أكد الحسيني أن المجلس الاسلامي العربي أرسى خطا سياسيا يقول على مباديء أساسية، وأوضح أن المجس نقل شيعة لبنان من التبعية إلى موقع المرجعية العربية.

بيروت: قال العلامة محمد علي الحسيني، الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان، ان مجلسه قد تمكن من نقل شيعة لبنان من موقع التابع الى موقع المرجعية العربية لكل أبناء الطائفة الشيعية في کل أرجاء الوطن العربي.

واضاف بأن المجلس الاسلامي العربي وعلى المستوى العربي قد أرسى (خطا سياسيا يقوم على ثلاثة مبادئ رئيسية: الاول، إحترام خصوصية کل دولة عربية في تعاطيها مع أبنائها، الى أي طائفة أو مذهب ينتمون، و تدبير شؤونها الداخلية بنفسها. والمبدأ الثاني، التصدي بحزم لأية محاولة خارجية، وخصوصا غير العربية، للعبث بأمن أية دولة عربية. والمبدأ الثالث، حث مکونات أية دولة على إلتزام النظام العام، وإعتماد الحوار، و لاشئ غير الحوار لنيل المطالب إذا وجدت، و المساهمة الفعالة في مؤسسات الدولة و الانصياع التام للقانون العام.) جاء ذلك في کلمة ألقاها العلامة الحسيني في الاحتفال الذي أقامه المجلس الاسلامي العربي في فندق غولدن بلازا في بيروت بالذکرى السنوية الثالثة لتأسيسه يوم العاشر من تشرين اول/اکتوبر عام 2006، وقد کان الحفل برعاية أمينه العام العلامة محمد علي الحسيني و حضور شخصيات عربية و لبنانية مختلفة وحشد من ممثلي القنوات الاعلامية العربية المتباينة بالاضافة الى حضور أعضاء مجلس الشورى و رؤساء اقسام المجلس و مسؤولي المناطق و حشد من المناصرين و المهتمين.

وقد تخلل الاحتفال تکريم کل الاعضاء المؤسسين و رؤساء الاقسام و منحهم الدروع التقديرية الخاصة بالمجلس وسط تغطية إعلامية لافتة.

وألقى الحسيني کلمة إستعاد فيها مرحلة التأسيس و اهدافه، وقدم تقريرا عن انجازات السنوات الثلاثة المنصرمة. وأکد الحسيني في کلمته ان المجلس الاسلامي العربي quot;يدعو الى رفض الانقسام ونبذ الفرقة ، ويعمل على درء خطر الفتنة المذهبية البغيضة، في لبنان، كما في سائر الدول العربية.

وقال:quot; في العام الثاني من عمره بدأت أصداء المجلس وانجازاته تصل الى كل الدول العربية. فتلقينا عبر وسائل الاتصال المختلفة عشرات آلاف الرسائل المؤيدة والداعمة، ما اكد للجميع أن انشاء المجلس كان بالفعل حاجة اسلامية عربية وخصوصا في أوساط الطائفة الشيعية على امتداد انتشارها في الدول العربية.)

وأشار الحسيني الى أنه وخلال العام الثالث کانت(لنا خطوة نوعية متقدمة في اطلاق المقاومة الاسلامية العربية بهدف كسر احتكار الحق المقدس لامتنا في الدفاع عن وجودها وكرامتها، في مواجهة الاعداء الخارجيين وهم كثر. وكذلك لكي لا يتحول حمل السلاح بغاية المقاومة الى مآرب أخرى تمس الداخل اللبناني أو العربي، وتهدد الامن الوطني او القومي.) وقال الحسيني في جانب آخر من کلمته بأنه وعلى الرغم من أن الآمال في مشروع عام العروبة الذي أطلقه المجلس الاسلامي العربي في ذکرى تأسيسه الثانية لم تتحقق کاملة لأسباب مالية، فإن المجلس قد أنجز على الصعيد المادي الکثير الکثير وتمکن من تأمين الوقود العربي و المدفأة العربية واللوازم المدرسية للمحتاجين، بالاضافة الى دفعات متتالية من المساعدات الغذائية الحيوية و الادوية.

واضاف الحسيني في کلمته قائلا؛ اذا أردنا أن نعدد الانجازات التي حققناها في السنوات الثلاث الماضية فإننا نبدأ من السياسة. فقد أوجد المجلس الاسلامي العربي خطا سياسيا شيعيا اسلاميا عربيا ولبنانيا ، يتميز بالاعتدال. فابتعدنا، وأبعدنا شعبنا عن حالة الانقسام والاصطفاف المذهبي الحاد في لبنان، وأسسنا على الصعيد الشيعي قوة ثالثة كسرت الاحتكار القائم منذ سنوات في بلدنا. وكرسنا المجلس كمرجعية شيعية لبنانية في البداية، ثم تحولنا الى مرجعية شيعية عربية يتطلع اليها أبناء طائفتنا في كل الدول العربية. أما على المستوى العربي فقد أکد الحسيني(بأننا قد أرسينا أسس خط سياسي يقوم على ثلاثة مبادىء رئيسية : الاول ، احترام خصوصية كل دولة عربية في تعاطيها مع أبنائها ، الى أي طائفة أو مذهب انتموا ، وتدبير شؤونها الداخلية بنفسها . والمبدأ الثاني ، التصدي بحزم لأية محاولة خارجية ، وخصوصا غير العربية ، للعبث بأمن اي دولة عربية . والمبدأ الثالث ، حث مكونات اي دولة عربية على التزام النظام العام ، واعتماد الحوار ، ولا شيء غير الحوار لنيل المطالب اذا وجدت ، والمساهمة الفعالة في مؤسسات الدولة والانصياع التام للقانون العام.

وأکد الحسيني بأن المجلس الاسلامي العربي و بوحي من المبادئ الثلاثة الآنفة إختط لنفسه السلوك السياسي العملي وانه وبناءا على ذلك واثناء حدوث بعض من المشاکل و الاضطرابات بين المواطنين الشيعة و السلطات في دول عربية عدة(فتدخلنا ايجابيا لتصويب الامور وعملنا مثلا على اقناع اخوتنا الشيعة في البحرين بضرورة اقامة الحوار مع حكومة جلالة الملك حمد بن خليفة، الذي نحترمه ونقدره، لمعالجة المشكلة وتحقيق المطالب، انطلاقا من قناعتنا في المجلس الاسلامي العربي أن المسلمين في أي بلد هم جزء من نسيجه الوطني.

وقال:quot;وتكرر الامر في الكويت مع اخواننا الشيعة هناك، فكنا وساطة الخير التي نجحت والحمدلله باعادة الامور الى نصابها، بان يسلك جميع المواطنين الكويتيين طريق الحوار مع حكومة سمر امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح، الذي نقدره ونحترمه أيضا، لما فيه خير الجميع.

وأضاف:quot;عندما حصلت المشكلة مع بعض الاخوان الشيعة في المملكة العربية السعودية وجرى اعتقال عدد من المواطنين السعوديين ناشدنا خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي نثق بحكمته بالغ الثقة، العفو عن هؤلاء، كما ناشدنا اخوتنا أن يسلكوا درب المصالحة والحوار ورفع مظلوميتهم الى جلالة الملك والذي أثبت رحابة صدر كريمة ليس فقط تجاههم، بل تجاه الكثيرين من عادوا المملكة في الداخل والخارج، ونجحت سياسته الحكيمة أيما نجاحquot;.

وتابع الحسيني:quot; كذلك نحن الآن بصدد التوجه الى اخوتنا الشيعة في اليمن، ليسلكوا طريق الحوار مع الحكومة، وينبذوا العنف الذي لا يمكن أن يؤدي الى أية نتيجة ايجابية. وندعو الله عز وجل أن يهديهم ويوفقنا في دعوتنا لنحافظ على اليمن الشقيق سالما قوياquot;.

وبخصوص ماعمله و انجزه المجلس الاسلامي العربي من أجل لبنان، قال الحسيني في قسم آخر من خطابه ان لبنان quot;هو بلد التعدد والتنوع الديني والثقافي . تنوع شكل عبر تاريخ هذا البلد ثروة وغنى عندما توافق اللبنانيون وابتعدت عنهم، أو أبعدوا أيادي التدخل الخارجي. ولكن هذا التنوع كان يتحول الى نقمة ولعنة في كل مرة اختلف فيها اللبنانيون وعملت قوى الخارج على استدراجهم فئات فئات للاصطفاف في محاور واحلاف اقليمية ودولية. هكذا كان الحال عندما أطلقنا حركتنا وأسسنا المجلس الاسلامي العربي. كان اللبنانيون منقسمين على أنفسهم، والاحزاب والتيارات السياسية التي تقودهم تدين بالولاء للخارج، وتستمد منه كل سبل الدعم المالي وغيره. وقد بلغ الانقسام حدًّا خطيرًّا فتحول الى صراع في الشارع والساحات، والى فتنة دخلت الى كل حي وبيت.

وقال:quot;في هذه الظروف عملنا على نبذ الفرقة وجمع الصفوف ولم الشمل, وفي هكذا بيئة جاهدنا لتوحيد كلمة المسلمين خصوصا تحت راية دينهم، وجاهدنا لنضمهم الى اخوانهم من سائر اللبنانيين تحت راية لبنان وسلطة دولته، ولا شيء غيرهما لقد كانت المهمة بالغة الصعوبة ولكننا أبينا أن نخرج عن مبادئنا الاسلامية والعربية، وظللنا تحت سقف القانون اللبناني الذي يحظر الارتباط أو الارتهان للخارج، وبالتالي يحظر الارتباط بأية محاور اقليمية أو دوليةquot;.

وتوقف الحسيني عند الازمة المالية التي عصفت بالمجلس الاسلامي العربي و کانت بمثابة امتحان قاس و صعب له قائلا(لقد واجهنا خلال السنوات الثلاث الماضية، وخصوصا في العام الاخير، امتحانا قاسيا للغاية، اذ تعرضنا لنوع من الحصار المالي، وعانينا الكثير للحفاظ على استمرارية مؤسساتنا المختلفة ولا سيما منها التي تعنى بمساعدة المحتاجين، أو التي تعنى بالشؤون الدينية، نظرا لما تتطلبه من موازنات مالية لم تتوفر لنا. وقد وصل الامر حد التفكير باقفالها، وبدأنا النقاش في المسألة داخل هيئات المجلس أولا، ومن ثم عبر وسائل الاعلام.

وختم قائلا:quot; كانت مفاجأتنا كبيرة عندما انهالت علينا الرسائل والاتصالات من مختلف الدول العربية ومن الجاليات العربية في اوروبا، تشجعنا وتحثنا على عدم الاستسلام للواقع الصعب، وتطالبنا بالاستمرار في حمل رسالة المجلس الاسلامي العربي الذي يجد فيه الاخوة العرب صوت الاعتدال الواجب المحافظة عليه بأي ثمن ومهما غلت التضحيات. وعلى هذا الاساس قررنا الاستمرار في رسالتنا رغم الصعوبات المالية الكبيرة، والتي نود لو يساهم الاخوة العرب في حلها، ودعمنا بما يضمن حفظ هذه الرسالة والمضي بها بعيداquot;.