رحب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية باستجابة الاطراف الفلسطينية للنداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود للاشقاء في فلسطين لوضع حد فوري للاقتتال بينهم والاجتماع في مكة لبحث امور الخلافات القائمة تحكيما للعقل وتغليبا للغة الحوار بمنأى عن اية تدخلات من أي طرف خارجي .
واعرب الامير سعود الفيصل في بيان تلاه في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي محمد بن عيسى في مقر وزارة الخارجية اليوم عن امله في ترجمة هذه الاستجابة بالوقف الفوري للاقتتال حقنا للدم الفلسطيني العربي المسلم والمسارعة الى عقد الاجتماع قبل تفاقم الامور وتصاعدها .
وفي الشأن اللبناني عبر وزير الخارجية عن امله في ان يشكل الدعم الايجابي لمؤتمر / باريس 3 / حافزا لتهدئة الاوضاع المضطربة والعودة مجددا الى طاولة الحوار لبحث قضايا الخلاف بحكمة ومسؤولية وتجنيب لبنان مخاطر النزاعات الداخلية المسلحة حفاظا على وحدته الوطنية واستقلاله وسيادته وارادته الحرة. ودعا الفيصل مجددا الاطراف اللبنانية الى الاستجابة لمبادرة الجامعة العربية وجهودها التي تشكل بارقة امل في ظل الوضع المتوتر في لبنان .
كما عد الفيصل نزيف الدماء المستمر في العراق الذي لايزال يزهق المزيد من الارواح البريئة دون اي وازع ديني او انساني مصدر قلق للجميع معربا عن امله في ان تحقق الجهود القائمة نتائجها في وقف التدهور الامني بالتعامل مع جميع مصادر العنف والارهاب والمليشيات المسلحة وتحقيق الوحدة الوطنية بين جميع العراقيين بكافة فئاتهم وأعراقهم وأطيافهم السياسية على مبدأ المساواة والتكافؤ بين الجميع والحفاظ على استقلال العراق وسيادته ووحدة اراضيه العريقة بتاريخها وحضارتها وتراثها العربي الاصيل .
وعبرعن ارتياحه لسير اعمال الدورة العاشرة للجنة السعودية المغربية المشتركة التي اختتمت اعمالها اليوم والتوصيات التي تمخضت عنها و التي شملت تطوير التعاون المشترك وتعزيزه على كافة المجالات الثقافية والتعليمية والاعلامية والسياحية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية معربا عن تطلع الجميع الى استمرار هذا التعاون وتعزيزه والدفع به دائما لافاق ارحب تعكس مستوى الطموح وامكانات البلدين وحجم العلاقات الوثيقة بين حكومتين البلدين وشعبيهما الشقيقين .
واوضح الفيصل انه عقد مع وزير الشؤون الخارجية المغربي جلسة محادثات ثنائية تناولت تطورات الاوضاع في المنطقة ومستجداتها على كافة الاصعدة وفي مقدمتها النداء العاجل الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين للاشقاء في فلسطين . ونوه بالجهود المتواصلة للملك محمد السادس ملك المملكة المغربية رئيس لجنة القدس من اجل صيانة الهوية الحضارية للقدس الشريف والحفاظ على مكانته بوصفه رمزا للتعايش بين مختلف الديانات .
عقب ذلك القى وزير الخارجية والتعاون المغربي كلمة أعبر فيها عن ارتياحه وأعضاء الوفد المشارك في أعمال اجتماعات اللجنة السعودية المغربية المشتركة في دورتها الحالية بما توصلت اليه اللجنة من توصيات تسهم في تعزيز التعاون القائم بين البلدين الشقيقين بقيادة خادم الحرمين الشريفين و ملك المغرب .وأوضح أن اللقاءات المستمرة بين الجانبين تستشرف مستقبل العلاقات الثنائية والتشاور حول مستجدات الاحداث العربية والدولية .
وأعرب عن أمله في أن يسود العقل والحكمة كل القضايا بدلاً من القتال والارهاب والعنف لانها اثبتت عدم جدواها في حل القضايا بل تساعد في تعقيدها. ورأى أن الطريقة السليمة لحل وطرح بدائل المشاكل والنزعات هو الحوار والتفاوض والارادة السياسية القائمة على الصدق والوضوح وتبادل المصالح .
بعد ذلك أجاب الامير سعود الفيصل و وزير الخارجية والتعاون المغربي على اسئلة الصحافيين ففي سؤال عن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاخوانه الفلسطينيين للاجتماع وحل قضاياهم قال الامير سعود الفيصل quot;الواقع أن البيان الذي صدر عن خادم الحرمين الشريفين واضح ويعبر عن الالم الذي الم بنا جميعاً وبخاصة خادم الحرمين الشريفين المعروف بصدقه وتوجهه نحو القضايا التي تجمع الأمة العربية والاسلامية فهذا الالم لم يتركه صامت بل أعرب عن ما يدور في خاطره من انزعاج للقتال الذي بدأ بين الاشقاء فدعاهم ولبيت هذه الدعوة ونحن بانتظار مقترح الأخوة في فلسطين quot;.
واضاف quot; هي دعوة غير مشروطة دعوة شفافه اننا نريد أن يلتقوا بجوار البيت الحرام ليتصارحوا ويتكاشفوا ويصلوا الى الحلول التي تجنبهم المزيد من مآسي وسفك الدماء وتعود بالمسار الفلسطيني الى وحدة الصف والوصول الى سلام يعم بخيره الشعب الفلسطينيquot;.
من جانبه أوضح الوزير المغربي أن هذه الدعوة حدث جديد في العلاقات الاخوية وفي سبيل تعزيز التواصل والتفاوض والتحاور خاصة أن دعوة خادم الحرمين الشريفين نابعة من شعورة بالمسؤولية والالتزام الخلقي والسياسي تجاه الامة الاسلامية والامة العربية معربا عن أمله في أن يتوصل الفرقاء الى التوافق وجمع الشمل والمضي قدماً في بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
وحول زيارة الرئيس الروسي المرتقبة الى المملكة أوضح الامير سعود الفيصل أنها ستسهم في تعزيز التعاون بين البلدين عبر اتفاقيات سيتم التوقيع عليها في المجالين الاقتصادي والسياسي . وقال quot; أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الى روسيا والالفة التي نشأت بين قيادة البلدين نتوقع أن يلتقيا مرة اخرى وسينقل بهذه الى مستوى اخر من التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية وجميع المجالات الاخرى هناك مبعوث في موسكو اليوم لينظر في الترتيبات التي سيتم العمل بها وليستعرض التجهيزات والاستعدادات للزيارة بما فيه الاتفاقات التي سيتم التوفيع عليها بين الدولتين التي ستساعد في دفع التعاون السياسي والاجتماعي بين البلدين .. الترتيبات يتم عملها الآن وأنا متأكد أن نتائج الزيارة ستوضح اننا تقدمنا بسرعة كبيرة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين لروسيا ونحن حريصون على زيادة الانجازات التي تمت حتى quot;.
وفيما يتعلق بالوضع الراهن في لبنان قال الامير سعود الفيصل quot;عمل الشيء الكثير للبنان والعالم كله أبدى حرصه على استقرار لبنان والتجمع الذي حصل في باريس مؤشر حقيقي لما يطالب منا من تأييد دولي لاستقراره quot;معبرا عن أمله في أن يسود الحوار السلمي المجابهات وأن تقدم المصلحة الوطنية وأن يترك اللبنانيون يرعون شؤونهم بعيداً عن التدخلات الخارجية .
ورداً على سؤال حول نتائج الاتصالات السعودية الايرانية في سبيل حل فتيل أزمة لبنان أجاب الامير سعود الفيصل quot; الاتصالات السعودية الايرانية لا استطيع أن اقول أكثر مما قاله خادم الحرمين الشريفين في مقابلته التي اجراها مع صحيفة السياسة الكويتية وشرح بالتفصيل الاتصالات التي تمت مع ايران .. وايران قد عبرت عن رغبتها في جمع كلمة المسلمين ومراعاة أوضاع المسلمين والسعي لدرء الفتنة من أن تحل بهم وأن يعبر عن هذا بخطوات فعلية quot;.
التعليقات