بعد الزيارة التي قام بها رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، لم يعد الوقت الفاصل عن موعد القمة السورية السعودية كافيًا لحصول أي مفاجأة سياسية داخلية تتيح ولادة الحكومة قبل وصول الملك عبد الله إلى سوريا، ولذلك يصبح الغداء اليوم، بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون وقت ضائع، في انتظار اليوم الذي سيلي انتهاء زيارة العاهل السعودي الى دمشقفمن المتوقع ان تعود الحرارة ابتداء من اليوم الى الاسلاك المحلية لعملية تأليف الحكومة، بحيث ستشكل القمة السورية ـ السعودية منعطفًا حاسمًا بالنسبة الى مصير عملية تأليف الحكومة.
استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في quot;بيت الوسطquot; رئيس quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; النائب العماد ميشال عون وجرى عرض لآخر المستجدات المتعلقة بتأليف الحكومة، واستكملت مواضيع البحث الى مأدبة غداءوبعد انتهاء الاجتماع ، صرح النائب عون: quot;التقينا اليوم وكنا على موعد لهذا اللقاء كما وعدناكم الاسبوع الماضي، وقد استأنفنا الحوارات حول المواضيع التي أثرناها في المرة السابقة، واتفقنا على نقاط عديدة، ولا تزال هناك نقاط أخرى في حاجة الى البحث، وهناك لقاءات لاحقة، وان شاء الله نصل الى نتيجة سعيدة، فجميعنا يحاول التوصل الى تأليف حكومة تكون قوية وتستطيع ان تعمل في الظروف التي نعيشهاquot; .
ولكنه أكد على عدم وجوب الاستمرار في التبشير بأمور إيجابية ثم سحب الكلام فالحوار مستمر تمهيدًا للتوصل الى حل والحكومة تكون قوية حين نتفق جميعًا،مؤكدًا انه ما من عقدة اساسية وأخرى غير أساسية. فالموضوع هو أن نتوصل الى حل، كأن يقوم واحد بتركيب quot;البازلquot;.
وتابع كما ان هذه الوزارة لا تشكل من quot;التيار الوطني الحرquot; فقط أو من تكتل التغيير والاصلاح وكتلة المستقبل فقط. هناك أطراف آخرون، حتى ضمن كل كتلة سيتشاور معها رئيس الحكومة المكلف، وانطلاقًا من ذلك حين تصل التشكيلة الى صورتها النهائية ستعلن. لكن يجب عدم استباق الامور والقول انه تم الاتفاق على نقطة معينة، في حين لا يزال لدى غيرنا مطالب، فهذا أمر فيه تناقض، ولا ينبغي أن نستمر في تبشير الناس بأمور إيجابية ثم نعود ونسحبها من التداول. لذلك يجب أن نقتصد بالكلام ونقول ان الحوار مستمر تمهيدا للتوصل الى الحل النهائيquot;.
سليمان مستعد للمشاركة في قمة دمشق إذا وُجهت إليه الدعوة
إلى ذلك ذكرت جريدة quot; الشرق الأوسطquot; وفق مصادر لبنانية إن انضمام رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان إلى هذه القمة غير مستبعَد إذا ما وُجهت إليه دعوة بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن سليمان مستعد للمشاركة انطلاقا من معرفته بأهمية التضامن العربي وانعكاساته الإيجابية على لبنان.
كنعان: المطلوب استكمال المشاورات الجدية مع الحريري لحل مشكلة الحقائب
الى ذلك رأى أمين سر تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; النائب ابراهيم كنعان quot;هناك تصريحات واضحة من كتل عدة حول مطالبها في تشكيل الحكومة، لذلك على الرئيس المكلف سعد الحريري أن يجوجل كل الاتصالات للوصول إلى تشكيل الحكومةquot;، مشيرا إلى عدم موافقته على كلمة quot;عقباتquot; في سياق التشكيل، بل quot;هناك مسار طبيعي للتأليفquot;. واعتبر النائب كنعان ان quot;المطلوب استكمال المشاورات الجدية مع الحريريquot;، مشيرا الى أن quot;جوهر المشكلة هو المعايير الديمقراطية وليس الحقائب والوزاراتquot;. وقال: quot;إذا تفاهمنا على معايير التأليف تحل مشكلة الحقائبquot;. وتابع quot;نحن في جو استكمال البحث، وهناك أمور إيجابية يجب أن نطورها، وهذه الأمور قد تتعلق بنا وقد تتعلق بكتل أخرىquot;.
رعد: منذ اليوم بدأت مرحلة التداول بالاسماء والحقائب
وفي بعبدا عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; التي ضمت الوزير محمد فنيش والنواب: محمد رعد وحسين الحاج حسن وعلي عمار، الأوضاع السياسية الراهنة على الساحة وحركة الاتصالات الجارية بهدف تشكيل الحكومة الجديدة. حيث قال النائب رعد: quot;زيارتنا تأتي لتداول آخر الاوضاع المحلية ولمسنا لديه تفاؤلاً وإيجابية في اتجاه الوضع الحكومي. والامور تحتاج الى مزيد من المتابعة عسى أن نلقى الثمار قريبًا إن شاء اللهquot;. مؤكدًا وجود تواصل مع الحريري دون الدخول في اجتماع معه وانه منذ اليوم بدأت مرحلة التداول بالاسماء الحكومية
غينو إستكمل مباحثاته مع المسؤولين وبري بحث مع سفير الإمارات موضوع المبعدين
في غضون ذلك، تابع الممثل الخاص للرئيس الفرنسي هنري غينو مع المسؤولين اللبنانيين حيث إلتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة، ثم انتقل غينو الى السراي الكبير حيث التقى رئيس الحكومة المكلّف تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، وعرض معه آخر التطورات على الساحتين اللبنانية والإقليمية إضافة إلى العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا وسبل تفعيلها.
وإلتقى الموفد الرئاسي الفرنسي رئيس الحكومة المكلف في حضور المستشار هاني حمود، وجرى عرض لآخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة في إطار مهمة غينو والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.
على صعيد منفصل، إستقبل الرئيس بري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة رحمة حسين الزعابي الذي قال بعد اللقاء: quot;تكلمنا مع دولته في العلاقات الثنائية، والإمارات العربية كانت ولا تزال مع لبنان، وقد تطرق الحديث الى موضوع المبعدين اللبنانيينquot;. وعمّا إذا كان هناك من حلّ قريب لهذه القضية، أجاب الزعابي: quot;إن شاء اللهquot;.
جنبلاط: ذكرى حرب تشرين يجب ان تكون مناسبةً لمحو التجريح
من جانبه، توقّف رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط عند quot;ذكرى السادس من تشرين التي سطرّت بطولات عربية في مواجهة الجيش الاسرائيلي الذي وُصف زوراً بأنه الأسطورة التي لا تقهرquot;، فرأى جنبلاط أن هذه الذكرى quot;تُطل بالتزامن مع الزيارة الاستثنائية والمهمّة التي يقوم بها الملك عبد الله بن عبد العزيز الى سوريا، والتي تأتي إستكمالاً لنهج المصالحة ورأب الصدع الذي كان خادم الحرمين الشريفين قد أطلقه في قمة الكويت بهدف إعادة الاعتبار للعمل العربي المشترك وطي صفحة الخلافات السابقةquot;.
وفي موقفه الاسبوعي لجريدة quot;الانباءquot; الصادرة عن quot;الحزب التقدمي الاشتراكيquot; ذكّر جنبلاط بأن quot;الملك عبدالله بن عبد العزيز هو من أطلق المبادرة العربية للسلام التي تؤكد على مبدأ الارض مقابل السلام، وهو الذي رفض تقديم أي تنازلات عربية بالثوابت الكبرى لا سيّما رفض التوسع الاستيطاني المستمر والتأكيد على حق العودة وحماية مسجد الأقصى التي باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، وعدم القبول بنظرية يهودية دولة إسرائيل التي تؤسس لموجة تهجير جديدة لفلسطينيي 1948، وهو الذي رفض عروضات وضغوطات أميركية للدخول في خطوات تطبيعية مع إسرائيلquot;.
وإذ أشاد جنبلاط بـquot;الجيش العربي السوري الذي يشهد له التاريخ في الكثير من المحطات بتضحيات كبرىquot; أعرب عن تطلعه لأن quot;تشكل القمة السعودية-السورية، التي طال انتظارها، مناسبةً لدفع العلاقات بين الشعبين اللبناني والسوري إلى سابق عهدها، وإلى إنتظام العلاقات السياسية بين لبنان وسوريا على قاعدة إتفاق الطائفquot;. وأضاف: quot;ذكرى الحرب وتزامنها مع هذا التقارب العربي-العربي يجب أن تكون مناسبةً لمحو آثار الكلام النابي والتجريح السابق الذي صدر من هنا وهناك، والانطلاق لوضع أسس مشتركة تحفظ ثوابت إتفاق الطائف وفق المعادلة الموضوعية للجغرافيا والتاريخ بعيداً عن تداعيات مرحلة الوصاية السابقةquot;.
التعليقات