مؤتمر مدريد يدعو إلى حوار حقيقي بين الغرب والدول العربية
مسفرغرم الله الغامدي من الرياض: اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل إن إقامة مؤسستي / البيت العربي / و / المعهد الدولي للدراسات العربية والعالم الإسلامي / يعد خطوة بالغة الأهمية سواء من حيث المكان أو التوقيت. فليس هناك أفضل من اسبانيا لكي تحتضن مثل هذا الصرح الحضاري إذا تذكرنا حقبة الأندلس التاريخية وما شهدته من ازدهار فكري وانجازات علمية وثقافية متميزة كانت نتاجا اجتمعت فيه خصائص الحضارتين الغربية والعربية الإسلامية. . وبالنسبة للتوقيت فنحن اليوم أحوج ما نكون لما يذكرنا بقيم الحوار والانفتاح بين الشعوب والحضارات وروح التسامح والاعتدال التي سادت الحقبة الأندلسية وما صاحبها من انجازات حمل مشاعلها نخبة من رجالات الفكر والمعرفة.

وقال الفيصل قي كلمة له في في المؤتمر السياسي العربي الاسباني الذي عقد اليوم في قصر المؤتمرات بالعاصمة الأسبانية / مدريد / برعاية جملك اسبانيا خوان كارلوس والملكة صوفيا حيث جمع المؤتمر وزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية الاسباني /ميغيل انخيل موراتينوس .

وأضاف: وإذا أخذنا بالاعتبار ما يجتاح عالمنا في الحقبة الراهنة من صنوف التعصب والانغلاق الفكري والتطرف المذهبي, فان ذلك يعني أننا أمام تحد خطير يجعلنا أمام خيارين لا ثالث لهما, فإما أن ننساق وراء موجة الجهل والانغلاق والتعصب مع ما ينطوي عليه ذلك من احتمالات الشقاق والصدام والحروب فيما بين مكونات هذا العالم. أو أن نعتمد مبادئ التسامح والاعتدال والانفتاح التي سادت في حقبة الأندلس.

وأضاف: وحري بهذا المشروع أن يكون المنطلق لترسيخ هذه المبادئ من جديد وان يشعل نور الحضارة الذي يبدد ظلمات الجهل والتخلف. واضاف وزير الخارجية السعودي قائلا:إنني على ثقة تامة بان اسبانيا الصديقة بما تمثله من تاريخ ثقافي وجغرافي وسياسي, ودور عالمي, ستكون خير حلقة لوصل وتجديد التفاعل الايجابي والانفتاح المثمر بين شعوبنا وثقافتنا.

وختم قائلاً: إن هذه الخطوة الرائدة التي اتخذتها اسبانيا تنطبق على صاحبها قول ابن خلدون المأثور, بما معناه: أن من يكتشف طريقا جديدا يعتبر مكتشفا لهذا الطريق, حتى ولو استلزم الأمر إعادة اكتشافه من قبل آخرين. كما أن من يسبق معاصريه يعتبر قائدا ولو مضت عصور قبل أن يتم الاعتراف به كقائد. شكرا لإصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد ذلك اختتم وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الحفل بكلمة شكر خلالها سمو الامير سعود الفيصل على كلمته القيمة مجددا تأكيده على دور المعهد مستقبلا في تقوية العلاقات العربية الاسبانية من اجل السلام والحوار بين الثقافات والحضارات .

وفي الجزء الثاني من الحفل اشرف ملك اسبانيا الملك خوان كارلوس على الإعلان الرسمي // للهيكل التنظيمي للبيت العربي // مؤكدا الصداقة العربية الاسبانية المتينة ومبرزا ان / البيت العربي / سيسهم في تطوير هذه العلاقات مستقبلا .

حضر الحفل عدد من وزراء الخارجية ووزراء الثقافة في الدول العربية . تجدر الإشارة إلى ان ضمن الاهداف التي يرمي إليها المعهد الاهتمام بالثقافة والابداع بين العالم العربي والإسلامي والتحول إلى مركز للتوثيق حول العالم العربي ليكون مرجعا لجميع الباحثين حول هذه المنطقة من العالم والقيام بدور جسر الوصل بين اميركا اللاتينية والعالم العربي .