سما حسن ndash; إيلاف: منطقة المواصي في غزة هي الأرض الزراعية الملاصقة لشاطئ البحر المتوسط في غزة والتي تمتد من منطقة دير البلح وسط قطاع غزة حتى تصل إلى رفح بالقرب من الحدود المصرية،وتسمي المواصي وهي جمع كلمة ماصية، حيث يفصل بين هذه المنطقة وبين المدن الغزية مثل مدينتي خان يونس ورفح الكثبان الرملية، وكانت طريقة أهالي المنطقة القديمة في زراعة هذه الأرض هي نزح الرمال عن منطقة واسعة من الأرض حتى يصبح الماء علي عمق حوالي نصف متر، ثم يضعون فيها السماد الطبيعي ويزرعونها أنواع الخضراوات ، فإذا طال عليها الأمد زرعوها بأشجار الجوافة والنخيل حيث تستطيع هذه الأشجار أن تضرب جذورها في أعماق الأرض سعياً وراء الماء.
ويسكن هذه المنطقة ما يقارب الثمانية آلاف ونصف الألف نسمة، وقد أقيمت عليها المستوطنات الاسرائيلية ، ولكن بعد جلاء اسرائيل عن غزة ، أصبحت هذه المنطقة محاصرة بالفقر والنسيان، وخاصة المدرسة الوحيدة في منطقة مواصي رفح.
أحد المدرسين في المدرسة يقول عن المدرسة وهي مدرسة مشتركة لمرحلتين الابتدائية و الإعدادية وهي على شكل quot; كارفاناتquot;:
بنيت هذه المدرسة في منطقة مواصي رفح في تاريخ 16/1/2002 ، وقبل ذلك كان أبناء منطقة مواصي رفح يذهبون إلى أقرب مدرسة ف بمدينة خان يونس المجاورة، وكانوا يتعرضون لشتى أنواع التعب خاصة في عدم توفر وسيلة مواصلات، وحاول أهالي المنطقة بجهودهم الذاتية إقامة مدرسة في المنطقة لتخفيف العبء عن أولادهم،وقد كان الطلاب يعانون من ذهابهم لمدارس مدينة أخرى بسبب التعب والمجهود حيث كانوا يصلون متأخرين إلى مدارسهم ، بالإضافة إلى الوقت الذي يستغرقونه في رحلتي الذهاب والعودة، فلا يعقل أن يركز الطالب في شرح المعلم وهو يفكر بمشوار العودة الطويل الذي ينتظره.

وعن بناء الكرفانات أو المدرسة، أو المعسكر، يشرح المدرس قائلا بأن الأهالي قد تقدموا بطلب لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بتوفير خيام أو بيوت بلاستيكيةquot;دفيئاتquot; من تلك المستخدمة للزراعة ليدرس بها الطلاب وذلك لتوفير الجهد على أبناءهم, وقد وافقت السلطات الإسرائيلية على إقامة المدرسة ولكن بشروط وهي أن تكون المدرسة خاصة بأبناء المنطقة وعدم بناء مباني أسمنتية فيها ، وعدم إقامة سور لها حتى يتاح لهم مراقبتها، واستبدال السور بسلك شائك، وقد وافق الأهالي على هذه الشروط التعسفية وتم إقامة أول كرفان في تاريخ 16/1/2002 وباقي الكرفانات فقد تم إقامتها في تاريخ 3/3/2002

في الوقت الحالي تحتوي المدرسة على (25) كرفاناً كما يقول المدرس وهي موزعة على شكل فصول دراسية ومرافق أخرى مثل الحمامات المشتركة بين الطلاب والطالبات والمدرسين والمدرسات، مما يسبب الكثير من الإحراج والمشاكل.
ويكمل: المدرسة تفتقر لكل الخدمات التي يجب توفرها في مدرسة، فلا يوجد فيها هاتف للطوارئ ونظرا لبعدها فإن إرسال الهاتف الخلوي ضعيفا جدا وبالتالي لا يمكن أن نعول عليه في حال طلب نجدة ما، أما المياه فهي لا تصلح للشرب إطلاقا، ويحضر الطلاب معهم من بيوتهم زجاجات ماء للشرب، والكهرباء لم تصل للمدرسة إلا منذ عام، والمراحيض أصبحت متهالكة، وحتى الكرفانات كلها جرفت أرضيتها مياه الأمطار، مما يزيد حالتها سوءا عاما بعد عام، وخاصة في فصل الشتاء الذي حل حيث تغرق أقدام الطلبة بالوحل والماء ويقضون وقتهم بنزح المياه بدلا من الدراسة.
أما في الصيف فهناك مختلف أنواع الحشرات الطائرة التي تغزو المدرسة ، وتسبب الأذى للطلاب.

أما عن حال المقاعد فيقول أحد الطلبة : إن مقاعد الفصول بالية جداً وغير صحية لطلاب المرحلة الإعدادية خاصة، فهي صغيرة الحجم وصممت لتلاميذ المرحلة الابتدائية فقط، حيث أن الطالب في المرحلة الإعدادية لا يتناسب حجم جسمه مع حجم المقعد الذي يجلس عليه حيث يكون محني الظهر وكذلك يثني ساقيه مما يجعل جلسته غير مريحة على الإطلاق وكل ذلك يؤثر على قدرته على الفهم والتحصيل.
وعن مشاكل المدرسة يتحدث أولياء الأمور ويشكون بأن المدرسة على وشك الانهيار، وهي حارة صيفا مما يعرض الطلاب لضربات الشمس وتغرق بمياه الأمطار شتاء، مما يسبب الأمراض للطلاب،وكذلك هناك ظاهرة انتشار الزواحف والثعابين في المدرسة مما يعرض الطلاب للخطر فجو المدرسة عموما يبدو صحراويا، وتفتقر للصيانة وتكثر الجحور والحفر في ساحتها،وبالتالي يخاف الطلاب من اللعب واللهو في ساحة المدرسة كما هو متعارف عليه في المدارس.
وحاليا أصبح من الصعب السيطرة على الطلاب خاصة أنها تشمل مرحلة ابتدائية وإعدادية مما يسبب العدوان لتلاميذ المرحلة الابتدائية ممن يكبرونهم سنا، ويتعلمون منهم العادات السيئة، ويهيب الأهالي بكل من يهمه الأمر بالتدخل وحل مشكلة هذه المدرسة.