الأسد وسليمان يبديان إرتياحهما بعد محادثات في دمشق

إكتسبت القمة السورية - اللبنانية التي عقدت أمس في دمشق أهمية خاصة من حيث توقيتها فجاءت عشية المحادثات بين الرئيس الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس التي تولي اهتمامًا خاصًّا للملف اللبناني. وفي القمة أكد الرئيسان السوري واللبناني تطابق في وجهات النظر بينهما حيال الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية إضافة الى استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين وأعربا عن إرتياحهما للعلاقات الثنائية.

الرئيسان السوري واللبناني في دمشق أمس. دالاتي ونهرا

بيروت: طغت القمة اللبنانية ndash; السورية الطارئة التي عقدت أمس في دمشق بين الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان على الوضع السياسي العام في لبنان الذي يمضي قدمًا في عملية تطبيع العلاقات الداخلية. واكتسبت القمة اللبنانية ndash; السورية التي جاءت عشية المحادثات بين الرئيس الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس اليوم، أهمية خاصة في تعزيز العلاقات بين دمشق وباريس التي تولي الشأن اللبناني عناية خاصة، وهذا ما عبّر عنه الرئيسان الأسد وسليمان في تأكيدهما لتطابق وجهات النظر بينهما حيال التحديات والملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية إضافة الى استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين على المستويات كافة وفي شتى المجالات.

وتزامن عقد القمة مع تلقي رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري برقية من نظيره السوري محمد ناجي عطري هنأه فيها على تشكيل الحكومة، معربًا عن ثقته بأن quot;تتعزز العلاقات بين لبنان وسورية في مختلف المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقينquot;.

وأعرب الرئيسان السوري واللبناني عن quot;إرتياحهماquot; للعلاقات الثنائية وأفادت وكالة سانا ان الجانبين أكدا quot;ارتياحهما لتطور العلاقات وعزمهما على مواصلة التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك والاستمرار بالارتقاء بعلاقات التعاون بين الجانبين الى المستوى الذي يطمح اليه الشعبان الشقيقانquot;. واوضحت ان quot;اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزهما في جميع المجالاتquot;.

وجرى خلال اللقاء استعراض quot;التطورات الايجابية التي شهدها لبنان مؤخرا ولا سيما تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانيةquot;. واكد الاسد quot;ضرورة استثمار هذه الاجواء ومتابعة الحوار لتعزيز التوافق بين اللبنانيين بما يساهم في تقوية الوحدة الوطنية التي تشكل اساسًا لاستقرار لبنان وامنهquot;. واكد سليمان من جهته ان quot;العلاقات المتميزة مع سوريا تصبّ في صالح لبنانquot; وانه quot;سيواصل العمل على تطوير هذه العلاقات لما فيه خدمة مصالح البلدين والمنطقةquot;.

كما أبدى الأسد، بحسب البيان الصادر عن دائرة الإعلام في القصر الجمهوري في بعبدا دعمه الشخصي لسليمان ولموقع رئاسة الجمهورية وتأييده الخطوات التي يقوم بها من أجل تحقيق الوفاق والاستقرار السياسي والأمني في لبنان.

وأمل الرئيس السوري بأن تنجز الحكومة بيانها الوزاري وتنال ثقة المجلس النيابي لتبدأ ورشة العمل، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية quot;ساناquot; أن الأسد شدد خلال استقباله سليمان على ضرورة استثمار الأجواء الإيجابية التي شهدها لبنان، خصوصًا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وأهمية متابعة الحوار لتعزيز التوافق بين اللبنانيين بما يسهم في تقوية الوحدة الوطنية التي تشكل أساسًا لاستقرار لبنان وأمنه.

وهذه ثاني زيارة يقوم بها الرئيس سليمان الى سوريا منذ انتخابه في ايار/مايو 2008. وتأتي الزيارة بعد ثلاثة ايام من اعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تشكيلة حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن الاكثرية التي يقودها وعن الاقلية التي يقودها حزب الله، وذلك بعد أشهُر من مفاوضات صعبة. كما سبقت زيارة الاسد الى باريس حيث سيستقبله الرئيس نيكولا ساركوزي.

صقر: زيارة الحريري إلى سوريا ترتبط بعامل الوقت ونيل الحكومة الثقة

وعلى صعيد متصل وحول زيارة الرئيس سعد الحريري الى سوريا اعتبر عضو تكتل quot;لبنان أولاًquot; النائب عقاب صقر أن quot;زيارة الحريري إلى سوريا هي بحكم المقررة، إلا أن القيام بها مرتبط بتحديد الوقت، وبانتظار نيل الحكومة للثقةquot;، مؤكدًا quot;إلتزام قوى 14 آذار ببناء أفضل العلاقات مع سورياquot;، مذكرًا بأنه quot;بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأشهر كان الرئيس سعد الحريري من المساهمين في زيارة الرئيس فؤاد السنيورة إلى دمشق، وهذا نابع من قناعة فريق 14 آذار بأهمية العلاقة الثنائية الجيدة مع سورياquot;.

وأعرب صقر عن إعتقاده بأن quot;الخارطة السياسية في لبنان بعد تشكيل الحكومة لن تتغيرquot;، وقال: quot;لا أعتقد أن أحدًا سيخرج من فريق 14 آذار أو من فريق 8 آذار، وما يحدث هو تغيير في الطروحات بهدف القيام بإصلاحات داخل كل فريقquot;، مضيفًا: quot;اليوم هناك تنافس ولا يوجدإنقسام بين الفريقين كما كان سابقًاquot;، مؤكدًا أن quot;قوى 14 آذار مستمرة ومتماسكة في مشروعهاquot;، وختم صقر بالتركيز على أهمية ما ينتظر البلاد quot;خلال الفترة المقبلة من إصلاحات مالية وتحديات إقتصاديةquot;.