بيروت، وكالات: أكّد رئيس تكتّل quot;التغيير والإصلاحquot; في لبنان النائب ميشال عون على أنّ quot;اللقاء الذي جمعه برئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري كان لكسر الجدار وفتح الحوار حول تأليف الحكومةquot;، مشيرًا إلى أنّ quot;الصعوبات لا تزال كبيرةquot;. وكشف عن أنّه سيغيب لبضعة أيام وسيكون هنالك من يتابع الحوار في غيابه إذا وجدت ضرورة لذلك. بدوره أوضح الحريري أنّ اللقاء الذي جمعه بعون quot;هو لكسر الجليدquot;، مؤكّدًا على أنّ quot;الحوار سيستمرّ بعد عودة الأخير من السفرquot;. وأشار من القصر الجمهوري قائلاً: quot;سنبقى على اتّصال مع عون للتّسريع في تشكيل الحكومةquot;، شاكرًا رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان على رعايته لهذا الاجتماع، وآملاً بأن quot;تكون هذه البداية لحوار جدّي، حتى ولو أنّ الصعوبات ما زالت موجودةquot;.
جنبلاط سيحضر لقاء الأكثريّة اليوم
في سياق قريب أشار رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; في لبنان النائب وليد جنبلاط في حديث إلى صحيفتي quot;السفيرquot; وquot;النهارquot;، إلى أنّ quot;اللقاء الديمقراطيquot; وquot;الحزب التقدّمي الاشتراكيquot; سيشاركان في الاجتماع المقرّر اليوم للأكثريّة النيابيّة وذلك quot;لتأكيد دعم جهود الحريري في تأليف الحكومة على قاعدة الصيغة التوافقيّة التي تمّ التوصّل إليها وهي 15 - 10 - 5، لمواجهة كلّ التحدّيات والتهديدات ولتجديد التمسّك باتّفاق quot;الطائفquot; الذي، للتذكير، تمّ التوصل إليه بمظلّة ورعاية عربيّة وتحديدًا سعوديّة - سوريّة، وللتشديد على أنّ أيّ تقارب عربي - عربي ينعكس إيجابًا على لبنان، وهذا ما نأمل في استمراره وتكريسه في المرحلة المقبلة. وشدّد جنبلاط على quot;عدم قبول الحزب التقدّمي الاشتراكي بأن يستخدم لبنان كمسرح للضغط السلبي على أيّ تقارب عربي - عربي أو كمسرح لفصل المسارات وفق لعبة الأمم والقوى الكبرى الجارية في الشرق الأوسطquot;.
بطرس حرب: الإجتماع لن يحلّ المشكلة من دون النوايا الصافية
إلى ذلك، إستبعد النائب بطرس حرب أن يحلّ اللقاء بين عون والحريري المشكلة، معتبرًا أنّ القضيّة لا تحل بهذه السهولة. فعون لديه مطالب لا يتنازل عنها ويعتبر أنّ هذا حقّه ونظرته أنّ الحكومة تشكّلها الأطراف السياسيّة، مضيفًا أنّ المشكلة لا تحلّ إلا بالنوايا الصافية واستعداد كلّ النّاس للتضحية في سبيل الوطن والمواطنين. ووصف في حديث لإذاعة quot;صوت لبنانquot;، مبادرة الحريري إلى دعوة عون للقاء بـquot;الممتازةquot;، معتبرًا أنّه لو لم تكن هناك مصلحة للبنان لما كان الحريري مضطرًّا لإطلاق مبادرته، وسأل: quot;الآن هل عون مستعدّ للتنازل عن بعض من مطالبهquot;.
ورأى حرب أنّنا سنبقى ندور في حلقة مفرغة حتى يقبل عون بالدستور والصلاحيات المعطاة لرئيس الحكومة المكلّف، معتبرًا أن لا حقّ للأقليّة بفرض الشروط التعجيزيّة على الأكثريّة. وعن اجتماع نوّاب الأكثرية اليوم، ألمح حرب إلى أنّ الاجتماع هو ردّ على كلام عون وغيره عن أنّ الأكثريّة لم تعد أكثرية بعد خروج رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط، مضيفًا: quot;الاجتماع جاء ليعطي صورة للّبنانيين أنّ الـ71 نائبًا الذين يشكّلون الأكثرية ما زالوا مع بعضهم يشكّلون الأكثرية وستكون مناسبة لإعادة تحديد بعض المبادئ التي لا تزال الأكثرية و14 آذار متمسّكين فيهاquot;.
مصادر برّي تستبعد أن يقدّم مبادرة لإخراج الحكومة من الجمود
وعن دور رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في تشكيل الحكومة، نقلت صحيفة quot;الحياةquot; عن مصادر مقرّبة من الأخير استبعادها أن يكون في نيّته إطلاق مبادرة جديدة لإخراج عمليّة تأليف الحكومة من الجمود والمراوحة، وتوقّعت في المقابل أن يتوقّف مليًّا أمام المخاطر التي تهدّد مستقبل لبنان في حال بدأ التأليف يصطدم بحائط مسدود، إضافة إلى تسليطه الأضواء على استفحال الوضعين الاقتصادي والاجتماعي مع اقتراب العام الدراسي الجديد.
قنديل... quot;حزب اللهquot;... والمحكمة الدوليّة
وفي ما يتعلّق بآخر السجالات التي تدور في لبنان بما يختصّ بالمحكمة الدولية الخاصّة بالنظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، أكّد النائب الأسبق ناصر قنديل على أنّ فتح معركة صلاحيّات رئيس الحكومة موجّه ضدّ رئاسة الجمهورية وليس ضد أي طرف من أطراف المعارضة والسبب أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أعلن التزامًا بأنّه لن يوقّع مرسوم تشكيل الحكومة إلاّ إذا كانت حكومة وحدة وطنيّة، وإذا كان البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير يشنّ حملة من أجل تشكيل حكومة غالبيّة فهي حملة على رئيس الجمهورية، وتاليًا تتمّ تعبئة الشارع الإسلامي المقابل في الموالاة تحت عنوان صلاحيّات رئيس الحكومة لشدّ عصب مذهبي، مضيفًا: quot;ربما تكون ثمّة حاجة إليه لتغطية الوقت الضائع حتى مطلع العام أو موعد الانتخابات العراقيّة، وربما ينفجر العصب المذهبي بأشكال أمنيّة كما بدأ يبشّر بعض نواب تيار المستقبل في الشمالquot;.
قنديل، وفي حديثٍ لصحيفة quot;النهارquot; الكويتيّة، اعتبر أنّ الفريقين السعودي والمصري قد توافقا على الطاولة الأميركيّة، على تجميد مسار الانفتاح نحو سوريا وعدم الذهاب إلى حكومة وحدة وطنية وعدم الذهاب أيضًا إلى حكومة غالبيّة برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، لكنّ التعايش بين وضعيّة quot;رئيس حكومة مكلّف سعد الحريري لا يُشكّل حكومة، ورئيس حكومة منتهية صلاحياته السنيورة، يحكم فعليًّاquot;.
وأشار قنديل إلى أنّه لا يمكن للحريري أن يُشكّل حكومة غالبيّة لثلاثة أسباب: الأوّل أنّ حكومة الأكثريّة ستكون غير قادرة على الحكم، والثاني أنّ الحريري لا يريد ولا يراد له سعوديًّا أن يكون عنوان المواجهة، والثالث أنّ قراءة النائب وليد جنبلاط لمعادلاته وبالتنسيق والتشاور مع السعودية تقول بأنّه لا مصلحة بعودة السنيورة ولا مصلحة بحكومة غالبيّة، ولنبقى ونتعايش مع الوضع القائم حتى تنضج ظروف حكومة وحدة وطنيّة، مضيفًا أنّ quot;الحريري فهم الرسالة المصريّة بأنّه يستطيع أن يكون رئيسًا لتيار المستقبل وزعيمًا لقوى 14 آذار لكن لا يملك القرار في الاثنينquot;.
ورأى قنديل من جهة ثانية أن quot;المحكمة الدولية أكّدت أنّ سوريا وحلفاءها في لبنان غير متهمين وهذه ليست هبة سياسيّة بل ثمرة التحول في السياسة الأميركية، وهو نوع من شراء المصداقية للمحكمة من أجل المرحلة الثانية التي يُراد فيها الذهاب إلى اتّهام حزب اللهquot;، مضيفًا: quot;أتوقّع أنّنا أمام حديث دائر عن أنّ التقرير الدولي سيصدر بعد ثلاثة أشهر، وبعد ثلاثة أشهر سيكون هناك ثلاثة أشهر أخرى حتى ينتهي مفعول المحكمة، وعندها سنسمع قرارًا دوليًّا بحلّ المحكمة، والقول بأنّ ما وصلت إليه التحقيقات يسمح للقضاء اللبناني بأن يقوم بالمهمّةquot;.
التعليقات