاضباً في العالمين العربي والإسلامي. الدول الإسلامية الأخرى تشتكي من التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية. وقد تحدثنا إليهم بصراحة وبأمانة حول هذا الموضوع، وهم يرون الخطر الماثل في أن ما يحدث سيقود إلى نزاع بين الشيعة والسنة.
لقد قلنا لهم: قد ترون أن الشيعة يمثلون غالبية في العراق، لكنهم أقلية في كل مكان آخر. وهم أقلية تحظى بمساواة في البلدان السنية. في بلدان مثل المملكة العربية السعودية حالياً يعمل الشيعة في كل مرافق الحكومة والجيش ووزارة الخارجية، وفي كل الجهات الأمنية. لديهم نفس الحقوق والواجبات كأي مواطن آخر، ونأمل بأن تكون لدينا بوتقة هنا. ولكن من دون شك إذا تطورت واستمرت هذه الطائفية في العراق فإنها ستهدد الشيعة في العالم كله. وهذا هو ما يثير قلق الإيرانيين.
الملك عبدالله يتحدث للجميع بصراحة، وهذه إحدى المميزات المحببة والفاعلة في طبيعته، كما أعتقد. وذلك يجعل حتى الشخص الذي يتحدث إليه بطريقة
واضحة يتقبلها.العاهل السعودي وأحمدي نجاد
laquo;إنك تتدخل في الشؤون العربيةraquo;. قال له ذلك.
في شأن القضية النووية حذّرناه: laquo;لا تلعب بالنار. لا تفكر بأن التهديد بهجوم أميركي على إيران لا وجود له، فكروا بأنه تهديد حقيقي، بل حتى تهديد ملموس. لماذا لا تريدون أن تنتهزوا الفرصة في هذا الشأن وتلحقوا أذى ببلادكم؟ لماذا العجلة؟ لماذا يتعين عليكم أن تقوموا بتخصيب اليورانيوم هذا العام وليس المقبل أو السنة التالية أو حتى بعد خمس سنوات من الآن؟ لماذا التعجل الحقيقي في هذا الأمر؟raquo;.
إنها لن تنخفض.
لا. الناس في حاجة إلى النفط.
أعتقد بأن ذلك يمثل قبل كل شيء كارثة بالنسبة إلى إيران. هذا ليس الوقت المناسب لتكون لديهم مشكلة. نقول لهم ذلك.
التعليقات