طه عدنان- بروكسل:أسبوع برفقة عبد اللطيف اللعبي.. أسبوع من الشعر شهدته العاصمة البلجيكية احتفاء بشاعر الغونكور. بروكسل التي تعرف اللعبي تماما بل وتحمل إحدى ساحاتها بصمته الشعرية الشاهقة. فمنذ ديسمبر 2007 وساحة بحي (برانسيس إيليزابيث) تفاخر جاراتها بنصب تذكاري يخلد عبور الشاعر. النصب المستوحى من ديوان quot;فواكه الجسدquot; أنجزه الفنان البلجيكي كريستوف تيرلندن. فيما تحتضن لوحة تذكارية قصيدة اللعبي quot;عندما يعبر الشعراءquot; باللغات العربية والفرنسية والهولندية. قصيدة مستوحاة من أجواء حي (برانسيس إيليزابيث) وبلدية (سكاربيك) التي تتجاور داخلها الثقافات على نحو بديع: quot;شاعرٌ يعبر/ في طريقه تُفتحُ أبوابٌ/ وُجوهٌ/ وبقدرةِ الكلام/ نافذةُ الذاكرةِ الموصدةُ/ هنا كما في أيّ مكانquot;. اللغات أيضا فتحت أبجديتها لتستقبل الشاعر. حيث صدرت في نفس السنة (2007) مختارات شعرية باللغة الهولندية من إعداد وترجمة الشاعر البلجيكي بارت فونك.

لكن أثر الشاعر ليس محصورا في الأنصاب والكتب. بل أيضا في صدور عشاق الشعر الذين جاؤوا للقاء اللعبي الذي قدم إلى بروكسل مرفوقا بزوجته ورفيقة دربه جوسلين. فشاعر الغونكور الذي افتتح ليلة الشعر بمعرض الكتاب، كان مهرجانا لوحده في فضاء ثقافي آخر: عرض شريط تلفزيوني عن الشاعر. عرض شريط quot;الشمس تحتضرquot; المقتبس من نص بنفس العنوان. ندوة حول شعره من تنشيط جان لوك فوتيي رئيس البيت العالمي للشعر. قراءات شعرية مصحوبة بعزف على الفيولونسيل لماري إيف رونفو. quot;لونجا الغزالةquot;، عرض موسيقي فني مستوحى من كتاب الحكايات الشعبية المغربية لجوسلين اللعبي quot;مضت حكايتي مع الوادquot;. قراءات متقاطعة لرسائل الحب والسجن مقتطفة من quot;يوميات قلعة المنفىquot; وquot;طريق المحاكماتquot; لعبد اللطيف اللعبي وكتاب quot;مشروب الصبارquot; لجوسلين أداها الممثلان رضا فواز وحسيبة حلبي. شهادات حية عن ثماني سنوات من الفراق والكفاح والأمل والحب اختارها وأعدّها الفنان المسرحي من أصل مغربي حمادي. وبمناسبة صدور الجزء الثاني من أعماله الشعرية، تناوب اللعبي رفقة مطرب الراب البلجيكي من أصل مغربي ريفال على قراءة قصائد تداخلت فيها الإيقاعات الداخلية للقصيدة بإيقاعات الراب. معرض حول مجلة أنفاس التي أطلقها اللعبي، رفقة محمد خير الدين ومصطفى النيسابوري، وأدارها منذ 1966 حتى 1972 سنة التحاقه بقلعة المنفى. لسنوات ظلت أنفاس مفقودة وعزيزة المطلب. لكنها طوال أسبوع كانت متوفرة ب(إيسباس ماغ) ببروكسل تماما كصاحب quot;تجاعيد الأسدquot; الذي كان في كامل عنفوانه رفقة جوسلين.. محافظين على حيوية أواخر الستينات وعلى روح حيّة حيية لم تطلها التجاعيد.