بيروت، وكالات: أثار الرئيس اللبناني ميشال سليمان في عيد الجيش الـ64 مسألة وجود quot;شوائبquot; في الدستور quot;وجب معالجتهاquot;، مؤكدًا quot;دور رئيس الجمهورية الضامن للمشاركة إلى جانب دوره كحامٍ للدستورquot;. وكان سليمان يتحدث في الاحتفال الرسمي بالعيد الذي أُقيم برئاسته أمس في ثكنة شكري غانم في الفياضية، وحضره وللمرة الاولى في تاريخ الحياة السياسية في لبنان أربعة رؤساء بلباسهم الأبيض التقليدي، فجلس الى يمين الرئيس سليمان رئيس المجلس النيابي نبيه بري والى يساره رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة والى يمين بري جلس الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. وحضر الاحتفال وزراء وديبلوماسيون ووفد من القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ( يونيفيل )، ووفد من مراقبي الهدنة.

وأشار سليمان الى ان quot;اتفاق الطائف يجب ان يُقرأ بتمعن ويجب تحديث المؤسسات لتحقيق الانماء وآخر ما ينتظره اللبنانيون غرق المسؤولين بالمشاكلquot;. وأضاف: quot;لا يجوز ان نقف مكاننا بل علينا ان نسعى لحل مشاكلنا، فالشعب تواق الى الاصلاح وتطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف الذي هو ضمانة للجميعquot;.

وإذ أكد quot;دور رئيس الجمهورية الضامن للمشاركة ودوره الحامي للديمقراطيةquot;، شدد سليمان على أن quot;لا مبرر لأن يتملكنا خوف في مقاربة موضوع تعديل الدستور، كما يجب الا تكون لدينا خشية في مقاربة المفارقات الدستورية التي ظهرت وخصوصًا بدور رئيس الجمهورية، فاذا كانت العلّة فينا كمسؤولين فلنرحل واذا كانت في الدستور فلنعدله، واذا كانت في الطائفية فلنعالجها ولنضع قانونًا يفضي الى الغاء الطائفية السياسيةquot;. وأردف: quot;حرام ان نسجن الوطن بأرقام وصراعات، فلنخرجه من هذا الصراع، والعالم يثق بقدراتناquot;. وتوجه الرئيس سليمان الى الضباط قائلاً: quot;اعلموا ايّها الضباط ان مؤسستكم تقدّم المثال بصون الحريات ونبذ التعصب، وقد شهدنا استحقاقات كبرى واكبت عودة الدولة الى أماكنها الطبيعية، فكانت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وجنّبنا الوطن الصراعات العالمية وأعدنا له صوتهquot;.

وأشار سليمان الى quot;ان القرار 1701 ليس السلاح الوحيد لتحرير الأرض، ونحن نحرص على قوات الطوارئ كما نحرص على جنوبناquot;، وقال للضباط: quot;انتم تدافعون عن الحدود مع اليونيفيل ومع ذلك لا تزال اسرائيل تخرق القرارات الدولية وخاصة 1701quot;. فشدد على quot;ضرورة تنفيذ القرار 1701 وعدم تغيير اي شيء فيه وعلى انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلةquot;.

قهوجي: لتجهيز الجيش بالأسلحة المتطورة بما يتناسب مع التحديات التي يواجهها

إلى ذلك، رأى قائد الجيش العماد جان قهوجي أن دعم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للجيش اللبناني quot;يعتبر بمثابة أمان له، ويشكّل حافزاً لتعزيز دوره وتفعيل مهماتهquot;، وعبّر عن أمله وثقته بـquot;مواصلة هذا الدعم في مستقبل الأيامquot;. قهوجي وخلال زيارته على رأس وفد من قيادة الجيش إلى الرئيس سليمان، أعرب عن quot;الطموح إلى توفير المزيد من الأعتدة والأسلحة المتطورة التي تستجيب لتضحيات العسكريين وكفاءاتهم، وتتناسب مع حجم المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطنquot;.

إحتفال تخريج ضباط في عيد الجيش- دلاتي ونهرا

وأكد قهوجي أن مواجهة المؤسسة العسكرية للصعوبات والتحدّيات، إستندت إلى استمرار رعاية الرئيس سليمان وهو في موقع رئاسة البلاد، والتزوّد الدائم بإرشاداته وتوجيهاته ورؤيته الصائبة، بحيث تمكّنا من تحقيق نجاحات باهرة في مواجهة الإرهاب وشبكات التجسس والعمالة، وفي ترسيخ مسيرة السلم الأهلي، وبالتالي الإسهام قدر الإمكان في تعبيد الطريق أمام عهدكم الميمون، للإنطلاق بالوطن إلى رحاب الإستقرار والطمأنينة والإزدهارquot;.

بري متوقعًا ولادة الحكومة خلال أيام وعاتبًا على مصر: ما نجنيه في لبنان هو من نتاج وفاق س ـ س

في هذا الحين، توقّع رئيس مجلس النواب نبيه بري ولادة الحكومة الجديدة خلال أيام quot;لأن الاساس الذي ستقوم عليه قد أُنجز ولم يبقَ سوى الاتفاق على الحقائب الوزاريةquot;. وأشار إلى أن quot;أحدًا من الأطراف لا يستطيع ان يتحمل مسؤولية تأخير ولادة الحكومة، لأنه في هذه الحال سيتحمل المسؤولية عن تأخر معالجة الازمات الكثيرة التي تعاني منها البلادquot;. وقال بري في حديث لصحيفة quot;أوانquot; الكويتية تنشرها الأحد: quot;إن ما يجنيه لبنان حالياً من توافق سياسي هو من نتاج الوفاق بين الـ quot;سين ـ سينquot;، أي التوافق السوري ـ السعودي الذي هو اساس البناء، فلو لم يقُم هذا الاساس لم كنا تمكنا من الاتفاق في لبنانquot;.

وأضاف بري: quot;لقد كنت اول من نادى بتأليف حكومة وحدة وطنية قبل إجراء الانتخابات، وشددت على تذويب فريقي 8 و14 آذار في هذه الحكومة، لأني مقتنع تمامًا بأن اي فريق لا يستطيع ان يحكم البلاد ويتحمل المسؤولية عنها بمفردهquot;. وتابع: quot;بإمكان الرئيس سعد الحريري ان يؤلف حكومة من دون إشراك المعارضة فيها، وأنا ملزم في هذه الحال بأن أفتح له أبواب مجلس النواب لأعطيه الثقة ويأخذها، ولكن سيكون سهلاً على اي معارضة في المستقبل إصطياد الحكومة في غياب الوحدة الوطنية، ولذلك فإني اصريت شخصياً على الجميع لكي يشاركوا في الحكومة حتى نتحمل جميعاً مسؤولية النهوض بالبلادquot;.

ونفى بري أن تكون هناك قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية ستعقد في دمشق بعد تأليف الحكومة، وأكد quot;أن ما سيعقد هو قمة سورية ـ سعودية، أما زيارة الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري لدمشق، فلا مشكلة لدى الرجل فيها وهو يمكن أن يزور العاصمة السورية قبل تأليف الحكومة أو بعدهquot;. وأبدى بري عتباً على الموقف المصري quot;الذي يبدو وكأنه ما زال يغرد خارج سرب التوافق السوري ـ السعودي، هذا التوافق الذي يسير بسرعة كبيرة كالشلالquot;.

من اليمين السنيورة وسليمان وبري والحريري يقطعون كعكة عيد الجيش في الفياضية أمس- دالاتي ونهرا

السنيورة: رفضنا للتوطين أكيد وثابت ونهائي

من جهة ثانية، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة التأكيد على رفض لبنان التوطين quot;رفضًا أكيدًا وثابتًا ونهائيًاquot;، معتبرًا أن quot;هذا الأمر مرفوض من الزاوية القومية قبل أي شيء آخر، ولأنه يعني إنهاء للقضية الفلسطينية، كما أننا نرفضه لأنه يتعلق بالتوازنات التي علينا أن نحافظ عليها والتي تشكل أمورًا أساسية لمجتمعنا اللبناني وعيشنا المشترك وبصيغتنا الفريدة وبهذه الفسيفسائية التي ليس فيها لونًا غالبًاquot;.

السنيورة، وأمام وفد شبابي لبناني فلسطيني، لفت إلى أنّه quot;على مدى ستة عقود من عقود النكبة، سادت العلاقات اللبنانية الفلسطينية إشكاليات أسهمنا فيها جميعًاquot;، وأضاف: quot;نحن لا نستطيع أن نتغلب على إسرائيل، إلا إذا تضافرت جهود التنمية والتعليم والمواكبة لما يجري في العالم، وليس فقط بالظن أن وحدها البندقية تجعلنا نتغلب على إسرائيل، دون التقليل من شأن البندقية طبعًاquot;.

رعد: من يرفع شعار تسليح الجيش لا يسلحه إلا بالسيارات والأحذية

من جانبه، أكد رئيس كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; النائب محمد رعد quot;أننا نريد للبنان أن يبقى قويًا باقتصاده وسياساته الداخلية وأمنه وسياحته وبقدراته العسكرية عبر الجيش اللبناني والمقاومةquot;، وأضاف: quot;لذلك نحن كنّا من الاوائل ممّن طالب بتعزيز قدرات الجيش التسليحيةquot;. وقال رعد quot;لكننا نرى مع الاسف ان الذين يرفعون شعارات تسليح الجيش لا يسلّحونه الا بالسيارات والدواليب والأحذية العسكرية، أمّا الأسلحة التي تستطيع ان توازن القدرات التسليحية الاسرائيلية للتصدي والدفاع فقط، فهذا ممنوع على الجيش اللبناني ان يمتلكهاquot;.

التيار الوطني الحر

وذكرت quot;وكالة الأنباء المركزيةquot; استنادًا إلى مصادر في المعارضة، ان quot;التيار الوطني الحر يخوض المفاوضات وحيدًا مع الرئيس المكلف بغية الخروج من المأزق الناجم عن الاصرار على توزير الوزير جبران باسيل والذي تسبب باشكالات داخلية ضمن تكتل التغيير والاصلاح بعد العتب الذي عبّر عنه الوزير والنائب السابق الياس سكاف الذي استُبعد عن التشكيلة الحكومية والنصيحة التي وجّهها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى العماد عون باستبعاد باسيل عن الحكومة الى ما هنالك من تداعيات افرزها استبعاد توزير الوزير طلال ارسلان اذا كان من حصة الوزراء العشرة للمعارضة لما يسببه من انتقاص من حصة العماد عون المسيحية، بعدما حسم التمثيل الشيعي بين امل وحزب الله وبقيت الحصة المسيحية للعماد عون وحلفائه في التكتل اي تيار المردة والطاشناقquot;.

quot;حزب اللهquot;: تمديد أوباما للعقوبات على شخصيات سورية ولبنانية تدخل سافر في شؤون لبنان

في غضون ذلك، علّق quot;حزب اللهquot; قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما تمديد العقوبات بحق شخصيات سورية ولبنانية، فأكد الحزب في بيان إدانته للقرار الاميركي الصادر quot;تحت حجج باطلة وواهيةquot;، ورأى في هذا القرار quot;محاولة متكررة للتعمية على الاسباب الحقيقية للأزمة اللبنانية، والتي تتلخص بالاحتلال والتهديد الاسرائيليينquot;، واعتبر quot;حزب اللهquot; في البيان أن quot;القرار هو استمرار من الرئيس أوباما باتباع نهج الادارات الاميركية الاستعلائي من خلال التدخل السافر في الشؤون اللبنانية الداخليةquot;.

كما رأى بيان الحزب quot;في تجديد قرار العقوبات إمعانًا من قبل الرئيس الأميركي في السلوك العدواني واتباع منطق الغطرسة الامبراطوري الذي يقدّم الالتزام بأمن العدو الاسرائيلي وتغطية جرائمه كأولوية مطلقة في السياسة الخارجيةquot;، وأضاف البيان: quot;يبدو أن فشل أوباما في فرض المزيد من الخضوع والتنازل وإسقاط الحقوق العربية والفلسطينية عبر ضغوط شتى دفعه الى هكذا قرارات، أما مقولة الانفتاح لفيست سوى خدعة تمارسها الادارة الاميركية لتمرير محطات خطرة في المنطقة، والرهان على هكذا قرارات هو رهان عقيم وخاسر، ولن يجلب سوى تضييع الحقوق المشروعة والمقدسةquot; وأكد quot;حزب اللهquot; أن quot;آوان استفاقة العرب وقيامهم باتخاذ الخيارات الصحيحة قد حان منذ زمن، فالادارات الاميركية تقدم الدلائل الاضافية على عمق التصاقها بمصالح العدو الصهيونيquot;.