بيروت، وكالات: رأت صحف لبنانية الثلاثاء أن إغتيال الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء كمال مدحت يهدف خصوصا إلى ضرب المصالحات الداخلية لافتة إلى quot;الحرفية المتقنةquot; لعملية التفجير التي أودت بحياته وإلى توقيتها. ورغم الاجماع الفلسطيني واللبناني على اعتبار اسرائيل المستفيد الاول من اغتيال العضو القيادي في حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اوردت الصحف اللبنانية اسئلة كثيرة عن اهداف الاغتيال واحتمالات تعلقه بالصراعات الداخلية بين حركتي حماس وفتح او ترتيب الوضع الداخلي داخل حركة فتح نفسها.
وكتبت صحيفة النهار quot;مع ان الانطباعات الاولية ادرجت جريمة الاغتيال في اطار النزاع الفلسطيني الاسرائيلي او الصراعات الفلسطينية الفلسطينية فان هذين الافتراضين لم يخففا وطأة التداعيات اللبنانية للحادثquot;. واضافت ان quot;الحادث اثار مجموعة تساؤلات فورية عما اذا كان رسالة خارجية ام افتعالا داخل الصف الفلسطيني ام محاولة جديدة لهز الاسترخاء الامني الذي يشهده لبنانquot;.
ولفتت الى quot;اغتيال كمال مدحت تحت انظار العربquot; في اشارة الى تزامن quot;الجريمة التي نفذت باحتراف شديد في توقيت بالغ الالتباسquot; مع اجتماع وزراء الداخلية العرب في بيروت بحث في سبل مواجهة الارهاب.
ورأت صحيفة السفير ان الاغتيال quot;بحرفية بالغة الدقة اثار جملة تساؤلات حول خلفياته وتوقيته ومكانهquot; القريب من مخيم عين الحلوة في ضواحي مدينة صيدا اكبر المخيمات الفلسطينية واكثرها quot;تعقيدا وتوتراquot;. واشارت الى انه quot;رغم مسارعة كل القوى الفلسطينية الى احتواء المضاعفات وتوجيه معظمها اصابع الاتهام الى اسرائيل وعملائها الا ان ذلك لم يمنع بعض الاوساط الامنية من ان تهمس بان مدحت ربما يكون قد ذهب ضحية تصفية حسابات خصوصا وانه كلف منذ فترة ترتيب البيت الفلسطيني الداخليquot;.
ولفتت صحيفة الاخبار الى توقيت الاغتيال في وقت تحاول فيه quot;منظمة التحرير وحركة فتح ترتيب اوضاعهما الداخلية في لبنانquot;، مشددة على ان مدحت كان quot;من ابرز الوجوه التي ادت دورا هاماquot; في هذا الاطار.
واشارت الى ان مدحت عمل quot;وسط ظروف شديدة التعقيد داخل حركة فتح وبينها وبين الاطراف الفلسطينية الاخرىquot; لافتة الى ان quot;الاجواء في المرحلة الاخيرة كانت تنذر بالاسوأء خصوصا داخل مخيم عين الحلوةquot;. ونقلت الاخبار عن قيادات فلسطينية لم تسمها تاكيدها ان quot;تداعيات كبيرة سيلقيها اغتيال مدحت على الواقع الفلسطيني في لبنانquot;. وكان مدحت وثلاثة اشخاص اخرين قضوا الاثنين في تفجير عبوة ناسفة لدى خروجهم من مخيم المية ومية المقرب من مخيم عين الحلوة.
إستنكارات واسعة
ولقيت الجريمة استنكاراً واسعاً، فلسطينياً ولبنانياً، فندد الامين العام للأمم المتحدة بان كي ndash; مون بشدة باغتيال مدحت واصفا اياه بأنه quot;عمل ارهابيquot; وآملا في ألا يؤدي هذا الحادث الى تعريض أجواء الهدوء للخطر في البلاد.
ونعت مدحت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل تحالف القوى الفلسطينية في لبنان في بيان مشترك. وأعلنت ان تشييعه سيجري بعد صلاة الظهر غدا انطلاقا من جامع الامام علي ndash; الطريق الجديدة الى مقبرة شهداء فلسطين.
واتهمت حركة quot;فتحquot; في بيان أصدرته ليلا من رام الله ما وصفته بـquot;العصابات العميلةquot; باغتيال مدحت، وقالت ان quot;هذه الجريمة الارهابية تهدف الى ضرب حركة فتح وتصفية كوادرها المناضلة للسيطرة على القرار الفلسطيني وتوظيفه في خدمة أعداء الشعب ولاثارة الفتنة مرة اخرى في لبنانquot;.
ووصف ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي اغتيال مدحت بأنه ضربة لجهوده في توحيد المرجعية الفلسطينية في لبنان على قاعدة الخضوع لقوانين السلطة اللبنانية، ووصف الجريمة بأنها quot;غادرة وجبانةquot;، وقال ان quot;دم الشهداء الأربعة لن يذهب هدراً ولا يجوز تحت أي ظرف ان يذهب كمال مدحت صاحب التاريخ بهذه الطريقة الجبانةquot;.
وعن وجود هواجس من تداعيات الاغتيال، قال زكي: quot;لا شك ان الوضع خطير ونحن نتصرف بمسؤولية عالية لئلا تكون هناك أي تبعات، وإن شاء الله نتجاوز هذا الإشكالquot;. ورفض التعليق على ما تردد عن ان العبوة كانت تستهدفه قائلاً: quot;لا أريد التحدث في هذا الموضوع. بعد ان مررت بعشر دقائق وقع الانفجارquot;.
ودانت حركة المقاومة الاسلامية quot;حماسquot; في بيان، اغتيال مدحت، ورأت فيه quot;جريمة صهيونية بامتياز والعدو الصهيوني هو المستفيد منهاquot;، مشيرة الى انه quot;خسارة وطنية لا سيما انه كان من القيادات المبادرة والفاعلة على مستوى الإصلاح الداخلي والمصالحاتquot;. ودعت القوى والفصائل الفلسطينية كافة الى التماسك والتوحد، والأجهزة الأمنية والمرجعيات القضائية الى العمل للكشف السريع عن خيوط الجريمة ومرتكبيها.
واتصل رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري من لندن حيث يقوم بزيارة رسمية بزكي معزياً. ودانت وزيرة التربية بهية الحريري الجريمة بدورها. كذلك دان quot;حزب اللهquot; الجريمة، مشيراً الى البصمات الصهيونية لإرباك الساحتين اللبنانية والفلسطينية. كما دانها رئيس تكتل quot;التغيير والاصلاحquot; النائب ميشال عون الذي قال ان مدحت كان من العقلاء والمعتدلين. واستنكر المكتب السياسي لحزب الكتائب الجريمة والتفجير الإرهابي، مشيراً في بيان الى quot;أنها نتيجة حتمية لأجواء التشنج التي تسود الساحة الفلسطينية نتيجة الانقسام في الوطن الأم والتي تسمح بتسلل الأصابع الغريبة الى عقر الدار للعبث بأمن اللبنانيين والفلسطينيينquot;.
التعليقات