*مشاركة355 طالباً من 18 مدرسة

إيلاف- العين: اختتمت فعاليات برنامج quot; الآثاري الصغير quot; الذي أطلقته في مدينة العين كبرنامج توعوي وتعليمي يشارك فيه طلبة مدارس المرحلة الابتدائية بمنطقة العين التعليمية، وذلك لتعليمهم مبادئ علم الآثار والتطبيق العملي للتنقيب في حقل أثري مصطنع، مشابه للمواقع الأثرية الموجودة في إمارة أبوظبي، ويحتوي قطعاً تحاكي في تنوعها وأشكالها آثار إمارة أبوظبي. وقد تمّ تنفيذ البرنامج في ساحة قلعة الشيخ سلطان الواقعة بجوار متحف العين الوطني.

وأوضح محمد النيادي مدير إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن هذه الفكرة المبتكرة تأتي في إطار استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الرامية إلى تفعيل دور المتاحف المنوط بها من حيث النواحي التعليمية والتثقيفية، وسعياً للاندماج في شرائح المجتمع المختلفة من أجل توعيتها وتثقيفها وتعريفها بتاريخ وحضارة دولة الإمارات العربية المتحدة الضاربة جذورها في أعماق الزمن، ومن منطلق الدور الريادي الذي تلعبه المتاحف بكافة تخصصاتها ومساهمتها بقدر كبير في نشر الوعي الثقافي.

ويهدف البرنامج الذي يتم تطبيقه لأول مرة إلى تعليم هؤلاء الصغار من طلبة الصفين الرابع والخامس بالمرحلة الإبتدائية، مبادئ علم الآثار علاوة على التطبيق العملي للتنقيب عن الآثار، وكيفية التعامل معها عند العثور عليها وتنظيفها وطريقة تسجيلها وتدوين بياناتها ووصف حالتها على بطاقات مخصصة لهذا الغرض علاوة على التقاط صور للقطعة المكتشفة قبل تحريكها من مكانها الذي اكتشفت فيه وكذلك بعد استخراجها. كما أن المشاركين يتعرفون على المراحل المتعددة التي تمر بها القطعة الأثرية المكتشفة منذ لحظة العثور عليها وحتى مرحلة عرضها في خزانات العرض بالمتحف.

ولضمان توسيع رقعة المشاركين في البرنامج، قامت إدارة البيئة التاريخية بمخاطبة منطقة العين التعليمية بعد أن شرحت فكرة وأهداف البرنامج، وبدورها قامت المنطقة التعليمية بتوجيه الدعوة إلى كافة المدارس الحكومية والخاصة للمشاركة في برنامج quot;الآثاري الصغيرquot;. وشارك في تطبيق هذه الفكرة 355 طالباً وطالبة من الصفين الرابع والخامس الإبتدائي يمثلون 18 مدرسة حكومية وخاصة.

وتواصل العمل في هذا البرنامج على مدى شهرين كاملين حيث بدأ في منتصف فبراير واستمر حتى منتصف أبريل من عام 2010، وقد حقق بالفعل الأهداف التي رمى إليها والمتمثلة في جذب اهتمام الطفل وتوسيع مداركه، وتحقيق فهم أفضل للحضارة البشرية عبر تاريخها الطويل عن طريق الشرح التطبيقي الذي يتسم عادة بالإمتاع والتسلية، لتصبح علاقة الطفل بالمتحف علاقة وثيقة وقوية ترتكزعلى المعرفة وجمع المعلومات والاستكشاف والمتعة.

كما أن القائمين على أمر تنفيذ البرنامج، ومن بينهم آثاريون متخصصون، شرحوا في كلمات موجزة وسهلة الفهم تتناسب مع عقلية المشاركين من الطلاب والطالبات ماهية علم الآثار وكيفية القيام بالعمليات التنقيبة في المواقع الأثرية وكذلك تدريبهم على تقنيات التنقيب بشكل مبسط يمزج بين التعلم والتسلية والإمتاع، شارحين لهم كيفية القيام بمسح شامل للمنطقة المعنية وكيفية تكون موقع الآثار ومن ثم تعريفهم بالأدوات التي يستعملها الآثاري في عمليات الحفر والتنقيب التي عادة ما تبدأ بالقيام بعملية مسح شاملة للمنطقة المعنية سعياً للتأكد من وجود آثار فيها من عدمه ، علاوة على الكيفية التي أدت إلى تكون الموقع الأثري. وعقب ذلك قام المشرفون بتعريف الطلاب والطالبات بالأدوات التي يستعملها الآثاري في عمليات الحفر والتنقيب قبل أن ينتقلوا إلى تعليمهم تقنية التنقيب والتطبيق العملي من خلال حقل اثري مصطنع طمرت فيه مجموعة من القطع الأثرية، وهومشابه للمواقع الموجودة في إمارة ابوظبي.

و كان البرنامج شيقاً ومفيدأ وممتعاً في آنٍ واحد ونجح في بلوغ الأهداف المرسومة حيث عبر الطلاب الذين حصلوا على فرصتهم في المشاركة في هذا العمل، عن فرحتهم بالمشاركة وأبدوا رغبة كبيرة وحماساً في المشاركة مجدداً في برامج تعليمية أخرى متمنين إعداد برامج مشابهة مستقبلاً آملين أن تتاح لهم فرصة أخرى لإشباع رغباتهم وميولهم واتساع مداركهم الثقافية. كما أثنوا على جهود الإدارة التي وضعت هذه الفكرة الرائدة موضع التنفيذ والتي زودتهم بمعلومات جديدة كانت غائبة عن أذهانهم.

ونظراً للإقبال الشديد على البرنامج، فإن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قد ارتأت مواصلته مع مطلع العام الدراسي المقبل، بحيث تُمنح الفرصة للمدارس التي لم تستطع المشاركة، بجانب إعداد برامج مشابهة تدعم المنهج الدراسي بالمواضيع المتعلقة بالآثار. ووفقا للاستبيان الذي تم طرحه على ممثلي المدارس، فقد اتضح أن فكرة البرنامج قد حازت على درجة عالية من القبول والارتياح ناهيك عن كيفية تنفيذه وإيصال المعلومة المطلوبة والمفيدة إلى المشاركين.