بيار الحشاش
بيار الحشاش يحمل بوستر انتخابي له يعود الى انتخابات العام 2005 (أ ف ب)

البترون، شماللبنان: البعض يتهمه بالجنون، وآخرون لا يخفون ضحكة هازئة لدى رؤيته، الا ان المندوب التجاري وبائع السمك بيار الحشاش يتمسك بحلمه في مقعد برلماني يمثل quot;الفقراء والناس العاديينquot; حسب قوله. ويقول الحشاش (37 عاما) quot;الانتقادات لا تزعجني. فالذي يريد ان يعرض نفسه للعموم عليه ان يتحمل كل ردات الفعلquot;.

وذاع صيت بيار الحشاش بين ابناء مدينته البترون ، بعد اعلان ترشحه الى الانتخابات النيابية في العام 2000. وكان شعاره الانتخابي الاول quot;سأجعل الزفت يصل الى الركبquot;، ويقول انه اختار هذا الشعار quot;لان معظم الطرق في لبنان كانت فيها حفر وغير مزفتةquot;، مشيرا الى ان quot;النواب والمرشحين يعملون على ترغيب الناخبين من خلال تزفيت الطرقquot; قبيل حلول موعد الانتخابات.

واضاف quot;كنت احاول ان اوصل رسالة الى الناخبين مفادها ان الزفت حقكم على الدولة، وفي الوقت نفسه اهزأ من اسلوب السياسيين الذين يعرضون الزفت بدلا من البرامجquot;. اما شعاره في دورة 2005 فقد كان quot;نايب الاخضر واليابسquot;، وفي الانتخابات الفرعية في بعبدا عام 2007 كان شعاره quot;اتفقوا على ضهر غيرناquot; في إشارة الى رفضه للتوافق حينها على تزكية المرشح بيار دكاش.

ومبدأ السخرية من المرشحين ثابت لدى بيار الحشاش. ففي كل مرة يترشح الى الانتخابات، يجول على الناخبين ويصل الى منازلهم في مواكب سيارات quot;زجاجها داكنquot; شبيهة بمواكب السياسيين، فيما يقوم اصدقاؤه بدور المرافقين الذين يفتحون له الطريق ويقودون السيارات. ويقول الحشاش الذي يعمل مندوبا لدى شركة لبيع ادوات تجميل quot;انا املك سيارة عادية، ولم يكن عندي سابقا ملابس رسمية لكي اقابل بها الناخبين، وكنت استعير الثياب من اصدقائي، واجمع منهم السيارات لكي نقوم بهذه المسرحيةquot;.

ويمضي الحشاش غالبية وقته في البترون متنقلا بسرواله الجينز وقميصه القطني وحذائه الرياضي، بين المقهى الذي اعتاد ان يلتقي فيه اصدقاءه، ومنزله حيث يقيم مع والدته، والبحر حيث يصطاد السمك في اوقات فراغه ويبيعه لتأمين دخل اضافي يساعده quot;على تحمل نفقات الحياة الصعبةquot;، كما يقول. ولم يحالف الحشاش الذي ترشح في دورات 2000 و2005 والانتخابات الفرعية في 2007، الحظ في الوصول الى قبة البرلمان، او حتى في الحصول على عدد مرتفع من اصوات المقترعين، الا انه لم ييأس.

بيار الحشاش

وهو يستعد للمشاركة في الانتخابات القادمة المقررة في السابع من حزيران ، لان الموضوع ليس الوصول الى البرلمان فحسب كما يقول، انما في quot;ايصال رسالة الى الطبقة السياسية الحاكمة بأنه يحق لأبناء الطبقة الفقيرة الترشح والتعبير عن وجهة نظرهمquot;. وبعد البترون وبعبدا، اعلن الحشاش هذه المرة ترشحه عن المقعد الماروني في طرابلس، وهو المقعد الوحيد لهذه الطائفة في منطقة غالبية سكانها من السنة.

ويقول انه اختار طرابلس لان quot;ابناء مدينتي البترون خذلوني سابقا، ولانني حصلت على الكثير من التأييد من ابناء طرابلس في الانتخابات الماضية ولان ابناء طرابلس رفضيون للنظام ولا يحبون القمع ويملكون روحا مرحةquot;. اما شعار الحملة الحالية فهو quot;اللي متلنا تعا لعناquot;. في العام 2000، جمع بيار الحشاش مبلغ تسعة الاف دولار من التبرعات لتغطية ثمن الصور وباقي النفقات، وفي 2005، حصل على 13 الف دولار.

وفي اطار حملة 2009، يوزع اصدقاء الحشاش اوراقا نقدية عليها صورته، وقد كتب عليها quot;من اشتراك يبيعكquot;، في اشارة الى المال الذي ينفقه المرشحون لاجتذاب ناخبيهم في موسم الانتخابات. ويهمس البعض بان الحشاش يترشح ليقايض انسحابه في ما بعد بالمال. وقال رائد مقصود (26 عاما) وهو صاحب محل لبيع الالبسة في طرابلس، quot;هذا شخص مهرج، وفي الوقت نفسه تاجر. يستخدم هذا الاسلوب لكي يبتز السياسيين ماليا ويتصدر اجتماعياquot;.

الا ان الحشاش اجاب ساخرا لدى سؤاله عن هذا الموضوع خلال المؤتمر الصحافي الذي اعلن فيه برنامجه الانتخابي، quot;في حال دفعت لي اموال لكي انسحب من الانتخابات، فانني ساطلب مبلغ 47 مليار دولار اميركي، 40 مليارا لدفع ديون لبنان، وسبعة مليارات لكي انفذ مشاريع انمائية في طرابلسquot;. ويدعو برنامجه الى quot;محاربة الفسادquot;، وقد وعد ناخبيه بمنح جامعية لاولادهم وقروض لشراء منازل.

ويقول فادي الرويدي (37 عاما) الذي يعمل في تأجير اجهزة صوت للحفلات quot;سأصوت لبيار الحشاش، ليس حبا فيه انما نكاية بالآخرينquot;. بين صور مرشحي الشمال المعلقة هنا وهناك، صور بيار الحشاش مختلفة. في احداها، يرتدي الجينز وقميصا رماديا ويترجل من باص عمومي متجه الى طرابلس، وفي اخرى يتحدث من هاتف عمومي على الطريق، وثالثة تصوره وهو يأكل سندويش سمك في احد مطاعم طرابلس الشعبية. كما يوزع اصدقاؤه صورة له وهو يحمل لوحة سيارة تابعة لمجلس النواب رقمها 190، وكتب عليها quot;مش جريمة ان اكون نائباquot;. علما ان عدد اعضاء المجلس النيابي اللبناني 128.