بيروت، وكالات: مع دخول الأزمة الحكومية في لبنان شهرها الثالث، ظهرت أمس بوادر أمل ضئيلة بعد المبادرة التي وجهها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للنائب ميشال عون لعقد لقاء في القصر الجمهوري في بعبدا أو في المجلس النيابي. وذكرت صحيفة quot;النهارquot; المقربة من فريق 14 آذار أن اللقاء المرتقب بين الرئيس المكلف ورئيس quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; مرجح اليوم ما لم يطرأ ما يرجئه الى الغد. ونقلت الصحيفة عن مصادر القصر الجمهوري إشارتها الى أن هذا quot; اللقاء الذي يستضيفه قصر بعبدا، بمبادرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان واقتراح من الحريري وقبول من عون، سبقه اتصال اجراه ظهر أمس الرئيس سليمان بالعماد عون وquot; شجعه على المضي في هذه المبادرة، مؤكداً الاستعداد للمساهمة في كل ما من شأنه الاسراع في تشكيل الحكومةquot;.

وفي حين تشير أجواء رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أنه قد يعلن موقفا لكسر الجمود وتفعيل تشكيل الحكومة، خلال الاحتفال السنوي بذكرى غياب الإمام موسى الصدر، مساء غد الاثنين، تكتفي مصادر مواكبة للرئيس المكلف بعبارة quot;الأفق مسدودquot; لدى سؤالها عن مسيرة التشكيل، وذلك بسبب quot;الشروط التعجيزية الداخلية التي تغطي رغبات إقليمية لا يقتصر أفقها على لبنانquot;.

الى ذلك، ذكرت أوساط مرجع لبناني أن نتائج المداولات التي ستحصل بين عون والحريري ستحدد ما إذا كان يمكن إنتاج صفقة بحيث إذا نجح اللقاء في التمهيد لإزالة العقبات، يكون معنى ذلك أن العراقيل كانت محلية وداخلية، أما إذا استمر تعطيل التأليف فهذا يعني أن العراقيل خارجية.

هذا وذكرت صحيفة quot;الحياةquot; أن بعد ظهر يوم غد الاثنين سيشهد اجتماعاً في دارة آل الحريري في قريطم لنواب الأكثرية الـ71، هو الأول منذ الانتخابات النيابية في 7 حزيران الماضي، ويُراد من خلاله استمرار تضامن هذه الأكثرية بعد الهزّة التي أصابتها بفعل المواقف المتمايزة التي أعلنها رئيس quot;الحزب التقدمي الاشتراكيquot; وليد جنبلاط في 2 آب الماضي إزاء قوى 14 آذار. وسيحضر الاجتماع النائب جنبلاط الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، لتأكيد دعم هؤلاء النواب لمهمة تأليف الحكومة والأسس التي ستقوم عليها.

من جانبه إعتبر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن quot;أسهل العقد هي عقدة اللقاء (بين الحريري وعون) والأصعب هي عقد quot;العمةquot; وquot;العمquot;. وإذ سُئل عن المقصود بـquot;العمquot;، أجاب باسيل في اتصال مع quot;النهارquot; : quot;ولو؟ إنه العم سامquot;.

هذا، وأشار باسيل الى أن quot;لقاء الرابية (بين العماد عون ووفد quot;حزب اللهquot;) لا علاقة له باللقاء في بعبدا الذي أعتبره حلاً شكلياً لمشكلة تحتاج الى حلّ في المضمونquot;. وعما إذا كان عون سيلبي الدعوة الى لقاء بعبدا، أجاب باسيل: quot;غداً (اليوم) الصباح رباحquot;. هذا، وأفادت مصادر الرابية quot;النهارquot; أن لقاء الرابية بين العماد عون ووفد quot;حزب اللهquot; إنعقد في حضور الوزير باسيل وجرى خلاله quot;البحث في كل العقد الداخلية والخارجية في تأليف الحكومةquot;.

المحكمة الدولية

على صعيد آخر، أفادت أوساط ديبلوماسية ان ما يشهده موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان من تجاذبات يبدو كأنه quot;أمر عمليات تلقاه اطراف داخليون فانطلقوا في الحملة على المحكمةquot;. واستغربت راضية عاشوري الناطقة الاعلامية باسم المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار الحديث الدائر في لبنان عن موعد صدور القرار الظني، ووصفت من يتوقع هذه الاحداث بـquot;المتكهنينquot;.

وشددت في اتصال أجرته معها quot;المؤسسة اللبنانية للارسالquot; مساء امس على quot;ان تحقيقات المحكمة سرية ولم تتوقف اطلاقاً، وان المحكمة لا تقدم اي معلومات الى احدquot;. ودعت السياسيين اللبنانيين الى quot;عدم استباق الاحداثquot;، مشيرة الى ان بلمار سيعود في الايام المقبلة الى مقر المحكمة لاستكمال التحقيقات.