*نصوص وجدانيّة عفويّة.. من القلب إلى القلب
بقلم زينب.ع.م.البحراني:فجأة، وأنا أقرأ هذا الكتاب، وجدت أحاسيسي ترتدّ بذاكرتها إلى أيّامٍ كنتُ أتنفّس فيها نصوصًا مُشابهة، كي أبقي شغفي بالعاطفة، الغموض، المُستحيل، التّساؤلات، على قيد الدّهشة الدّائمة، والخفقان المتّصل. رُبّما لأجل هذا الأثر اللذيذ في النّفس، أثرُ استعادة طعم زمانٍ تُحبّه، وتحنّ روحك إليه مهما رضيت بنضج واقعك، وجدت نفسي أكتُب عن هذا الكتاب.
حين يُقرّر بصرك التّنزّه برفقة ذهنك ومشاعرك بين صفحات هذا الكتاب، لابدّ وأن تقطف من كلّ نصٍّ جُملةً، أو كلمةً تدعوك إمّا للتأمّل في فلسفة الحياة، أو سُلطان الحبّ بما يُسبغه من قوّة وانكسارات، أو مشاعر الإنسان و هواجسه البشريّة، كلّ هذا في خواطر نثرٍ شاعريّة المعنى واللغة. استوقفتني ndash; كإنسانة قارئة- محطّات تنطق حينًا بالرّقة، وحينًا بالعنفوان والحكمة، كان من أبرزها قولها:
quot;وأسرار الصّمت تُشبه أسرار الموتquot; في نصّ: (الأمطار الليليّة)، quot;يا صديقي لا تستهلّ الكلام بأمنية حزينةquot; من نصّ: (يا صديقي)، quot;إنّنا منذ رحيل النّهر لا نُبصر غير جوع الضّلوع، ولا نسمع إلا الأوجاعquot; (النّهر)، quot;ما أقوانا في الهزيمةquot; (الرّماد)، quot;الموانئ لا تخجل والوقت في الوداعquot; (الرّحيل)، quot;الإنسان الذي يبحثُ عنك رُبّما لا يكون الكائن الذي تُريد، رُبّما لا تُريد المكان الذي أتى منه ولا تُريد الوقت لهquot; (يا غاية الهم)، quot;إليكَ يا غاية الهم أكتب همّي، ومادامت الأسماء تتنفّس، والليل يزداد حلكة فلا بدّ من أشعّةquot; (حيثُ أموت أجدك)، quot;الوشاح الذي شاخ في الانتظار، استبدّ الشّوق به.. والشّوق عجزٌquot; (رحمة)، quot;وبيننا في الظّلام بيوتًا سكنتها العناكبquot; (العناكب)، quot;أهديكَ القلب ولا تسمعquot; (لكنّك)، quot;لأنني لا أريد شيئًا توقّفت عن الأمنيةquot; ( لا شجر)، quot;أتاني الرّصاص وصمتُّ عمّا يبوح به الموجوع، وذُهلت لوهلةٍ ثُمّ تآلفت، وأحببتُ رصاصي!quot; (الرّصاص)، quot;خِلتُكَ شمسًا تأتي، وأتيتً نعيًا وأصابني ما أصابني.. quot; (خِلتُك)، quot;في شكّ الرّغبة أسلاك وموائد ليست بين يديquot; (الرّغبة)، quot;أتعبني هذا الرّفيق الذي يلبس صمتًا! quot; (أخبَرني المساء). quot;تتجمّعَ أهدابي في عتمتها وتُواسي السّكون النّائح في وجدان السّطرِquot; (أوراقي الصُّغرى). quot;أخشى أن نضيع في بحرٍ تذوب فيه عظامُنا، والذّكرى تُنسى والأسماءُ تزولquot; (أخشى)، quot;الجُموع المُنكّسة القلب، لا بُدّ أن تعي أنّ البُكاء يزولquot; (لابُدّ). quot;يُعالجُني الظّمأ وتملأ أهدابي الشّمسquot; (أضجُّ). quot;وما صاح فجرٌ ولا حلّق وعدٌ ولا أضاء خيال، فلا تتعجّلي أيّتها الأيدي للماء.. للطّعامquot; (لا طير). quot;على عجلٍ كانوا واهتزّت الأكوان عندَ الرّحيلquot; (أين ذهبوا؟). quot;ليتهُم ما حوّلونا إلى زاوية الصّمت، لشكُّ في الضّلوع وجاروا عليناquot; (القشّة). quot;وعلى صهوة الصّمتِ نُجرجرُ أهواءناquot; (نهيمُ). quot;ما من شمسٍ إلا ولها شهد، ولا أذرُع إلا ولها ثمرquot; (نعشقُ). quot;ولا أنسى اليد التي تحرّكت نحوي، وأشكُرُ اليد التي ابتعدَت عنّيquot; (قليلة). quot;يا صاحبي القديم، مرّت الأوقات إلى أن عرفتُ أنّك الوحيد الذي تملأ السّياج بالبنفسج، وتملأ الرّبابة باللحنquot; (الملاك). quot;أيّها الصّديق لا تحزن/ منعوكً من الطّيران كي تطير، منعوكَ من الكلام كي تتكلّمquot; (يا بهجة الحواس). quot;سنوات الصّبا.. سنوات الليل/ أيّهما أختار وكلاهُما مُرّquot; (أيّهما؟). quot;وعرفتُ الجوع، وكأنّني ماردٌ يعتصرُ الدّمع، في جوفه تتلوّنُ الأكوانquot; (الجوع). quot;أعطيتِني الدّمعَ وأعطيتُكِ البسمة، أعطيتني النّواح وأعطيتُك الأغنية، أعطيتِني جُرحًا وأعطيتُكِ آنية، أعطيتُكِ الشّهدَ وأعطيتني العلقم، هذه هديّتي....quot; (أشكالُنا التي مرّت هُنا). quot;الرّبيعُ في القلب يُصلّي في الأحلام.. في الولادة، كما يُصلّي العُشّاق والأطفالquot; (الورود). quot;للفرح أيّام معدودة وللشّوق ليالٍ لا يتأخّر فيها العُشّاق ولا تتأخّر فيها السّاعة quot; (الليلة). quot;بعد غيابٍ مقيت.. بعد أزمنةٍ قاحلة، لابُدّ أن تفرح المآقي وترقُص الأوردةquot; (أعرف). quot;ما مرِضت منّا خليّة إلا لأنّها مُشتاقةquot; (مباهج).
جديرُ بالذّكر أنّ (ويصمُتُ دهرًا) بنصوصه الوجدانيّة هو الكتاب الثّالث عشر للكاتبة (فاطمة التّيتون) بعد (أرسم قلبي) 1991م، (الأوقاتُ المهجورة) 1994م، (رجُلٌ أبيض)1996م، (طقوسٌ في العشق) 1996م، (حبيبي الذي)1998م، (أقرب من العطر وأبعد) 1998م، (كتاب الجسد الأخير)2000م، (كتاب الاحتضار)2002م، (كتاب الشّمس)2003م، (الطّيور)2005م، (إلى الوردة)2006م، (حديث الحنان)2007م. وبانتظار إصدارها القادم، راجين للكاتبة مزيدًا من التقدّم والتّوفيق على درب الكلمة الرّق
- آخر تحديث :
التعليقات