بيروت، وكالات: أبدت أوساط في المعارضة اللبنانيّة ارتياحها لطبيعة ردّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على التدخّل الإسرائيلي في عمليّة تشكيل الحكومة من خلال تأكيده على أنّ quot;حزب اللهquot; سيشارك فيها، شاء العدوّ أم أبى، مشيرةً إلى أنّه يعكس الموقف الطبيــعي والسليم. ويلاحَظ أنّ الحريري بدأ يقترب في ترتيب أولويّـــاته من النائب وليد جنبلاط الذي يشغله هذه الأيام هاجس الـعامل الإسرائيلي. وفي سياق متّصل، قالت أوساط جنبلاط لصحيفة quot;السفيرquot; إنّها تنظر بارتياح إلى الموقف الذي أعلنه الحريري حول اشتراك quot;حزب اللهquot; في الحكومة، ورأت أنّه يساهم في تكريس المناخات الإيجابية مع تصاعد التهديدات الإسرائيليّة التي تستدعي تسريع المشاورات لتشكيل الحكومة.
إجتماع الحريري - جنبلاط بلور اتّفاقًا على أرضيّة التّهدئة
بدورها نقلت صحيفة quot;الحياةquot; عن مصادر قريبة من أحد المشاركين في الاجتماع الذي عقد أخيرًا في قريطم بين الحريري وجنبلاط، أنّهما تفاهما على مجموعة من الخطوط العريضة للإبقاء على حدّ أدنى من التهدئة، على الرغم من الاختلاف بشأن تأليف الحكومة، ويأتي في مقدّم تلك الخطوط:
أوّلاً: إصرار جنبلاط على تمتين علاقته بالأكثريّة النيابيّة واستعداده للمشاركة في الاجتماع النيابي الموسّع المقرّر في بحر الأسبوع المقبل الذي من شأنه أن يشكّل الردّ على ما أخذ يراهن عليه البعض من أنّ رئيس quot;التقدميquot; يمضي قدمًا في اتّخاذ الخطوات الرامية إلى تسريع خروجه من الأكثرية التي كانت وراء تسمية الحريري لتأليف الحكومة، إضافة إلى تأكيد تحالفه الوثيق بالحريري.
ثانيًا: تضيف مصادر quot;الحياةquot; وجود رغبة قاطعة لديهما في الانفتاح على quot;حزب اللهquot; وضرورة تكثيف اللقاءات بغية تضييق رقعة الخلاف معه، على الرغم من أنّ الاجتماع الأخير بين الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لـ quot;حزب اللهquot; حسين خليل، لم يخلُ من العتب على هامش المصارحة التي دارت بينهما في العمق، وتحديدًا بالنسبة إلى الخلاف القائم مع quot;تكتّل التغيير والإصلاحquot; برئاسة النّائب ميشال عون.
ثالثًا: التواصل الدائم بين الحريري وجنبلاط من جهة، وبرّي، باعتبار أنّ هذا التواصل لا غنى عنه في الوقت الحاضر، مع أنّه لم ينقطع منذ فترة طويلة.
رابعًا: دعوة الحريري النّائب عون إلى لقاء من أجل البحث في مسألة تأليف الحكومة ما زالت مفتوحة، والأوّل على استعداد للقاء معه في أي وقت، علمًا بأنّ الحريري ليس مسؤولاً عن انقطاع التواصل بينهما، وكان قد زاره في الرابية في إطار جولته التقليدية على رؤساء الحكومة السابقين فور تكليفه برئاسة الحكومة وعاد ووجّه إليه الدعوة للاجتماع به، فبادر عون إلى انتداب صهره وزير الاتصالات جبران باسيل للتواصل.
مقرّبون من المعارضة: على الحريري أن يعبّد طريق قريطم ndash; الرابية
إلى ذلك، قالت أوساط قريبة من المعارضة لصحيفة quot;النّهارquot; إنّ هذه القوى تنتظر الخطوة التالية لرئيس الوزراء المكلّف الذي تنظر المعارضة إلى المواقف التي أعلنها بعد عودته بعين الارتياح وخصوصًا من حيث تمسّكه بالصيغة الحكوميّة وردّه على التهديدات الإسرائيليّة وإصراره على حكومة وحدة وطنية خلافًا للمواقف التي تقول بتأليف حكومة من الأكثرية. لكنّها رأت أنّ على الحريري أن يعبّد طريق قريطم ndash; الرابية كمنطلق أساسي لحلّ أزمة الحكومة quot;ما لم تكن هناك فعلاً معطلات خارجية غير معترف بها من جانبه وفريق الغالبيةquot;. وفي هذا الإطار اتّخذ النّائب عون أمس مواقف متشدّدة معلنًا أنّه يريد quot;خمس وزارات مليئة ومن دون فراغاتquot;، ورافضًا quot;الذّهاب إلى أحدquot;.
سليمان سيدعو الأطراف المعنيين إلى تبادل التنازلات
كما تترّقب أوساط سياسيّة الموقف الذي سيعلنه رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الملفّ الحكومي والقضايا الداخليّة الملحّة في الكلمة التي سيلقيها في مأدبة إفطار يقيمها في قصر بعبدا في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل. وقد بدأ توزيع الدعوات على القيادات السياسيّة والدينيّة، وهي تشمل أكثر من مئتي شخصيّة.
وقالت مصادر سياسيّة مطّلعة لـquot;النهارquot; إنّ رئيس الجمهوريّة الذي يستعجل تأليف الحكومة يدعو الأطراف المعنيّين إلى تسهيل مهمّة الحريري وإلى تبادل التنازلات من أجل دفع عمليّة التأليف قدمًا. ويكتفي الرئيس سليمان باتّصالات مع المعنيّين من غير أن يتجاوز مهمّة رئيس الوزراء المكلّف ولا يبدي وجهة نظر أو رأيًا في التشكيلة قبل أن يعرضها عليه الحريري. وأضافت أنّ سليمان الذي يستعدّ للمشاركة في دورة الجمعية العموميّة للأمم المتّحدة في نيويورك في 23 أيلول، يهمّه أن تولد الحكومة قبل سفره ليكون الموقف اللبناني الذي يعلنه أمام الأمم المتّحدة محصّنًا داخليًّا بحكومة وحدة وطنية.
التعليقات