الموالاة والمعارضة في الدائرة البقاعية تذللان العراقيل الداخلية تباعاً
معركة زحلة بين quot;استعادة الدورquot; والمحافظة علىquot;الملكية الخاصةquot;

أكثر من عشرة ملايين ليرة مخصصات النائب شهريًا في لبنان

إنقسام لبناني بين إتهامات مصر وجواب نصرالله

شطب المذهب من الهوية هل يلغي الطائفية في لبنان؟

الإعتداء على الجيش أحيا مخاوف اللبنانيين

حرب إعلام وإستخبارات كبيرة من فوق لبنان

تخفيض الإقتراع لسن الـ18 يُقابل بترحيب في لبنان

تريسي ابي انطون من بيروت: على مسافة أقل من شهر ونصف من الاستحقاق الانتخابيّ، لم تخلع دائرة quot;عروس البقاعquot; اللبناني ثوب الاحتمالات، لا بل ان المتغيرات الإنتخابية ما بين دورة 2005 والدورة المقبلة في حزيران 2009، تفترض عليها مزيدا من الحسابات والدقة في اختيار المرشحين. واكبر المتغيّرات تمثّل في تبخّر كل آثار quot;الإتفاق الرباعيquot; الذي تم على أساسه خوض الإنتخابات الماضية، وبفعله انتقل الصوت الشيعي من معسكر الى آخر خالطا الاوراق الانتخابية. والمعروف أن حجم الطائفة الشيعية في دائرة زحلة قوة لا يستهان بها بحيث بلغ عدد الناخبين الشيعة فيها نحو 21 الفا و500 ناخب، يتشاركون مع 29436 ناخبا كاثوليكيا و 24319 ناخبا مارونيا و14960 ناخبا من الروم الأرثوذكس الى جانب 37525 ناخبا سنيا واكثر من 15 الف ناخب بين ارمن ارثوذكس واقليات مختلفة، في اختيار سبعة نواب من طوائف عدة، موزعين كالتالي: مقعدان للروم الكاثوليك، مقعد للموارنة، مقعد للأرثوذكس، مقعد للشيعة، مقعد للسنة، ومقعد للأرمن الأرثوذكس.

حسم quot;نصفيquot; واللائحة برئاسة فتوش
في حسابات قوى 14 اذار/ مارس إن زحلة هي معركة quot;استعادة الدور المفقودquot;، مما يبرّر الى حدّ ما عدم اكتمال صورة اللائحة التي خطت خطوات متقدمة على الجبهة المسيحيّة لا غير. اذ اكّد مصدر قريب من قوى الاكثرية في زحلة خلال اتصال مع موقع quot;ايلافquot; ان الحسم شمل بعض الأسماء، وان اسم النائب نقولا فتوش، كما بات متداولا، قد ثـُبّت على المقعد الارثوذكسي الاوّل على اللائحة، الى جانب المرشح عن المقعد الثاني طوني ابو خاطر وهو مستقل وقريب من حزب quot;القوات اللبنانيّةquot;.
لكنّ الاتصالات الجارية حاليا تتعلق بتذليل الخلافات الناشئة بين فتوش والمرشح الكاثوليكي الآخر على اللائحة، بحيث يفضل فتوش ان يبقى هذا المقعد خالياً لمصلحته، حتى يعاد سيناريو انتخابات 2005، في حال رجّحت كفّة المعارضة في الانتخابات. كما تتركز هذه الاتصالات على تسوية الخلافات الشخصية ما بين النائب فتوش وبعض المرشحين على اللائحة، وقد اسفرت هذه الاتصالات بشكلّ اوّلي عن القبول بتسمية فتوش رئيساً للائحة، اما مكان اعلانها فلم يحسم بعد غير ان فتوش يريد الامر من منزله، فيما الاكيد ان لائحة 14 آذار ستعلـَن من داخل مدينة زحلة.

مارونيّا، تمكّن هذا المقعد من تجاوز حركة التجاذبات، بعدما قررت quot;القوات اللبنانيّةquot; ان تكتفي بدعم 14 آذار من دون تسمية مرشح على لائحتها والتي سيصعد على متنها مرشح حزب الكتائب اللبنانية، وزير السياحة إيلي ماروني، بينما تقتصر المشاركة quot;القواتيةquot; على القوة التجييرية للأصوات.

ارثوذكسيا، اسفرت الاتصالات المكثّفة لقوى 14 آذار في زحلة والبقاع الى ازالة الضبابيّة عن هويّة المرشح الاوفر حظا لهذا المقعد، ليكون من نصيب المهندس جوزيف انيس صعب المعلوف، كما اكّد المصدر الاكثري الذي اوضح ايضا ان الاتجاه يتعزز صوب العميد المتقاعد ناريغ ابراهيميان رئيس quot;حركة احرار الارمن اللبنانيينquot; ليعتلي مقعد الأرمن الارثوذكس على لائحة 14 آذار، لكنّ لا حسم نهائيّا في هذا الاطار.

وبالنسبة للمقعدين الآخرين على اللائحة، اكّد المصدر نفسه ان الاتصالات مستمرّة من اجل التظهير الاخير لهويّة المرشّحـَين الشيعي والسنّي، في وقت افادت مصادر متابعة للشأن الانتخابي في زحلة، بان المقعد الشيعيّ على اللائحة سيحظى به الوزير السابق محسن دلول، وذلك لضيق الخيارات الشيعية في صفوف قوى الاكثرية في الدائرة. اما تيار quot;المستقبلquot; فلم يبتّ بعد اسم مرشحه والخيارات مفتوحة على أكثر من عشرة مرشحين باسم quot;المستقبلquot; يتسابقون على مقعد سنّي واحد، ومن بين اكثر الاسماء تداولا الدكتور ابراهيم الميس وغازي الميس، فيما ترجّح اوساط متابعة ان ينضمّ النائب عاصم عراجي الى لائحة 14 آذار عن المقعد السني نظرا إلى حجم التأييد الشعبي الذي يحوزه في قضاء زحلة.

السنّي عقدة 8 آذار
في مقلب المعارضة، حيث تمثل زحلة معركة المحافظة علىquot;الملكية الخاصةquot;، باتت صورة اللائحة شبه واضحة، اذ يبدو ان وزير الزراعة الياس سكاف متمسّك بكتلته الحالية، والتي سيرأسها بالطبع، وهي تضمّ جزءا كبيرا من النواب الحاليين: النائب حسن يعقوب عن المقعد الشيعي والنائب سليم عون عن المقعد الماروني، النائب كميل معلوف عن مقعد الروم الارثودوكس، والنائب الارمني جورج قصارجي، ويضاف اليها المرشح الكاثوليكي الثاني فؤاد الترك الذي خسر في الدورة السابقة وحلّ محلّه النائب نقولا فتوش.

اما المقعد السنّي وبعد استبعاد النائب عاصم عراجي، فيبدو انه العقدة الكبرى التي تواجهها لائحة المعارضة، اذ يخضع اختيار المرشّح السني الى جملة من الاعتبارات:
اوّلا، من هي الجهة المولجة تسميته. فاختيار المرشح لن يكون حصراً بيد النائب سكاف، لأن التيار الوطني الحر يريد مرشحاً سنياً يكون في عداد تكتل الاصلاح والتغيير، وتكون ميوله السياسية والحزبية اقرب لهذا التكتل من قربه الى الكتلة الشعبية، في مسعى واضح لاضافة نوع من التلوين الطائفي على صيغة التكتّل.
ثانيا، تتجنّب قوى المعرضة كلّ احتمالات تكرار تجربة النائب عاصم عراجي، وتفترض في عملية الاختيار ان يستحوذ المرشّح السنّي على المواصفات الضرورية لدخول لائحتها، اي إيمانه الكامل والتزامه بكل ما تقرره المعارضة.

ثالثا، تضمّ دائرة زحلة الانتخابية اكثرية سنية تشكل رقما صعبا في وجه 8 آذار التي تسعى الى إيصال مرشح سني يمتاز بالعداء لتيار المستقبل في هذه الدائرة.
وفي السياق يتسابق اكثر من عشرين مرشحا على مقعد واحد، لكنّ المرشّح السفير فؤاد الترك اكّد في اتصال مع quot;ايلافquot; ان الحسم يتّجه نحو العائلتين البقاعيّتين الكبيرتي، آل الميس وآل عراجي، مؤكّدا quot;ان الوزير سكاف يجري كل الاتصالات اللازمة للتوصل الى قرار نهائي وهو الذي سيحسم هويّة المرشّح عن المقعد السنيquot;.
quot;مينيquot; لائحة ثالثة والهراوي خارجها ظاهرة quot;اللائحة الثالثةquot;، انتقلت ايضا الى قضاء زحلة التي تشهد بدورها فيضا من الترشحيات، وافادت مصادر مطّلعة بان اكثر من مرشّح بقاعي ما يزال يصرّ على خوض غمار هذه المعركة الحامية وان نواة لائحة ثالثة تلوح في افق الحسابات الانتخابية. وبحسب هذه المصادر فان المحامية ماكدا بريدي رزق التي تواصل نشاطها الانتخابي ستنضمّ الى رحى هذه اللائحة مرشحة عن المقعد الكاثوليكي الى جانب المرشح طوني طعمة عن المقعد الثاني، وقد يدرج اسم المرشح عن المقعد الشيعيّ حاتم طالب، في مسعى لتشكيل quot;ميني لائحةquot;.

اما الوزير السابق خليل الهراوي، الذي اكّد استمرار ترشحه عن المقعد الماروني في دائرة زحلة، لن يكون من ضمن هذه اللائحة، واكّد في حديث لموقع quot;ايلافquot; quot;ليس صحيحا ما يقال، فانا لا اسعى الى الانخراط ضمن لائحة ثالثة، لكني ارحّب بالتعاون الانتخابي مع من يطرح الامر، اي مع مرشّحين مستقلّين آخرين. فانا مرشّح مستقلّ ومواقفي واضحة ضمن برنامجي السياسيّquot;. وبدا الهراوي متفائلا لناحية فوزه في الانتخابات لافتا الى انه quot;من الواضح ان بعد 7 حزيران ستكون هناك مساحة جديدة من القوى السياسيّة ستقوم بين قوى 8 و 14 آذار، وستتألف من المستقلّين من كل دوائر لبنان لتشكّل مساحة الدولة اللبنانيّة وليس مساحة المرجعياتquot;.

وفق هذه الصورة التي يشوبها الكثير من الحسم، بات الجميع مدركا ان المعركة الانتخابية في دائرة quot;عروس البقاعquot; ليست نزهة ريفية، مهما كانت المعطيات التي توفرها الدراسات والإحصاءات التي يجريها الطرفان أسبوعيا.