بيروت، وكالات: فيما لا تزال عملية تشكيل الحكومة اللبنانيةرهينة العقد أوقف الرئيس المكلف سعد الحريري الشراكة الحكومية عند حدود quot;المنطقquot;، لافتًا في هذا السياق إلى أن quot;الشراكة الحقيقية يجب أن تكون مبنيّة على المنطق الذي يقول إنّ من تنازل عن كثير من الامور التي حصل عليها من الشعب اللبناني في الانتخابات النيابية، يجب أن يُقابل من قبل الطرف الآخر بطلبات منطقية، أما اذا كانت هذه الطلبات غير منطقية والتحديات غير منطقية والعناد غير منطقي، فهذا ما لم نكن نتوقعه من الطرف الآخرquot;.

الحريري قال: quot;لم نتوقع يومًا أننا عندما سنمدّ يدنا بأنهم سيسحبون يدهم، أو عندما نمد يدنا لحلفائنا وشركائنا في الوطن بأن ينظروا الى هذه اليد ولا يمسكوا بها ويشدوا عليها، كنا نتوقع من شركائنا أن يضحوا كما ضحينا نحن ولا يقولوا لنا انهم ضحوا بالصيغة او تخلوا عن الثلث المعطل او النسبية فهذه ليست تضحياتquot;، وأضاف: quot;نحن الاكثرية ونحن من يحق لنا بالثلثين، ومنذ اللحظة الاولى قلنا إننا نريد حكومة وحدة وطنية، فنحن من ضحّى ومن يريد حكومة الوحدة، ومن يريد أن يتكلم بالمنطق فنحن مستعدون لنتعاون معهم الى اقصى الحدودquot;.

وإذ أكد أنه يعمل quot;بكل جديةquot; إزاء دعوة رئيس الجمهورية إلى تأليف الحكومة قبل سفره إلى نيويورك في الثالث والعشرين من الجاري للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ما قاله فخامة الرئيس، قال الحريري: quot;لقد استغرقت وقتي في البداية، وتحدثت مع كل الافرقاء السياسيين وهذا الحوار سيتابع، ولكن في النهاية يجب على كل واحد منا ان يتحمّل مسؤوليته، فلقد سلمنا الشعب اللبناني امانة في هذه الانتخابات، ونحن مسؤولون عنها، لأنّها تُمثل اكثرية لبنان أولاًquot;.

هذا ولفت الحريري إلى أنّ لائحة quot;زحلة بالقلبquot; التي فازت في الانتخابات الاخيرة quot;تعمل وتضع نصب اعينها مصلحة عاصمة البقاع والقيام بكل ما يلزم لانمائها والقيام بكل ما يلزم من أجل أبنائهاquot;، مؤكدًا quot;أنّ الحكومة المقبلة بعد تشكيلها إن شاء الله ستعمل على إيفاء هذه المنطقة الوفية جزءًا من حقوقها واحتياجاتها الضروريةquot;.

رئيس الجمهورية في مقره الصيفي quot;بيت الدينquot; للمرة الأولى في عهده

في غضون ذلك، وللمرّة الاولى منذ بداية عهده، توجّه رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى بيت الدين لقضاء أسبوع كامل في المقر الصيفي لرئاسة الجمهوريّة، قصر بيت الدين، وسيكون للرئيس عدد كبير من الاستقبالات ابتداءً من اليوم الاحد. وفور وصوله رأس سليمان اجتماعًا لكبار معاونيه تحضيرًا لبرنامج عمله، وضم الاجتماع، مدير عام رئاسة الجمهورية ورؤساء الفروع والمكاتب وبعض دوائر القصر الجمهوري.

الى ذلك ذكرت صحيفة quot;النهارquot; أن رئيس الجمهورية سيستقبل اليوم رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط الذي سيزروه على رأس وفد نيابي وحزبي، ترافقه مرجعيات روحية أو ممثلون عنها ورؤساء هيئات وفاعليات في منطقة الجبل. وكان رئيس الجمهورية قد بحث مع المعاون السياسي للامين العام لـquot;حزب اللهquot; حسين خليل، آخر التطورات السياسية لا سيما منها المتعلقة بتأليف الحكومة الجديدة والخطوات الآيلة الى انجاز ولادة الحكومة بالسرعة الممكنة.

في المقابل، قال وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إنّ quot;التيار الوطني الحر لا يريد أن يكون quot;النائب المكلفquot; سعد الحريري نسخة عن الرئيس فؤاد السنيورةquot;، مشيرًا إلى أنّ quot;التيار رأى في الحريري انه يستطيع حمل عنوان لمرحلة جديدة تختلف عن مرحلة 2005 حتى 2009quot;.

واعتبر باسيل أنّ quot;رفع اللاءات الثلاث بوجه توزير الراسبين وإعطاء التيار حقيبة سيادية من ضمن خمس حقائب، إنما هي لا لحكومة الوحدة الوطنية، لأنهم لا يريدون للتيار أن يحمل رؤية اقتصادية ومعيشية تختلف عن رؤيتهم المربحة لجيوبهم، والتي تراكم الدين العام، ولكون التيار هو الوحيد الذي يقف في وجه التوطين ما يعرقل مخططهمquot;.

وعن إمكانيّة تأليف الحكومة من دون التيار أجاب باسيل: quot;يكونون بذلك كما لو انتخبوا رئيس الجمهورية بالنصف زائدًا واحدًا وليتحملوا مسؤولية أعمالهمquot;. هذا وأكد باسيل التزامه quot;خفضًا ثانيًا للاسعار في وزارة الاتصالات في العام 2010quot;، محذرًا من إعادة رفع كلفة المخابرات. من جهته، رأى النائب بطرس حرب أن تشكيل طاولة الحوار أمر يعود لرئيس الجمهورية، وقال: quot;من غير المعروف بعد، جميع أركان هذه الطاولة، وما هي معايير المشاركة فيهاquot;.